وكالة أنباء الحوزة - قال الدكتور «يوسف الحاضري» الناطق الرسمي لوزارة الصحة العامة والسكان اليمنية خلال مقابلة مع مراسلنا: جاء العدوان البعثي بإيعاز أمريكي صهيوني وبتمويل خليجي وبمشاركة عربية لمعظم الدول التي كان يترأسها حكام عملاء لأمريكا كما هو الحال في عدوان النظام السعودي على اليمن بأموال خليجية وبمشاركة عربية للدول التي يتزعمها حكام عملاء لأمريكا. هذه الحرب التي فرضت على ايران كانت مدروسة بعناية وكانت مخطط لها بدقة كبيرة من قبل الأمريكان والصهاينة وعملائهم في المنطقة، سواء النظام البعثي العراقي المجاور لإيران، او دول الخليج كونها قاومت وعادت الجمهورية الاسلامية. لقد واجهت الجمهورية الإسلامية في تلك الفترة تحديات كبرى (عدوان عالمي خارجي ) و (ووضع داخلي اقتصادي ومجتمعي ) ولكن بحنكة وحكمة قيادة الثورة المباركة المتمثلة في الإمام الخميني (ره) وفي من كانوا معه تم النصر المؤزر، حيث أرتكز تحركهم على الاعتماد والتوكل على الله ووفقا لمنهجية القرآن وعلوم آل البيت، في هذه الأحداث انتصرت ايران وتحررت من الوصاية والهيمنة، وسقط مباشرة بعد ذلك نظام البعث العراقي واستنزفت ومازالت تستنزف ثروات دول الخليج التي شاركت العدوان على ايران، وكما قال السيد حسين بدر الدين الحوثي (مؤسس انصار الله في اليمن) ان كل نظام شارك في الحرب على ايران سيصاب وسيحترق بنار دعوات الإمام الخميني، لانهم شاركوا الظلمة في ظلمهم.
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة: کیف تقیم عدوان النظام البعثي العراقي ضد ایران قبل حوالي أربع عقود و ما هي اهدافه؟
رغم ان العدوان البعثي العراقي عندما بدأ على جمهورية ايران الاسلامية كنت مازلت في المهد صبيا الا ان المتابع للاحداث من بعدها حتى بدء عدوان النظام السعودي الوهابي على اليمن في 26 مارس 2015 يعرف تماما كل تفاصيل عدوان نظام صدام على ايران لأن كل الأهداف والجهات والظروف واحدة (عدوان نظام البعث على ايران وعدوان نظام ال سعود على اليمن) ، فقد جاء عدوان البعث العراقي على ايران بعد نجاح الثورة الإسلامية في ايران بقيادة الإمام الخميني رحمه الله والذي جاء لينتزع العمالة والعملاء التابعين لامريكا والكيان الصهيوني من طهران كما أنتزعت ثورة 21سبتمبر2014 اليمنية بقيادة السيد عبدالملك الحوثي العمالة والعملاء انفسهم من صنعاء .
جاء العدوان البعثي بإيعاز أمريكي صهيوني وبتمويل خليجي وبمشاركة عربية لمعظم الدول التي كان يترأسها حكام عملاء لأمريكا كما هو الحال في عدوان النظام السعودي على اليمن بأموال خليجية وبمشاركة عربية للدول التي يتزعمها حكام عملاء لأمريكا. أرتكب نظام صدام جرائم كبيرة وكثيرة في عدوانه على إيران وبشكل فضيع بحق المدنيين والمنشئات والبنية التحتية امام مرأى ومسمع من الامم المتحدة والمجتمع الدولي دون ان تبدي هذه المنظمات اي تحرك إيجابي ضد هذا العدوان بل ساندته في كثير من محطاته خلال فترة العدوان التي امتدت حوالي 7سنوات وكذلك الحال لهذه المنظمات اليوم في اليمن ونحن على مشارف بداية العام الخامس للعدوان نفسه.
اهداف العدوانين واحدة وهي إبقاء الهيمنة الامريكية على المنطقة وأمن واستقرار الكيان الصهيوني والذي كان الامر كذلك قبل ثورة ال11من فبراير1978 في ايران وثورة ال21من سبتمبر2014م في اليمن بأموال عربية وجيوش ودماء ايضا عربية مما يترجم أن هذه الشعوب ليست سوى مستعمرة أمريكية صهيونية وايضا يوضح ضرورية قيام هذه الثورات التحررية من الهيمنة الأمريكية .
الحوزة: ما هي انجازات ایران في تلك الحرب المفروضة و کیف صمدت؟
هذه الحرب التي فرضت على ايران كانت مدروسة بعناية وكانت مخطط لها بدقة كبيرة من قبل الأمريكان والصهاينة وعملائهم في المنطقة، سواء النظام البعثي العراقي المجاور لإيران او دول الخليج كونها قامت بمعاداة الجمهورية الايرانية التي كانت لا تزال تسعى لأن تلملم جراحها وتداوي آثار الأحداث التي رافقت الثورة الاسلامية، وتحاول أن تلملم صفوف المجتمع الايراني المكون من مزيج متنوع سواء كان مزيجا دينيا او مذهبيا او مناطقيا او طائفيا، لذلك كان العدوان عليها بتلك القسوة والهمجية اضافة إلى الحصار الذي ترافق معه، لقد واجهت الجمهورية الإسلامية تحديات كبرى (عدوان عالمي خارجي) و (ووضع داخلي اقتصادي ومجتمعي) ولكن بحنكة وحكمة قيادة الثورة المباركة المتمثلة في الإمام الخميني رحمه الله وفي من كانوا معه، حيث أرتكز تحركهم على الاعتماد والتوكل على الله، ووفقا لمنهجية القرآن وعلوم آل البيت، في هذه الأحداث انتصرت ايران وتحررت من الوصاية والهيمنة، وبعد ذلك سقط مباشرة نظام البعث العراقي، واستنزفت ومازالت تستنزف ثروات دول الخليج التي شاركت العدوان على ايران، وكما قال السيد حسين بدر الدين الحوثي (مؤسس انصار الله في اليمن) ان كل نظام شارك في الحرب على ايران سيصاب وسيحترق بنار دعوات الإمام الخميني لانهم شاركوا الظلمة في ظلمهم.
الحوزة: ما هو تعلیقکم على دعم الدول الغربیة المدعیة لحقوق الانسان على صدام ضد ایران، و تزویده بالاسلحة؟
رافق دعم صدام بالسلاح والمال ومبيعاتهم الكبرى له ايضا حصار خانق ومشدد على ايران، شمل حتى الأغذية والأدوية (كما هو وضع اليمن اليوم تحت عدوان نظام السعودية تماما) فافتضحت كثير من الدول المنظمات، وافتضحت كثير من اهدافها ودعاويها التي لم تكترث لحياة ملايين من الشعب الإيراني، ولا لبروتوكولاتها التي تستند على احترام السيادة للحفاظ على الامن والسلم الدوليين، هذه الأمور تحولت جميعها إلى جابية اموال عبر مبيعات السلاح وعبر تزييف الحقائق وعبر الشبكات التجسسية، وعبر كثير من الممارسات الاجرامية التي كانت سائدة في تلك الايام.
لمن لم يستوعب دور المنظمات والمجتمع الدولي في تلك الأيام، عليه ان ينظر الى دورها اليوم في اليمن، فهو متطابق تمام التطابق في كل شيء، كون قيادة العدوانين قيادة واحدة وهي أمريكا (الشيطان الأكبر) كما أسماه الإمام قدس الله ثراه.
الحوزة: ما هو تأثر انتصار ایران في الحرب المفروضة علی ایجاد و تاسیس او تعزیز نشاطات الحرکات المقاومة في المنطقة ضد الاستکبار؟
في نهاية الثمانينات، عندما انتصرت ايران على تحالف العالم عليها وعلى ثورتها وعلى شعبها، كان قد مر على احتلال المقدسات والاراضي الاسلامية في فلسطين ولبنان وسوريا حوالي 40 سنة، وفي تلك الفترة كانت دول الاستعمار الامريكي والصهيوني تعمل جاهدة على تطويع المجتمعات العربية لتكون خانعة مطأطأة رأسها ضعيفة جبانة لا تستطيع ان تغضب للمقدسات وللإحتلال ولا لكل ما يحدث او تخطط له الدول لاحداثه في المستقبل على الإطلاق ، واستخدمت في ذلك صناعة حكام للدول العربية والاسلامية حسب رغبتها وتوجهها يذللون لهم الجماهير تطويعا وتركيعا وقد وصلت الى مرحلة كبيرة في ذلك، ولكن نغص عليها هذا النجاح ثورة ايران الاسلامية، فتحركت لتدمير الثورة واعادة ايران الى بيت الطاعة الامريكية التي تتواجد فيه معظم دول العرب والاسلام ، ففشل تحركها فكان هذا الفشل حافزا كبيرا في احياء تلك النفوس العظيمة التي كادت ان تأفل يائسة من وجود خير وحق في الأرض، فنفخ فيهم روح المقاومة، فتم إنشاء عدد من حركات المقاومة كحزب الله في لبنان، واعادة الحياة لحماس في فلسطين، وفي اليمن تأثرت بشكل كبير حركة انصار الله بتحرك الإمام الخميني ومنهجيته وأرتكزت عليه، ففي كل دروس الشهيد القائد المؤسس للحركة يستند على حركة الثورة الايرانية وقيادتها ، ومازالت تستمد العزم حتى اليوم رغم التهديدات والضغوطات الكبيرة والكثيرة التي تمارس على الثورة في ايران والتي تتزايد يوما بعد يوم .
لو فشلت الثورة لكانت ربما آخر مسمار في نعش الاسلام والعرب، ولربما كانت الصهيونية العالمية قد استحوذت على كثير من مناطقنا ومقدساتنا، ووصلت لأبعد مما وصلت اليه اليوم، بل واشد واقسى وأخطر . هذا الامر ينطبق تماما اليوم على ثورة اليمن واليمنيين في عدوان العدو نفسه عليه، والذي نستلهم في اليمن حركتنا ضد العدو من روحية المجاهدين الايرانيين في تلك الايام، وسننتصر كما انتصرت ايران ان شاء الله.
الحوزة: ما هي آخر الاخبار عن وضعیة النظام الصحي الیمني، و هل یشابه صمود الشعب الیمني صمود الشعب الایراني خلال الحرب المفروضة؟
ونحن على مشارف نهاية العام الرابع من العدوان والحصار الامريكي السعودي العالمي على اليمن والذي كانت شدته وقسوته وجهنميته وخبثه أشد مما كان عليه في ايران من منطلق انهم فشلوا في ايران فسعوا في اليمن أن لا يفشلوا لذا أشتد عدوانهم وتنوع فدمروا كل شيء ومنها البنية التحتية الصحية والتي كانت في الأساس بنية ضعيفة وهشة من قبل العدوان نتيجة 40عاما من الفساد للإدارة التي حكمت اليمن وهي منبطحة لأمريكا والخليج ، فأنعدمت الادوية الاساسية خاصة ادوية الامراض المزمنة وارتفعت اسعارها في السوق التجارية بشكل جنوني وانقطعت رواتب اكثر من 48ألف موظف في القطاع الصحي منذ 26شهرا ومازالت منقطعة وانتشرت امراض كانت قد اختفت وحصدت ارواح آلاف من اليمنيين أهمها مرض الكوليرا والدفتيريا والضنك والملاريا وغيرهن وارتفعت نسبة سوء التغذية عند الاطفال والامهات حتى وصل الامر الى اكثر من 400الف طفل مصاب بسوء التغذية الوخيم الحاد الذي اذا لم يتلق معالجة غذائية خلال اسبوعين سيتوفى وبالفعل توفى لهذه الاسباب اكثر من 200الف طفل وتوفي حوالي 27ألف مريض بسبب عدم قدرتهم على السفر للخارج للعلاج بسبب اغلاق مطار صنعاء منذ 25 شهرا منذ (9اغسطس2016م) ومازال مغلقا لليوم اضافة لـ 450 مستشفى ومركز صحي تم تدميرهن بالقصف الجوي لطيران العدوان وكثير من المشاكل الصحية التي تتزايد يوما بعد يوم ، والتي بطبيعة الحال عاشها الشعب الايراني خلال فترة عدوان النظام البعثي العراقي الأمريكي الخليجي عليهم قبل حوالي 4عقود .
الصمود اليماني صمود ممتد من الصمود الايراني لأن القضية واحدة والهدف واحد والعدو ايضا واحد فعلى رغم ان اليمن اكثر فقرا من ايران والتحديات اشد واوسع مما كانت عليه ايران الا ان النصر حليفنا في اليمن كما كان في ايران، فوعد الله واحد والنتيجة واحدة .
الحوزة: هل يوجد تعاطف انساني في العالم الغربي تجاه كارثه اليمن و الأطفال اليمنيين؟
ليس استعطافا او استجداء لمجتمع لا يفهم هذه المصطلحات بل شارك معظمه في وضع أطفال اليمن في هذا الوضع الكارثي جدا ، فمن الغباء والضعف والهوان ان تستجدي جلادك وقاتلك وعدوك ، ولكن سأضع المجتمع الدولي جانبا بقوانينه وتشدقاته ومثالياته التي أدعاها ويدعيها يوميا على شاشات الفضائيات وصفحات الصحف اليومية والإنترنت وقوانينهم التي يتشدق الكل بمثاليتها .
عدوان وحصار قامت به عصابات وقراصنة أطلق عليها أنظمة لدول بقيادة عصابة البيت الأبيض في واشنطن وقصر اليمامة في الرياض على شعب فقير عاش حياته كاملة وهو يبحث عما يسد رمقه فجاء هؤلاء القراصنة ليحاصروه ويقتلوه حتى وصل حاله بعد حوالي 1300يوما من هذه القرصنة الى وضع مأساوي سنتكلم عن جزء بسيط جدا من هذه المأساة لنضعها مقابل الضمير العالمي وقوانينه وهذا الجانب عن سوء التغذية عند أطفال اليمن ما دون الخامسة من العمر أي من عمر (يوم واحد حتى ال59 شهرا.
ضمن آخر مسوحات قامت بها وزارة الصحة بمعية عمليات التحصين الموسع من بيت إلى بيت بلغ عدد الاطفال في اليمن ما دون الخامسة حوالي (٥,١٥٦,٥٩١طفل) منهم حوالي (2250000طفل) مصاب بسوء التغذية بما نسبته (واحد من اصل ثلاثة اطفال) منهم 400ألف طفل مصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم والذي اذا لم يتم تغذيتهم ومعالجتهم في فترة اسبوعين سوف يموتون وبالفعل مات حوالي 180ألف طفل لهذه الاسباب في فترة (2016-2018) كما ان هناك ما نسبته 88% من الاطفال مصابون بفقر الدم (9من اصل 10اطفال) مما يعني ان عدد الضحايا من الأطفال الذين يموتون نتيجة القصف الغير مباشر لقراصنة العدوان على اليمن (الحصار) أشد وافضع واكثر بمائة ضعف من ضحاياهم نتيجة القصف المباشر عبر الطيران غير ان القصف يمزق جسد الطفل اشلاء ويعجل في موته ويذيب بقايا رأسه في حديد الباص او يمزج بقايا ساقيه مع بقايا اسمنت منزله ، اما الحصار فهو يميت الطفل موتا بطيئا امام ناظري والديه والذين لا حول لهم ولا قدرة امام ضمير عالمي معتل ومريض ويصلي دائما صلاة الذل في محراب البترودولار السعودي.
نعم ، فقيمة ومنزلة الضمير العالمي والمجتمع الدولي لا يعدو كونه مرتهن بذل وخضوع وخنوع لقراصنة الأرض الذين يقطنون في البيت الأبيض او في بيت اليمامة فمنهم من يتذلل لفتات السعودي ومنهم من يطأطأ رأسه خشية من قرصنة الرئيس الأمريكي وما بين هذا وذلك يسقط اطفال اليمن موتى بواقع طفل كل 10دقائق أو ازيد من هذه النسبة لأسباب عدة اهمها سوء التغذية وفقر الدم والامراض الوبائية والمزمنة التي دمرت الطفولة في اليمن ، ورغم هذه النفسية المهترئة لهذا الضمير العالمي والمجتمع الدولي الا انهم (اي المجتمع الدولي ) مازلنا نسمع زعماءه هنا وهناك يتغنى بالحقوق والقوانين والأمن و السلم الدولي والمساواة والعدالة والإستقرار والحب وغير ذلك من أكاذيب أزكمت انوف اطفال اليمن حتى في قبورهم فتأففت منها، وعلى الجميع ان يزور مقابر اطفال اليمن ليشهد فشل العالم أجمع وغياب ضميره وضعف قدراته وقوته تجاه قضايا هي أساس تمكنه وتحكمه وطالما تكلم بها واشدق فيها ولبس الكرفتة ومشط شعره وحلق ذقنه وتعطر بأفخر العطور قبل ان يطلع يلقيها، وآخرها اجتماع العار في الأمم المتحدة هذه الأيام على جثث ومقابر أطفال اليمن .
ولكن ثقوا ان مقابر اطفال اليمن ستتحول قريبا إلى مقابر لكراسيكم ولقوانينكم ولتشدقاتكم ولأكاذيبكم جميعا وستلتهمها كما يلتهم الطفل اليمني الجائع كسرة خبز مبتله بالماء ينتظرها لساعات واحيانا لأيام حتى يحصل عليها .