وكالة أنباء الحوزة - وتابع: ولأننا كشعب عربي ومسلم معنيون تمامًا بهذه القضية، فلا يمكن أن يمر الأمر مرور الكرام، ففلسطين هي البوصلة الحقيقية لنا، ولا مشروعية لأحد في التطبيع مع كيان استعماري غاصب، وعندما تتحدث حكومة ما عن تطبيع العلاقات وضخ استثمارات ضخمة داخل الكيان الصهيوني فهذا يُمثل جرس إنذار لنا وأن أعداء الأمة الخفيين بدأوا في الظهور.
وأضاف: إن فلسطين هي قضية الإسلام ولا مفر من تحريرها سواء بأيدينا أو بأيد غيرنا وهذا هو وعد الله الذي لا مفر منه، ومن يرتمي الآن في أحضان الصهاينة من أجل الحفاظ على ملكه وتاجه سوف يجد نفسه غدًا مقتولًا بسيف الغدر الذي سنه، لأن أمريكا والصهاينة ليس لهم حبيب، بل يتعاملون مع الحكومات والشعوب من منطق السيد وخادمه، فإلم تكن خادمًا مُطيعًا سوف يتم الإلقاء بك بعيدًا والإتيان بغيرك، وحتى ولو كنت خادمًا مُطيعًا وكثر حولك اللغط وتزايدت حولك المشاكل فستلقى نفس المصير، والغرب يُحبون التغيير من مُنطلق البحث عن المزيد من الامتيازات، وهم لا يكفون عن طلب المزيد.
ولفت: من وجهة نظري أن كل الأحداث التي حدثت خلال العقد الأخير وخاصة الحروب على دول مثل سوريا والعراق، كانت بهدف تدمير تلك الدول حتى يتم المجيء بحكومات تُطبع مع الكيان الصهيوني ومن ثم يحصل لديهم الاطمئنان من هذه الجبهات، وحينما فشلوا في ذلك فشلًا ذريعًا وفشل تمويلهم للحركات الإرهابية وداعش، بحثوا عن الحائط المائل من دول العرب وبعض الدول التي ليس لها أي دور تجاه القضية الفلسطينية أو قضية المقاومة، بل كل ما تسعى إليه هذه الدول هو تثبيت عروشها فقط، فاتجهوا نحو دول ضعيفة على المستوى السياسي ومستوى التأثير الإقليمي، ومن ثم صاغت أمريكا اتفاقًا وفق ما يحلو لها وأسموه "اتفاق السلام" وهي دول لم تكن لها أي حروب مع أمريكا ولا إسرائيل من الأساس، ولكن يريدون تكرار مشهد كامب ديفيد فحسب، وسلمت تلك الدول نفسها للأمريكي والصهيوني بدون أي شروط مسبقة ولا لاحقة وليس لها أي هدف سوى البحث عن تثبيت عروشهم عن طريق جذب الحماية الإسرائيلية.
وأضاف: قبل هذه التحركات شاهدنا تحركات لخلق عدو وهمي وفتنًا كثيرة حتى يُشغلوا العرب والمسلمين عن العدو الأساسي، فوجدنا الفتن الكثيرة بين السنة والشيعة والتي لم ولن تُفلح ولكنهم هم من يقتلون السنة والشيعة، ووجدنا أيضًا طرح إيران -كذبًا- بصفتها العدو الحقيقي للعرب والمسلمين، وكل ذلك من أجل إبعاد النظر عن العدو الأساسي وهو الكيان الصهيوني وحتى تكون ذريعة لتنفيذ مثل هذه الاتفاقيات التطبيعية، ولكن ما يجب عليهم أن يعلموه هو أن الشعوب ليست غافلة عما يحدث، وإن كانت الحكومات قد طبعت فإن الشعوب لم ولن تُطبع وستبقى في ذاكرتها الدماء التي سُفكت والمقدسات التي انتهكت والأراضي التي اغتصبت، لذا فما بيننا وبين الصهاينة ليست اختلاف في وجهات النظر أو صراع على أراضي غير معلومة الهوية، بل هو صراع وجود، وأن العدو الصهيوني وهذا الكيان المُختلق، ذلك الشر المطلق، كان ولا يزال حفنة من المُجرمين الغاصبين للأرض والسافكين للدماء والمنتهكين للحُرمات، ولن تعترف بهم الشعوب العربية والمسلمة وستظل العداوة قائمة حتى يأتي أمر الله ونتخلص من هذا السرطان الخبيث.
وفي الختام قال: وأنا من هنا أدعو كل عربي غيور ومسلم مهموم بقضايا دينه أن يرفض حتى ولو بلسانه أو قلمه كل شكل من أشكال التطبيع، ونسأل الله تعالى أن يُعجل الفرج وأن يُوحد الأمة ويقينا من الفتن ويكفينا أعداءنا الظاهرين والخفيين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رمز الخبر: 362745
١١ أبريل ٢٠٢١ - ٠٨:١٤
- الطباعة
وكالة الحوزة - قال العضو المصري للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) السيد الطاهر الهاشمي: يعد التطبيع القضية الأكثر خطورة خلال العقود الأخيرة وخاصة خلال السنوات القليلة الماضية حيث ازدادت وتيرة الأحداث وتزايد الحديث عن تطبيع العلاقات سواء بشكل كامل أو جزئي مع الكيان الصهيوني من قِبل بعض دول المنطقة.