۱ آذر ۱۴۰۳ |۱۹ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 21, 2024
السيد عباس شبر

وكالة الحوزة - صرح رئيس وحدة الحريات الدينية في منظمة السلام لحقوق الإنسان: هذه الإساءة من الرئيس الفرنسي تمس مشاعر المسلمين جميعاً بمختلف تلاوينهم المذهبية والعرقية كما وتمس ملياري مسلم حول العالم

أفاد مراسل وكالة أنباء الحوزة أنه أجرى مقابلة مع حجة الاسلام والمسلمين "السيد عباس شبر الموسوي" رئيس وحدة الحريات الدينية في منظمة السلام لحقوق الإنسان، صرح سماحته: إن الإساءات المتعاقبة من قبل دعاة الحريّة والإنفتاح والتمدن والتسامح واحترام الأديان بمنظورها الغربي توضح مدى هشاشة هذه الشعارات التي يتاجر بها القادة السياسيون في الغرب، وتكشف عما تنطوي عليه سرائرهم من ضغينة وكراهية للإسلام وخصوصاً الإسلام السياسي..

واضاف: هؤلاء السياسيون المتزمتون يوجد لديهم خبراء وعلماء في علم الاجتماع والذي يقول: إن من أعظم عوامل الحروب على مر التاريخ، الإساءة إلى المقدسات والرموز، وهو عامل كبير في الحرب بين أبناء المجتمع. فدين النبي محمد صلى الله عليه وآله يعطي النموذج الراقي ومن الحضارة الإسلامية في دولة النبي الأعظم محمد (ص) توصل للرئيس الفرنسي ماكرون هذه الآية المباركة من القرآن الكريم: «ولا تسبوا الذين كفروا فيسبوا الله عدوًا بغير علم»  فهذه القاعدة القرآنية تقول أنت إذا  تسيء إلى رموزه، سيسيء إلى رموزك، فالإساءة إلى الرموز هي عامل حرب وخلاف.

وتابع: ذلك نحن نجد أن تصريح الرئيس الفرنسي يعمل على رفع المحفزات للعوامل التي تسهم في تفريق المجتمع، وتعزز الكراهية ضد المسلمين وتعزز الإنقسام في المجتمع الواحد لأننا إذا أعلنا تأييدنا للإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، سيكون بمثابة الوقود لإنقسام المجتمع إلى قسمين، قسم يدافع عنا، وقسم يحافظ على مقدساته ورموزه. فسيكون عامل انقسام وإشعال لحرب ثقافية وعنصرية، فلو فتح المجال لحرية التعبير بهذا الشكل، نكون بذلك قد فتحنا باب الحروب الدينية، وفتحنا باب الصراعات، وهذا هو من أكبر العوامل لهدم قوة تماسك المجتمع الواحد..

وصرح السيد عباس شبر: هذه الإساءة من الرئيس الفرنسي تمس مشاعر المسلمين جميعاً بمختلف تلاوينهم المذهبية والعرقية كما وتمس ملياري مسلم حول العالم، ومن بين هؤلاء الجالية الإسلامية والعربية التي تعيش في أوروبا وفرنسا منذ عقود، وبالطبع نحن كمسلمين نعيش في الغرب نقول للرئيس ماكرون كما قال قائد الثورة الإسلامية في إيران هل حريّة التّعبير تعني: “الشّتائم والإساءات، بحقّ شخصيّات جليلة ومقدّسة؟ وألّا يُشكّل هذا التّصرّف الأحمق، إساءة إلى مشاعر الشّعب الذي اختارَك رئيساً له؟”. والذي يقدر فيه المسلمون في فرنسا نحو 5.7 مليون شخص، أي ما يعادل نسبة 8.8% من مجمل سكان فرنسا.

واضاف: إن ممارسة المسلمين لحريتهم في المعتقد لا تعني الممارسة الكاملة لهذه الحرية في الغرب، والتي قد تتصادم مع مفهوم الحرية في الفكر الليبرالي، لأن ممارسة هذا الحق في المظاهر الإسلامية يشكل عائقاً بالنسبة إليهم في ما يعبر عنه بالاندماج الثقافي والمجتمعي، وهذا يتضح جلياً في النموذج السويسري وقصة منع رفع المآذن، وفي النموذج الفرنسي في مسألة حظر النقاب والرسوم المسيئة، وفي النموذج الإسباني بمنع بناء مساجد جديدة، والنموذج البلجيكي بمنع الحجاب في المدارس، وتستمر القائمة.

واردف قائلا: ما يعني أن هذه الحرية الناقصة والإنتقائية على أرض الواقع ضد الثقافات والحضارات الأخرى توضح معنى التناقض في السياسة المتبعة تجاه حرية المعتقد فالسماح بممارسة (الكراهية) ضد الأديان الأخرى، من حادثة حرق القرآن وغيرها، الى موقف الرئيس الفرنسي من دون وضع  قوانين  تمنع التعدي والإساءة على مقدسات الآخرين، يفهمنا أن القادة السياسيين في الإتحاد الأوربي لا يسعون بشكل جاد للحد من العقدة الثقافية للحفاظ على الدول الأوروبية من دون انقسامات ثقافية في داخلها المتعدد بالأعراق والثقافات.

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha