وكالة أنباء الحوزة - ثمّ كانت معركة كربلاء وقتلوا الحسين(عليه السلام) ورفعوا رأسه على السنان، لتذكّرَنا هذه الفاجعةُ بحادثة رفع معاوية للقرآن على رؤوس الرماح يوم صفّين، فما أشدّ الشبه بين الحالين؛ فهناك رفعوا القرآن على الرمح وهو كتاب الله الصامت، وهنا رفعوا رأس الحسين(عليه السلام) على السنان وهو كتاب الله الناطق، فنطق بالحجّة حتّى وهو مقطوعٌ في أكثر من موضع، كاشفاً عن معجزته وكرامته.
وتشير الروايات الى أنّ رأس الإمام الحسين(عليه السلام) قد تكلّم في مواضع عديدة منها ما يذكره المحقّق السيد عبد العزيز المقرّم في مقتله:
"لم يزل السبط الشهيد حليف القرآن منذ أنشأ الله كيانه، لأنّهما ثقلا رسول الله(صلّى الله عليه وآله) وخليفتاه على أمّته، وقد نصّ الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله) بأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليه الحوض، فبذلك كان الحسين(عليه السلام) غير مبارحٍ تلاوةَ القرآن طيلة حياته، وحتّى بعد مماته، الى ذلك قال الشاعر:
لهفي لرأسِكَ فوق مسلوبِ القنا .... يكسوه من أنوارِهِ جلبابا
يتلو الكتاب على السنان وإنّما ..... رفعوا به فوق السنان كتابا
ويقول الفاضل الدربندي في (أسرار الشهادة) عن مسلمة بن كهيل قال: رأيتُ رأس الحسين(عليه السلام) على قناةٍ وهو يقرأ: (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) البقرة/ ١٣٧.
وقال هلال بن معاوية: رأيتُ رجلاً يحمل رأس الحسين(عليه السلام) والرأس يخاطبه: فرّقت بين رأسي وبدني، فرّق الله بين لحمك وعظمك، وجعلك آيةً ونكالاً للعالمين. فرفع السوط وأخذ يضرب الرأسَ حتّى سكت.
رمز الخبر: 361406
١١ سبتمبر ٢٠٢٠ - ١٦:٢٥
- الطباعة
وكالة أنباء الحوزة - يذكرُ أصحابُ السير أنّه لمّا كانت معركةُ صفّين وأيقن معاويةُ بالهزيمة، لم يجد غير اتّخاذ الحيلة فرفع عمرو بن العاص المصاحف على رؤوس الرماح، ليوهم أهل العراق بأنّه يحتكم إلى القرآن. فحذّر الإمام علي(عليه السلام) أصحابَه من حيلة أهل الشام، وقال لهم: (أنا كتاب الله الناطق، وهذا المصحف كتاب الله الصامت، فأيّهما أحقّ بالاحتكام إليه؟)، فلم يُصغوا إليه!.