وكالة أنباء الحوزة - وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدت خطورة الفيروس التاجي (كورونا)، وعدم معرفة مستوى التهديد الذي تشكله جثة المتوفى بهذا المرض؛ كونه من الأمراض الجديدة، الى خلق حالة من القلق بين الاخوة المؤمنين وبالأخص من يقومون بأداء غسل الميت والواجبات الإسلامية الأخرى المتعلقة بجثة المتوفى كالتكفين والدفن، وعليه نصدر البيان التالي:
بناءً على الرأي الفقهي لأغلبية المرجعيات الدينية والتي ترى وجوب القيام بغسل الميت للمتوفى إلا في حالات الضرورة القصوى؛ كما لو شكّل الغسل خطرًا كبيرًا على حياة الأشخاص الذين يقومون به والمتعلقين بهم، فإن الرأي الفقهي في هذه الحالة يجيز إجراء التيمم على المتوفى عوضا عن الغسل. وكذلك إذا شكّل التيمم خطراً على المتبرعين بعملية التيمم، فعندها لا يعد لازما ويسقط.
ومن جهة أخرى؛ واستنادًا إلى الأبحاث الصحية، وتوصيات المنظمات الصحية والسلطات الحكومية في هذا البلد وفي الخارج، مثل منظمة الصحة العالمية وغيرها، وبعد التشاور مع بعض المختصين في القضايا الصحية، توصلنا إلى الاستنتاجات التالية:
١- احتمالية انتقال العدوى من جثة المتوفى هي أقل بكثير من الشخص الحي الحامل او المصاب بالفيروس.
٢- مع الاستخدام الصحيح لمعدات الحماية الشخصية (PPE) ، فانه من غير المرجح ان تنتقل العدوى من الجثة الى من يؤدون عملية الغسل.
وبناء على ما سبق واستناداً إلى الأحكام الفقهية لأغلبية المرجعيات الدينية، فأننا نرى وجوب القيام بغسل الميت للمتوفين المصابين بالفيروس التاجي، حيث انه عند استخدام معدات الوقاية الشخصية بشكل صحيح لا يوجد خطر كبير على سلامة الأشخاص الذين يؤدون الغسل.
وبعبارة اخرى في حال توفر معدات الوقاية الشخصية اللازمة ومعرفة كيفية استخدامها بالشكل الصحيح، فلا ينتقل التكليف إلى التيمم، والواجب الشرعي هو الغسل.
وفي ضوء ذلك، نرجو من قادة المجتمع ومسؤولي المراكز والمؤسسات الإسلامية مراعاة مسؤولياتهم الدينية، وإتاحة مرافق الغسل الموجودة لديهم في أقرب وقت ممكن، وتوفير معدات الوقاية الشخصية اللازمة للتعامل مع عدد المتوفين من مجتمعاتنا.
وأيضا نطلب من المؤسسات الإسلامية تدريب المتطوعين على كيفية أداء غسل الميت، والاحتياطات اللازمة للتعامل مع الجثث المصابة بالفيروس التاجي.
ويرجى الاتصال بنا في حال الحاجة لمتطوعين إضافيين لإجراء الغسل أو الحاجة لمعدات الوقاية الشخصية اللازمة.
نضيف الى ذلك، نظرًا لعدم قدرة المؤمنين على الاتصال بالعديد من مراكزنا، نرجو من العلماء المحترمين أن يبادروا للمساعدة بواجب إقامة الصلاة على الميت، مع مراعاة استخدام الاحتياطات الصحية الشخصية اللازمة.
وفي النهاية، تتطلب هذه الظروف الاستثنائية تعاونًا وتطوعًا على جميع المستويات في مجتمعاتنا، ونود أن ننتهز هذه الفرصة لنشكر جميع أولئك الذين يعملون بلا كلل او ملل لمساعدة الآخرين خلال هذه الأزمة.
ندعو الله تعالى أن يوفقنا واياكم على خدمة مجتماعتنا وجالياتنا المسلمة، وعلى تجاوز هذه الأوقات الصعبة.
نسأل الله عز وجل أن يتغمد الموتى بالرحمة ويلهم ذويهم الصبر والسلوان ويمن على المرضى بالشفاء العاجل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة السيد مرتضى الكشميري
سماحة الشيخ علي العالمي
سماحة السيد فاضل الميلاني
سماحة مالك ظافر عباس
سماحة السيد محمد الموسوي
سماحة السيد محمد سعيد الخلخالي
سماحة الشيخ حسن التريكي
سماحة السيد علي رضا رضوي
سماحة السيد هاشم الموسوي