وكالة الحوزة _ ثمة سؤال يطرح: ما سبب تأكيد الرسول (صلى الله عليه وآله) لولاية أمير المؤمنين(ع) يوم الغدير؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.
السؤال: ما سبب تأكيد الرسول (صلى الله عليه وآله) للولاية يوم الغدير؟
الجواب: ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وأهل بيته الكرام من الأمور الشديدة الوقع على نفوس أكثر القرشيين وذلك لما يمتاز به الإمام (عليهم السلام) وأهل بيته من المواهب والكفاءات التي جعلتهم موضع حسد الكثيرين, وقد صرّح القرآن الكريم بهذا في قوله: (( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً )) (النساء:54). قال الإمام الباقر (عليه السلام): نحن والله هم, نحن والله المحسودون (انظر شواهد التنزيل 1/184) .
وأيضاً لما امتاز به الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) من الشجاعة التي جعلت لسيفه أثراً بارزاً في دماء أبناء أكثر القبائل, والناس قريبو عهد بالجاهلية, الأمر الذي أوغر صدور الكثيرين عليه..
فلهذا الأمر ولأسباب أخرى سياسية وقبلية كانت الحكمة تستدعي أن يكون التدرج في تبليغ ولاية علي(عليه السلام) وولاية أهل بيته هو الأسلوب الأنسب في هذه القضية, حتى ما أن كاد النبي(صلى الله عليه وآله) أن يبلغ السنة الأخيرة من عمره الشريف جاءه الأمر الإلهي بالتبليغ العام الشامل لهذه الولاية, وانّه سبحانه سيتكفل بحمايته ومنع الناس عنه كما دلَّ عليه قوله تعالى: (( يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من بّك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )) (المائدة:67).. والتأمل في هذه الآية الشريفة يستكشف المرء مدى الصعوبة وثقل المهمة التي كان يمثلها أمر التبليغ بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)..