وكالة أنباء الحوزة ـــ يُعدّ القرن الرابع الهجري وما تلاه من أخصب فترات الشعر العربي في الأندلس فقد بلغ الشعر في تلك الفترة أوج تألقه وصار شعراء الأندلس ينافسون شعراء بغداد والقاهرة ودمشق حيث ذاع الشعر في تلك الفترة بين جميع الطبقات وأقبل الناس عليه سواء منهم الخلفاء والأمراء والوزراء والفقهاء والحكماء والأدباء..
ويصف حنا الفاخوري تلك الفترة فيقول: (تنافسوا في نظم الشعر وكانوا يتراسلون فيما بينهم شعراً ويحاولون أن يعيشوا حياة شعرية) (1) وقد تأصّل الشعر في نفوسهم فكان جزءاً من طبيعتهم التي فطروا عليها ويمكن أن نعدّ هذا مصداقاً للحديث الشريف: (لا تدع العرب الشعر حتى تدع الإبل حنينها) وقد حافظ الشعراء الأندلسيون رغم اختلافهم عن شعراء المشرق في طبيعة بلادهم ونظام معيشتهم وطريقة تثقيفهم على سلامة اللغة العربية وآدابها والعناية بالمعاني والأساليب كما تميّزوا بالمعاني المبتكرة والسهولة والوضوح وعدم التكلف والبعد عن الفلسفة والإبداع في الصور والأخيلة وابتداع أوزان أخرى كالموشح.
ولكن كان بعض الشعراء الأندلسيين من تميّز بنفسه الشرقي الخالص في شعره إضافة إلى أسلوبه ومعانيه وطريقته في عرض القصيدة وبنائها وكان من أبرز هؤلاء الشعراء ابن عبد ربه, وابن هانئ وابن شهيد, وابن درّاج القسطلي.
وقد اختلف النقاد القدماء والمحدثون حول هذه الظاهرة فمنهم من عدها أصالة وقوة في البلاغة والسبك ومنهم من عدّها تقليداً ومحاكاة وتبعية وما يهمنا في هذا الاختلاف في آراء النقاد هو أن شاعرنا ابن دراج القسطلي كان أبرز هؤلاء الشعراء الذي حام الغموض حول شعره والتفاوت في التقدير والنقد حول أصالته وتقليده وبطبيعة الحال فأن هذا التفاوت يرجع الى أسباب كثيرة ونرجو أن نوفق في استقصاء ما يفي منها بجلاء هذا الغموض والتحرّي عن التقدير الصحيح, وقبل الدخول في خضم هذا الموضوع يجدر بنا أن نتصفح بعض الأوراق من حياة هذا الشاعر ومكانته في عصره.
ابن دراج في صحف التأريخ
ولد أحمد بن محمد بن درّاج القسطلي في (قسطلة درّاج) وهي بلدة غرب الأندلس وكانت ولادته عام (347هـ/958م) وقيل أن هذه البلدة منسوبة إلى جده.
نبغ القسطلي في الشعر حتى عدّ في طليعة كبار الشعراء الذي أثروا الأدب الأندلسي قال عنه الثعالبي: (كان بصقع الأندلس كالمتنبي بصقع الشام) (2)
وقال عنه ابن بسام: (أنه كان لسان الجزيرة شاعراً وأولاً حين عده معاصروه من شعرائها وآخر حاملي لوائها وبهجة أرضها وسمائها وأسوة كتابها وشعرائها). (3)
كما شبهه ابن الأبار القضاعي بالمتنبي فقال: (ابن هانئ وأبو عمرو بن دراج القسطلي نظيران لحبيب والمتنبي).
وقد ظهر ابن دراج بين شعراء قرطبة في أواخر فترة الخلافة فالتقى بالمنصور ابن أبي عامر أمير قرطبة وتقرّب منه ومدحه بقصيدة مطلعها:
أضاء لها فجرُ النــهى فنهاها *** عن الدَّنَفِ المُضني بحرِّ هواها
وظللها صبحُ جلا ليلةَ الدجى *** وقد كان يهديـــــــها إليّ دجاها
وهي قصيدة قوية السبك متينة البناء جزلة المعاني جعلت الشعراء المعاصرين له والمقرّبين من ابن أبي عامر يخشون منافسته لهم فاتهموه بالانتحال والسرقة وقد بذل ابن دراج جهداً كبيراً ليبطل هذا الاتهام ويثبت امتيازه وصدق شاعريته لكن تهم الحاسدين كانت تزداد عندما قرّبه ابن أبي عامر وقدر كفايته الشعرية وتوثقت عرى صحبته له فارتفع شأنه بين شعراء الأندلس والمغرب وقدّره النقاد المعاصرون له وأشادوا بنبوغه وعبقريته فقال عنه عبد الواحد المراكشي بعد أن أشار إلى قوله:
تلاقت عليه من تميمٍ ويعربٍ *** شموسٌ تلألئ في العلا وبدورُ
من الحمرييـــــن الذين أكفهم *** سحائبٌ تهمى بالندى وبحورُ
(أبو عمر هذا من فحول شعراء الأندلس والمجيدين منهم.. وكنت أنا في أيام شبيبتي مولعاً بشعره كثير الدراسة له) .. ثم يذكر له بيتين قال أنه ارتجلهما وهما:
أجد الكلامَ إذا نطــــقت فإنما *** عقلُ الفتى في لفــــظهِ المسموعِ
كالمرءِ يختبرُ الإناءَ بصوتِهِ *** فيرى الصحيحَ به من المصدوعِ (4)
وقال عنه ابن فتوح الحميدي: (كان كاتباً من كتاب الإنشاء في أيام المنصور أبي عامر وهو معدود في جملة العلماء، والمقدمين من الشعراء، والمذكورين من البلغاء وإن طريقته في البلاغة والرسائل تدل على اتساعه وقوته).
ثم ينقل الحميدي عن أحد أدباء الأندلس قوله: (لو قلت أنه لم يكن بالأندلس أشعر من ابن دراج لم أبعد). (5)
وقال آخر: (لو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن دراج لما تأخر عن شأوِ حبيب والمتنبي).
وقد خصص له مؤرخ الأدب الأندلسي أبو الحسن علي بن بسام الشنتريني في كتابه (الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة) فصلاً مطولاً في القسم الأول من المجلد الأول نقل فيه قول ابن حيان في القسطلي: (أبو عمر القسطلي سباق حلبة الشعراء العامريين وخاتمة محسني أهل الأندلس أجمعين).
وهناك أقوال أخرى في القسطلي تركناها خشية الإطالة واكتفينا بهذه الأقوال من أفواه أئمة اللغة والحديث والتاريخ التي لا تحتاج إلى توضيح في الدلالة على مكانة القسطلي.
وقبل أن نستعرض الآراء المغايرة في القسطلي لابد أن نشير إلى أن هذه الآراء لم يتفوّه بها أي أحد من النقاد القدامى فكل الذين توحّدت آراؤهم ضد القسطلي هم من المحدثين الذي لم يقبلوا بآراء القدامى رغم قربهم من عصر القسطلي.
آراء المحدثين
فالدكتور أحمد ضيف يقول عن القسطلي: (لم يكن شاعراً فطرياً يقول الشعر عن شعور صحيح أو دافع نفس وإنما هو مقلد بارع حتى في المعاني التي لم يشعر بها نفسه وفي وصف الأمكنة التي لم يرها إلا في كلام الشعراء فهو من الذين اتخذوا الشعر صناعة لفظية وآلة من آلات الكلام ليمدح به من يريد). (6)
أما الدكتور أحمد أمين فيقول عن القسطلي: (والحق أن شعره يشبه شعر المتنبي في المظهر دون المخبر فشعر المتنبي في مظهره اسلوب فخم قوي تسمعه كأنه قعقعة سلاح ومكنته قدرته على أن يأتي بألفاظ جزلة وأساليب عربية يستطيع أن يرغمها على التقديم والتأخير والذكر والحذف ولكن لم يكن لأبن دراج قوة المتنبي في المعاني الذهنية الدقيقة ولا في الحكمة الرفيعة إنما هو تلميذ المتنبي في فخامة شكله وهي مدرسة كان على رأسها ابن دراج ومن تلاميذها ابن شهيد وابن هانئ وفي الحقيقة إنك إذا قرأت شعر هؤلاء الثلاثة أدركت أن شعرهم من رأسهم وفرق بين الصوت القوي والأقرع الذي يخرج من الرأس وبين الصوت الحنين الذي يخرج من القلب وقد روي أن لابن دراج ديواناً من جزأين ولكن مع الأسف لم يصل إلينا). (7)
واضح مما تقدم أن النقاد القدامى قد اطلعوا على شعر القسطلي وعرفوا قيمته الفنية والأدبية فأشادوا به هذه الإشادة ولم يتهمه أحد بالانتحال والتقليد في عصره سوى بعض الشعراء الذين مالوا إلى أحكام الحسد والغيرة وما يولدانه من الكراهية والظلم ومجافاة الإنصاف وهذه كانت آراء شفوية لم تدوّن من قبل مؤلف أو مؤرخ وفق دراسة موضوعية أو منطق تحليلي نقدي بل تبادلها الشعراء فيما بينهم ونقلها الكتاب عنهم فكانت إساءة ومغالطة بحق الشاعر القسطلي.
وقد تناول النقاد المحدثون هذه الإساءة والمغالطة فبثوها في كتبهم لأنهم ينظرون إلى الشعراء والكتاب وحتى الفرق و المذاهب من زاويتهم الخاصة ويطلقون عليهم أحكاماً فردية دون تمحيص أو تحليل وهذا ينطبق تماماً على أحمد أمين الذي اشتهر بإطلاق التهم جزافاً وخاصة في كتابه (ضحى الإسلام) و (ظهر الإسلام) وأكبر دليل على ذلك أنه يعترف بنفسه أنه لم يقرأ ديوان القسطلي سوى قصائد قليلة متفرقة في الكتب التي ترجمت له أو عرضت مختاراته لأن أول طبعة لديوان القسطلي بعد أن ظفر به الباحثون كانت عام 1916 وإن كل هذه التهم التي كالوها للقسطلي كانت قبل هذه السنة وإن القصائد القليلة التي اطلع عليها هؤلاء النقاد لا تعطي صورة وافية كافية عن الشاعر.
وقد أكد ذلك الدكتور أحمد هيكل في كتابه عن (الأدب الأندلسي) وهو حجة في دراسة الأدب الأندلسي فيقول عن القسطلي بعد أن أثبت بعض قصائده: (وهكذا تتضح شاعرية القسطلي الأصلية البارعة ومقدرته على التصوير الحسي والنفسي وخاصة حين يصف الترحال ويصور الحنين وهكذا أيضاً تتضح قسوة أحمد ضيف في حكمه على القسطلي) ويرد على رأي أحمد أمين بقوله: (وقد قسى أحمد أمين على ابن دراج فقال بعد أن أورد أبياتاً من قصيدته (فنرى من هذا محاكاة للمتنبي في الوزن والقافية وتقليده في اسلوبه ومعانيه). والحق أن القسطلي لم يكن يحاكي أو يقلد وإنما كان كغيره من كبار الشعراء في الأندلس ينافس ويسابق).
كما انتقد رأي ضيف الدكتور طه حسين بل انتقد كتابه (بلاغة العرب في الأندلس) كاملا فكتب فصلا نقديا نشرته جريدة السياسة عام 1925م. جاء في بعض فقراته: (أن ضيف يرسل القول على علاته وأنه يهين اللغة أو يهملها) وقد وجه نصيحة لضيف في نهاية الفصل (بأن يحرص في كتبه المقبلة على الأناة العلمية التي تنقصه والتي تكفل من غير شك لمؤلفاته ما هي أهل له من الاتقان والفوز).
ونختم الأقوال بقول للناقد المستشرق الروسي (أغناطيوس كراتشكو فسكي) ولعل هذا القول هو الفصل في حقيقة مكانة القسطلي الشعرية يقول كراتشكوفسكي:
(كان ابن دراج مثالاً للشاعر الكاتب لا في الحضارة الأندلسية وحدها بل في الحضارة العربية كلها, لقد كان واسع العلم قادراً على أن يقرض بسهولة الشعر).
ثم يصف الأصالة والمحافظة على الاسلوب والمعاني في شعر ابن دراج وأصحاب مدرسته بقوله: (وبفضل هؤلاء الشعراء الذين هم من نوع ابن دراج تثبتت نهائياً لدى الأندلس دعائم الشعر ذي الميول الكلاسيكية الجديدة الذي نشأ في مدن العراق قبل العصر الأندلسي بقرنين). (8)
في مواجهة التيارين
لقد واجه القسطلي هجومين من قبل تيارين هما تيار الحسد والغيرة وهذا التيار تحدثنا عنه أما التيار الثاني فهو تيار عدم الفهم والخطأ في التقدير الدقيق. فالقسطلي كان محافظاً على نَفَسِه الشرقي متزمّتاً في أصالته واقتفائه المنهج الفني والبلاغي للشعر العربي المشرقي على أكمل وجه في أجواء تكاد تكون مغايرة تماماً عن أجواء المشرق العربي وهذا ليس عيباً على الشاعر بل بالعكس فإن هذا يحسب للشاعر، فلو كانت ولادة القسطلي في بغداد مثلاً أو البصرة أو أي بلد مشرقي لما استطاع أي إنسان أن يوجه إليه تهمة الانتحال والتقليد والمحاكاة، ورغم ذلك فكل هذه التهم لم تضر بجوهر رسالة الشاعر القسطلي فقد ساعد في تأصيل الشعر العربي المشرقي في الأندلس وتعزيز قاعدته. ومثل هذه الظاهرة كثيرة في الكتّاب في تحاملهم على أحد الشعراء أو المفكرين وهم لا يعرفون حقيقة تفكيره واتجاهه في منهجه فيتوهّمون له صورة مغايرة لحقيقته.
من شعراء أهل البيت (ع)
بقي أن نشير الى أن القسطلي كان أحد شعراء أهل البيت (ع) الذي أثبتوا حقهم (ع) وتمسكوا بولايتهم وتوسلوا بشفاعتهم وله الكثير من القصائد في ذلك منها قصيدته اللامية الطويلة والتي سماها ابن بسام بـ (الهاشميات الغر) وقد قالها في رثاء علي بن حمود العلوي وهي مفعمة بالنَفَس الشيعي حتى قال عنها ابن بسام: (وهذه القصيدة له طويلة، وهي من الهاشميات الغر... لو قرعت سمع دعبل بن علي الخزاعي، والكميت بن زيد الأسدي لأمسكا عن القول وبرآ إليها من القول والحول، بل لو رآها السيد الحميري وكثير الخزاعي لأقاماها بيِّنة على الدعوى، ولتلقِّياها بشارة على زعمهما بخروج الخيل من رضوى...) (9).
ورغم أن هذا القول لا يخلو من مبالغة إلا أنه يؤكد على نفس التشيع القوي في القصيدة التي بلغت أكثر من سبعين بيتاً يقول ابن دراج في مطلعها:
لعلكِ يا شمــــسُ عند الأصيلْ *** شجيـــــتِ لشجوِ الغريبِ الذليلْ
فكوني شفيعي إلى ابن الشفيع *** وكوني رسولي إلى ابن الرسولْ
وفيها يصف ما جرى على أهل البيت من المآسي والآلام فيقول:
تهاوت بهم مصعـقات الرواعـــــــــــــد في مدجناتِ الضحى والأصيلْ
بوارق ظلماء ظـــــــــلمٍ قبيحٍ *** دما من حمــــى أو دما من قتيلْ
فأذهل مرضـــعةً عن رضيعْ *** وأنسى الحمـــــــائمَ ذكرَ الهديلْ
وينسب فيها علي بن حمود إلى (الوصي) وهذا اللقب له دلالته الواضحة وبصمته الشيعية الصريحة فيقول:
إلى الهاشــــــــــمي إلى الطالبي *** إلى الفاطمي العـطوفِ الوصولْ
إلى ابنِ (الوصيِّ) إلى ابنِ النبيِّ *** إلى ابن الذبيــــحِ إلى ابن الخليلْ
وفي هذه الأبيات تأكيد لإمامة أهل البيت (ع) وفق ما جاءت في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ويقول موثقا ذلك في خاتمة القصيدة
فأنتم هداة حيــــــــــاةٍ وموت *** وأنتم أئمـــــــــــــةُ فعلٍ وقيلْ
وسادات من حـلّ جناتِ عدن *** جميع شـبـــــــــابهمُ والكهولْ
وأنتم خلائـــــــــقُ دنيا ودين *** بحكــمِ الكتـــابِ وحكمِ العقولْ
ووالدكم خـــــــــــاتمُ الأنبياء *** لكــم منه مجــــــــدٌ حفيٌّ كفيلْ
تلذُّ بحمــــــــــــــــلكمُ عاتقاه *** على حملهِ كـل عــــــبءٍ ثقيلْ
ورَحْبٌ على ضــمِّكمْ صدره *** إذا ضاق صـدر أبٍ عن سليلْ
وزوَّدكم كل هــــــــديٍّ زكي *** وأودعكم كـــــــل رأي أصيلْ
يقول الدكتور محمود علي مكي: عن هذه القصيدة: (وابن درّاج أول من ذكر مناقب أهل البيت في أسلوب حزين مؤثر، وكان نواة للقصائد الأندلسية التي تناولت مراثي أهل البيت، والحقيقة أن هذه القصيدة تعد من خير ما أنتجه الأدب الشيعي، وقد بلغت في وقتها من الانتشار حداً بعيداً واهتم بها رواة الشعر وخصوها بالدراسة والحفظ) (10) .
وفي قصيدة أخرى يخاطب ابن درّاج علي بن حمود بقوله:
ردّ الإلهُ إليــــــــه حقَّ والدهِ *** فكلُّ حــــــــقٍّ به ردٌ لمن كانا
وفي هذا البيت إشارة واضحة إلى خلافة أمير المؤمنين (ع) المغتصبة.
توفي ابن دراج عام (421هـ/1031م) عن 74 عاماً.
.............................................................................
1 ــ تاريخ الأدب العربي ص 797
2 ــ يتيمة الدهر ج 1 ص 438
3 ــ الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ج 1 ص 99
4 ــ المعجب في تلخيص أخبار المغرب
5 ــ جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس
6 ــ بلاغة العرب في الأندلس
7 ــ ظهر الإسلام ج 3
8 ــ دراسات في الأدب العربي / فصل الأندلس ترجمه إلى العربية الأستاذ محمد المعصراني
9 ــ الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة / ابن بسام ج1، ص 80.
10 ــ تحقيق ديوان ابن دراج ص 68