وكالة الحوزة _ ثمة سؤال يطرح: ما فائدة عصمة فاطمة الزهراء عليها السلام؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.
السؤال: ما فائدة عصمة فاطمة الزهراء اذا كان عصمة الائمة لأجل هداية الناس وتعليمهم ؟ فما فائدة عصمة الزهراء عليها السلام؟
الجواب: لابد من لفت النظر إلى قضية مهمة ينحل بتقديمها الإشكال جملة ثم يتكفل باقي الجواب بيان الفائدة التي سألتم عنها .
نقول : ان العصمة ينبغي ان تفهم بنحو الرتبة، باعتبار ان المصطفى من الله تعالى لتبليغ رسالته ينبغي ان تكون له رتبة تؤهله للتبليغ نسميها عصمة فهاهنا لا يرد الإشكال او السؤال عن ماهية فائدة العصمة . لان المبلغ عن الله لأجل ان يطاع لابد ان يكون واسطة بين الله وخلقه، والفائدة إنما تتصور فيما لو كانت العصمة لاحقة للتبليغ او ان مهمة التبليغ سببا لحصولها وحينئذ يقال : ان فائدة العصمة ترجع الى رعاية التبليغ ونقله بأمانة الى العباد، والا لم نأمن ان يبلغنا النبي او الامام عن الله أمورا ليست منه اما على سبيل الظن او الخطأ او الاشتباه ونحو ذلك .
اذا تبينت هذه المقدمة، يتبين بها ان عصمة الزهراء (عليها السلام) ان كانت ترجع الى رتبتها وكونها في مقام الاصطفاء الالهي فلا يرد الإشكال على الفائدة من عصمتها كما أوضحنا، واما ان كانت عصمتها لاحقة لكونها مبلغة عن الله تعالى حالها في ذلك حال النبي والامام (عليهم السلام) فالفائدة لازمة لضمان صحة التبليغ وعدم عروض الظن والاشتباه والخطأ الممكن في نوع الانسان والتي يتعذر بسببها القطع بصحة النقل والتبليغ عن الله تعالى او عن رسوله(صلى الله عليه واله وسلم) ... وإجماع الشيعة ان العصمة من ضروريات المبلغ اعم من ان يكون نبيا او اماما او غيرهما كمقام الزهراء(عليها السلام)، واعم من ان تكون تلك العصمة قبل التبليغ او بعده، فمن قال بكونها قبل التبليغ ذهب الى كونها رتبة وجودية وطور من الكمال لعباد الله المشمولين بالاصطفاء، ومن ذهب الى كونها بعد التبليغ فلأجل الفائدة التي تقدم ذكرها.
فان قلتم : ما الوجه في كونها مؤهلة لمقام التبليغ المقتضي للعصمة؟
فنقول : لقد ورد في الخبر عنهم عليهم السلام ما معناه (( نَحْنُ حُجَجُ اللّه عَلى خَلْقِهِ وَ فاطمةُ حُجةٌ عَلیَنا )) فمن تكون حجة على الأئمة فمن باب اولى تكون حجة على من هم دون رتبتهم من سائر الخلق .