وكالة أنباء الحوزة - قال الشيخ «ماهر حمود» رئيس اتحاد علماء المقاومة في لبنان خلال مقابلة صحفية مع مراسلنا: نحن بحاجة إلى صبر رسول الله (ص) لأننا في وضع لا نحسد عليه ولكن في هذا الوقت نحن بحاجة إلى يقين النبي (ص)؛ لأنه كان دائما علی يقين أن الله سينصر الاسلام، وبالتالي كان دائما يبشر أصحابه بالنصر حتی في أحرج الحالات، مثلا في غزوة الأحزاب بشرهم بالفتح. الیوم أكثر الحكومات الاسلامية وأكثر الملوك والأمراء إنما يعينهم الغرب بطريقة أو أخرى وبالتالي هم ليسوا أصحاب القرار حتی نطلب منهم أن يشكلوا حضارة اسلامية، بل هم جزء من القرار الغربي والقرار المعادي للاسلام وبالتالي لا يمكن أن نعوّل عليهم في بناء حضارة اسلامية.
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة: قال تعالى: ولكم في رسول الله اسوة حسنة. برأيكم المجتمع الاسلامي وقادته بحاجة إلى أي سمة من سمات شخصية النبي (ص) في الظروف الراهنة؟
نحتاج إلى كل صفات رسول الله (ص) في ايامنا هذه وفي كل الايام؛ لأن رسول الله وضع الأسس السليمة في الحياة لكل فكر وطبعا موضوع الأخلاق هام جدا وهذا هو الامر العظيم الذي يجعل الانسان محترما في المجتمع ويستطيع أن يحقق من خلاله علاقات طيبة مع كافة أطياف المجتمع. نحن بحاجة إلى صبر رسول الله (ص)؛ لأننا في وضع لا نحسد عليه ولكن في هذا الوقت نحن بحاجة إلى يقين النبي (ص)؛ لأنه كان دائما علی يقين أن الله سينصر الاسلام والدين الإسلامي سينتشر، وبالتالي كان دائما يبشر أصحابه بالنصر حتی في أحرج الحالات، مثلا في غزوة الأحزاب بشرهم بالفتح. نحن اليوم يجب أن نكون علی يقين أن مستقبل المسلمين والاسلام سيكون أفضل باذن الله تعالى.
الحوزة: قال الله تعالی: ان اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود. هل يوجد فرق بين اليهود في عصر النبي (ص) واليهود الصهاينة في عصرنا؟ ما هي برامج الصهاينة لضرب الدين الاسلامي؟
هناك تشابه في كثير من الأمور بينهما وأهمها فكرة الصهيونية، إذ يرى اليهود أفضلية لأنفسهم على غيرهم على مرّ العصور تسمح لهم بظلم الآخرين. هم يظنون أنهم شعب مختار ويجوزون لأنفسهم قتل الآخرين وسرقة ممتلكاتهم واحتلال اراضيهم، وهذا يؤكد التشابه بين يهود عصر الرسول (ص) ويهود العصر الراهن؛ انطلاقاً من حبهم للحياة الدنيا.
هم يكرهون الموت؛ لأنهم يعلمون أن اليهود لا يدخلون الجنة وهم مذنبون وبالتالي يخافون من الموت. الصفة الثالثة المشتركة بين اليهود هي أنهم متفرقون رغم التظاهر بتؤازرهم وتلاحمهم بينهم.
طبعا سيبقی اليهود يتآمرون على الاسلام سيما عبر زرع الشقاق بين المسلمين ونحن على الثقة بأن الأزمة التي تمرّ بالامة الاسلامية ترتبط باليهود أو الصهاينة، وقد سخروا لذلك طاقة كبيرة منها: توظيف العناصر المندسة والهيمنة على مصادر القوة والمال في العالم.
الحوزة: لماذا لا يحصل الاتحاد بين الشيعة والسنة بمحورية النبي (ص) ضد اعداء الامة الاسلامية؟ برأيكم ما هي معرقلات هذه الوحدة؟
مجتمعاتنا الاسلامية بشكل عام بحاجة إلى الغرب والغرب يستغل هذه الاحتياجات الصناعية والاقتصادية للتسلل الى عقول الشباب وبث الأفكار العلمانية بينهم، وبالتالي لا تصبح عندهم وحدة العالم الاسلامي اولوية. أما بالنسبة إلى موانع هذه الوحدة فبعضها من المسلمين وبعضها الآخر من الخارج. وفيما يخصّ المسلمين فيمكن الاشارة إلى تركيز طائفة من السنة والشيعة على بعض المراحل التاريخية التي حصلت فيها مجازر وقتال بين الطرفين، وبعض المسلمين يعيشون وكأنهم في تلك المرحلة رغم أننا تجاوزنا عنها كثيرا، وطبعا هنالك عوائق فقهیة بهذا الصدد، فكثير من الفقهاء السنة والشيعة يفضلون استمرار الفرقة بين المسلمين؛ لأن مصالحم وتاثيرهم على جمهورهم يعتمد علی هذه الفكرة المذهبية التي تفرق بين السنة والشيعة، ومع الاسف هولاء يملكون أدوات قوة كثيرة. القضية المهمة الأخرى هي أن الكثير من العلماء يمثّلون أبواقا للسلاطين، والسلاطين لا يقبلون الوحدة؛ لأن هذه الوحدة تضعف قدرتهم علی شعوبهم. على كل حال ليس سهل أن نصف كل الأسباب التي تقف أمام وحدة المسلمين وهي كثيرة وتحتاج الی مؤتمرات وكتب ومحاضرات كثيرة؛ لأن تفاصيل كثيرة في ذلك.
الحوزة: كيف يمكن للعالم الاسلامي خاصة العلماء والنخب والمثقفين اظهار صورة صحيحة وحقيقية من النبي الأكرم (ص) الی العالم خاصة الغرب واحباط محاولات تشويه صورة الاسلام بسبب جرائم داعش؟
نحتاج إلى إعادة دراسة الكثير من الموارد الفقهية التي يعتبرها السنة والشيعة قطعية. والسؤال المهم الآخر هو: من هي الجهة الصالحة لتصحيح بعض المسلمات التي يظن الشيعة والسنة أنها من أسس الدين في حين أنها ليست كذلك؟ لا شك أن الأمر صعب. نحن لا نخشی من هذا التشويه؛ لأن القصة انكشفت، كما أن من يقف خلف داعش والنصرة انكشف، فقد علمنا أن القصة هي مؤامرة أمريكية.
الحوزة: لماذا لا تستطيع الحكومات الاسلامية على اقامة حضارة اسلامية لكي تصبح قدوة للآخرين في اوروبا والغرب؟
لأن أكثر الحكومات الاسلامية وأكثر الملوك والأمراء إنما يعينهم الغرب بطريقة أو أخرى وبالتالي هم ليسوا أصحاب القرار حتی نطلب منهم أن يشكلوا حضارة اسلامية، بل هم جزء من القرار الغربي والقرار المعادي للاسلام وبالتالي لا يمكن أن نعوّل عليهم في بناء حضارة اسلامية.
أجرى الحوار: محمد فاطمي زاده