وكالة أنباء الحوزة - ألقى سماحة السيد صدر الدين القبانجي خطبتي صلاة الجمعة بتاريخ 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025 في النجف الأشرف، متناولًا قضايا سياسية ودينية متنوعة.
الانتخابات العراقية "أروع" في تاريخ التجربة السياسية الجديدة
استهل سماحته خطبته بالإشادة بالانتخابات البرلمانية الأخيرة، واصفًا إياها بأنها: "جرت في العراق هذه الأيام وبانسيابية عالية، وبمشاركة رائعة، وأمنية تامة، وعدم تدخل الأيادي الأجنبية". مؤكدًا أنها: "أروع انتخابات جرت في العراق على طول هذا التاريخ خلال التجربة العراقية السياسية الجديدة حيث نزل الشعب وعبّر عن رأيه بأروع صور التعبير، وأصبح العالم يشهد بهذا الإنجاز العظيم حيث فرض الشعب إرادته".
أربعة عوامل حاسمة وراء النجاح
وحلل سماحته عوامل النجاح التي تقف خلف هذه العملية، قائلاً: "ما هي عوامل النجاح في هذه الانتخابات؟"، محدّدًا أربعة عوامل رئيسية:
- الإرادة: "حيث يمتلك الشعب إرادة عالية ولا يعرف الهزيمة والتراجع".
- الوعي: "شعب واجه تحديات المرحلة ونزل في مواجهة التحدي".
- المرجعية: "حيث إن إشاراتها أضفت على هذا المشروع رؤية إنجابية".
- التأييد الغيبي: "وقبل كل ذلك ومع كل ذلك وبعد كل ذلك كانت يد إمامنا صاحب العصر والزمان (أرواحنا لمقدمه الفـداء) التي أحاطت هذا المشروع".
شكر عام وانتقال إلى المرحلة التالية
ومن ثمّ وَجَّه سماحته كلمة شكر قائلاً: "فالشكر لله تعالى وللأئمة الأطهار (عليهم السلام)، والشكر لإمام زماننا (أرواحنا له الفداء)، وإلى كل شعبنا، شبابًا ونساءً وكهولًا، والشكر لكل الأجهزة التي شاركت في هذا البرنامج الانتخابي، والشكر موصول إلى المفوضية العليا للانتخابات".
واستطرد قائلاً: "كان ما جرى هو ملحمة رائعة، نحن لا نحصي الشكر لله تعالى على هذا الإنجاز العظيم الذي حدث وانتصر شعبنا وانتصرَت إرادتنا. وهذا الإنجاز العظيم هو الخطوة الأولى وانتهت بنجاح، ولنذهب إلى الخطوة الثانية وهي اختيار الرئاسات الثلاث وهنا ندعو إلى مشاركة الجميع وعدم إقصاء أي أحد من كل المكونات".
ذكرى القاسم بن الإمام الكاظم (عليه السلام) وتشتت قبور أهل البيت
وتناول سماحته في الخطبة الدينية ذكرى القاسم بن الإمام موسى الكاظم (عليهم السلام) المدفون في محافظة بابل، الذي يُعد شقيقًا للإمام الرضا والسيدة فاطمة المعصومة (عليهما السلام).
وأشار إلى ما تمثله هذه القبور المتناثرة لأهل البيت (عليهم السلام) في مختلف البلدان، والعراق بشكل خاص، من ظاهرة تستحق التأمل، رغم أن مركزهم الأصلي كان المدينة المنورة. وهذا التشتت إنما هو شاهد حي على المطاردة والظلم الذي تعرضوا له عبر التاريخ.
وتساءل سماحته: "كيف شُرّدوا في البلاد؟"، مجيبًا: "هذا الأمر يذكرني بما نقرأه في دعاء الندبة في يوم الجمعة: "والأمة مُصِرَّةٌ على مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ على قَطِيعَةِ رَحِمِهِ وإقصاءِ وُلْدِهِ إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم، فُقتل من قُتل وسُبي من سُبي وأُقصي من أُقصي، وجَرَى القضاء لهم بما يُرجى له حسن المثوبة، إذ كانت الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، وسبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولًا، ولن يُخلف الله وعده وهو العزيز الحكيم. فعلى الأطايب من أهل بيت محمدٍ وعليٍّ ـ صلى الله عليهما وآلهما ـ فليبكِ الباكون، وإياهم فليندبِ النادبون، ولمثلهم فلتذرِف الدموع، وليصرخ الصارخون، ويضجّ الضاجّون، ويعجّ العاجّون! أين الحسن؟ أين الحسين؟ أين أبناء الحسين؟ صالحٌ بعد صالحٍ وصادقٌ بعد صادق! أين السبيل بعد السبيل؟)".
وختم هذا المحور بالقول: "هذا التشتت في البلدان سببه هو ملاحقة أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم من قبل الحكام الظلمة على مرّ التاريخ فهم معذّبون في الأرض منعمون في السماء".
المصدر: المكتب الإعلامي لسماحة السيد صدر الدين القبانجي





تعليقك