۶ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۶ شوال ۱۴۴۵ | Apr 25, 2024
الاحداث الارهابية في ايران

وكالة الحوزة/ كتب الشيخ غريب رضا رئيس رابطة الحوار الديني للوحدة مقالاً تناول فيه الأحداث الارهابية الأخيرة التي وقعت في العاصمة الإيرانية طهران مستنتجاً أن الجمهورية الإسلامية ستحول التهديدات الارهابية إلى فرصة.

وكالة أنباء الحوزة/ كتب الشيخ غريب رضا رئيس رابطة الحوار الديني للوحدة مقالاً تناول فيه الأحداث الارهابية الأخيرة التي وقعت في العاصمة الإيرانية طهران مستنتجاً أن الجمهورية الإسلامية ستحول التهديدات الارهابية إلى فرصة.

وفيما يلي نص المقال:

وجّهت السلطات الإيرانية وتحديداً الاستخبارات من الحرس الثوري اتهاماً مباشراً وصريحاً إلى الولايات المتحدة وحليفتها السعودية بالضلوع وراء الأحداث الإرهابية التي استهدفت مرقد مفجّر الثورة الإسلامية في ايران الإمام الخميني رحمه الله ومبنى مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني) ولم تكتف باتهامها هذا فحسب بل هدّدت صراحةً على لسان الأدميرال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري بعزمه للإنتقام لدماء الأبرياء قائلاَ: "يجب ألا يشك أحد في أننا سوف ننتقم لهجمات اليوم في طهران من الإرهابيين والتابعين لهم وداعميهم".

وقال الحرس الثوري أيضا في بيان نشرته وسائل إعلام رسمية إنه "أثبت في الماضي أنه ينتقم لكل الدماء البريئة في إيران".

و على ضوء تلك التصريحات سارعت المملكة وفي محاولة منها لنفي التهمة عنها في اتهام إيران بأنّها من دبّرت العملية بالمظهر المظلوم. مستخدمة سياسة (رمتني بدائها وانسلت) ومتناسية دعم إيران اللامحدود لمكافحة الإرهاب الداعشي وحضور مستشاريها العسكريين في ميادين المعارك في سوريا والعراق وتقديمها اكثر من ألف شهيد من خيرة قياداتها.

لماذا تأخّر داعش في ضرب إيران ؟!

و خلافاً لما يروّج له دائماً في وسائل الإعلام الدولية فإن إيران ليست راعية للإرهاب وإنما هي ضحية الإرهاب وبحسب الإحصائيات التي تم عرض تفاصيلها بأسماء الشهداء في موسوعة باسم ضحايا الإرهاب وصل عدد قتلى العمليات الإرهابية في إيران إلى 17 ألف شهيد وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على تكالب القوى العالمية لدعم الزمر الإرهابية لزعزعة أمن الجمهورية الإسلامية .

و الجدير بالذكر أنّ هناك مخططات كانت ولا تزال من قبل الدول المعادية في تمويل وتدريب تلك المجموعات ورسم خارطة لعملياتها الإرهابية لما تقدمه من دعم ومعلومات إستخباراتية للعناصر الإرهابية وما يؤكّد وجود هذه المخططات للدول المعادية ما أعلنه السيد علوي وزير الإستخبارات الإيراني أنّ الوزارة التابعة له أفشلت 75 عملية إرهابية خلال السنة الماضية فحسب!

مع ذلك يجب الإعتراف أنّ هذه العملية كانت متفاوتة مع سابقاتها من حيث نقاط الأهداف الإستراتيجية وعمق النفوذ والتاثير. فبعد مضي عقود من خروج منظمة مجاهدي خلق المسلحة المعارضة ضد النظام، من إيران صارت الأجواء هادئة ولم يكن الإرهاب قضية تشغل بال المواطن الإيراني لثقته بالقدارت الأمنية الهائلة لبلده التي اعترف بها الصديق والعدو.

من المفارقة أنّ العمليات التي كانت تقع في إيران بعد هزيمة مجاهدي خلق كانت مقتصرة عادة في الشريط الحدودي وكانت العاصمة في منأى عن تلك الهجمات .

 لم تتجرأ السعودية سابقاً محاربة إيران مباشرة أو حتّى من خلال أدواتها داعش وأخواتها كما لم تصرّح بلسان شخصياتها القيادية أنّ عليها أن "نقل الحرب إلى داخل إيران".

لماذا هذا المنعطف السعودي في مواجهة إيران؟

لعلّ من نافلة القول أنّ سياسات الدول الداعمة والمؤسسة لداعش تابعة للقرارات الصهيوامريكية الدولية وليس هذا إتهام توجهه إيران وحلفائها للسعودية وإنّما حقيقة يصرّح بها السعوديون الذين يسارعون في التطبيع مع الكيان الصهيوني ويقدمون الغالي والرخيص لترامب مقابل دعمه لهم لتوسيع مغامراتهم العسكرية في المنطقة .

أرادت السعودية أن تحوّل زيارة ترامب للمملكة إلى مرحلة جديدة في أداء دورها الإقليمي والدولي في محاربة إيران الإسلامية وخط المقاومة وبالمقابل يحتاج الرئيس ترامب أيضاً ونزولاً عند رغبة اللوبي الصهيوني، دولة مغامرة لها خلفياتها الإيديولوجية في نشر الكراهية والصراع ضد إيران لجعلها أداة تستخدم في تنفيذ مشروعها في المنطقة واستنزاف قدرات وثروات الدولتين ولا سيما لاستهلاك قدرات إيران الدفاعية تمهيداً ل"لأرمجدون" أو الحرب التي ترسم نهاية العالم وفقاً للمنظومة الفكرية التي تحلم بها الصهيونية.

و لم تكن هذه المواجهة الشاملة ضمن برنامج أوباما الرئيس السابق الإمريكي وبالتالي فإنّ السعودية اكتفت  بسياسة قلم أظافر إيران بحسب ظنّها وضرب حلفاءها في كل من فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن إلّا أنّ مجيء ترامب غيّر المعادلة ورأت السعودية استغلال هذه الفرصة لتنفيذ ما كانت تحلم به منذ عقود طويلة فبدأت بجس نبض إيران ضمن هذه العملية الإرهابية بعد سلسلة من التهديدات والمواقف الإستفزازية ضد إيران الإسلامية رغبة منها في جرّ إيران إلى ردة فعل غير محسوبة حتّى تتخذها ذريعة لشنّ عدوانها الشامل على الجمهورية إلا أنّها تغافلت عن حكمة القيادة الإيرانية في التعاطي مع هكذا استفزازات وتهديدات حيث وصف السيد الإمام الخامنئي حفظه الله هذا العملية بالمفرقعات وقال: "هذه الأعمال والمفرقعات من قبيل الشيء الذي حصل اليوم لن تترك أي تأثير على إرادة الشعب" وذلك تأسياً منه بالإمام الخميني الراحل حيث وصف أعمال منظمة مجاهدي الخلق الإرهابية بالمفرقعات قبل ثلاثة عقود ومؤكّداً على أنّ مثل هذه المواجهات ليست جديدة في تاريخ الثورة الإسلامية وأنّها لن تؤثر على بنية النظام المدعوم من قبل الشعب.

فبالتالي استفادت الجمهورية الإسلامية من هذا الهجوم الإرهابي في توحيد صفّها من الداخل وإعطاء مزيد من الإهتمام والتقدير لقواها العسكرية والأمنية التي أبعدت نار الحرب خلال كلّ هذه السنوات عن إيران وتعزيز قدراتها الأمنية أكثر من السابق .

 

ارسال التعليق

You are replying to: .