وكالة أنباء الحوزة_ عقد في لندن مؤتمر بمناسبة حلول الذكرى السنوية السادسة لاندلاع ثورة الرابع عشر من فبراير في البحرين , شارك فيه جمع من المتحدثين البحرانيين والأجانب الذين سلطوا الضوء على الوضع في البحرين ومستقبل الثورة والدور البريطاني في البلاد.
كان اول المتحدثين هو المعارض البحراني جلال فيروز الذي افتتح المؤتمر مشيرا الى تدهور الأوضاع في البحرين خلال العقود الاخيرة إذ تصاعد القمع الحكومي وسط تضييق على العمل السياسي المعارض وعلى مساحة عمل المجتمع المدني. وأشار الى ان المؤتمر يؤكد على محورين أولهما كيفية الوصول الى تغيير ديمقراطي في البلاد واما المحور الثاني فكان حول اوضاع حقوق الإنسان في البلاد.
فيما كانت هناك ثلاث ورش عمل توزعت بين النشاط السياسي والحقوقي والإعلامي حيث رفعت توصياتها التي تلاها المعارض البحراني البارز الدكتور سعيد الشهابي في ختام المؤتمر الذي تواصلت أعماله طوال اليوم.
أول المتحدثين كان الأكاديمي البريطاني رودني شكسبير الذي تحدث عن رمزية اللؤلؤة في ثورة البحرين حيث كان اللؤلؤ مورد البلاد الإقتصادي قبل استكشاف النفط. وانتقد شكسبير جدلية المصالح التي تقف وراء الدعم البريطاني للنظام الحاكم في البحرين واوضح بأن “المصالح ستكون أضعاف ما هي عليه اليوم لو كان هناك دعم للتحولات الديمقراطية”, واعتبر شكسبير أن السياسة في كل من السعودية والبحرين تدار من قبل الصهيونية.
والقى ستيفن بيل من تحالف وقف الحرب كلمة تطرق فيها الى التأثيرات المحتملة للسياسة الأمريكية على البحرين في ظل إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب, واوضح بأن السياسة الخارجية الأمريكية غير قابلة للتوقع لكنه بين بأن الأمر الثابت فيها لحد الآن هو تصعيد حالة العداء مع ايران.
الناشطة الايرلندية تارا أو غريدي شبّهت نضال الشعب البحراني بنضال الشعب الايرلندي ضد الإستعمار البريطاني, وأشارت الى استشهاد البحرانيين الثلاثة مؤخرا ورأت أن قتلهم تم بعدة رصاصات يعتبر مخالفة لأحكام الشريعة. وعبرت عن اسفها لتدريب الشرطة في ايرلندا لعدد من الضباط الخليفيين, وأعربت عن أملها ب” العمل سويا نحو مستقبل أفضل عبر فهم الآخر”.
الصحفي المصري الدكتور علي القباني تطرق في كلمته الى التدخل العسكري السعودي في البحرين ورأى أن البحرين هي الخطر الأمامي للسعودية فيما تمثل اليمن الخطر الخلفي لها, وبيّن ان السعودية تدافع عن نظامها في المقام الأول وليس عن نظام الحكم في البحرين.
وتساءل القباني عما يجب فعله لمساعدة شعب البحرين وقال في هذا الخصوص ” علينا إثارة الرأي العام الدولي ومطالبة الدول الكبرى بالوفاء بالتزاماتها في احترام حقوق الإنسان و مخاطبة وسائل الإعلام وحثها على تسليط الضوء على ما يحدث في البحرين وكذلك مراسلة أعضاء البرلمان البريطاني”. وانتقد القباني استخدام الأنظمة الإستبدادية لقانون مكافحة الإرهاب كوسيلة لقمع المعارضين.
الباحثة جيوان شوي شبّهت في كلمة لها سياسة آل خليفة بسياسة الصهاينة في فلسطين مشيرة الى ان الصهاينة وآل خليفة هم “أغراب حلوا في البلاد وبدؤوا بتكوين مجتمعاتهم وتعزيز قدرتهم وبعد ذلك اضطهاد اهل البلد الأصليين وتهجيرهم وإحلال آخرين محلهم”. واكدت شوي على ان الصراع في البحرين ليس طائفيا وإنما بين أهل البلد الأصليين وبين الأغراب المستوطنين.
واما الباحثة كاترين شادكام فأكدت في كلمتها على ان الغالبية الشيعية تريد العيش بحرية وأكدت على ان ما يحصل في البحرين بسبب المصالح النفطية مشيرة الى سماح بريطانيا للسعودية بسحق الحراك الشعبي في البحرين.
واوضحت بأن السعودية تسعى لإسكات الشيعة لأنهم يتحدثون ضد الإرهاب والإستبداد, وأكّدت على ضرورة عدم الوقوف على الجانب الخطأ من التاريخ موضحة بأن الشعب البحراني يتعرض الى إبادة جماعية مطالبة بالوقوف علنا الى جانب الشعب البحراني.
وألقى الحقوقي جان ميري من الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان كلمة تطرق فيها الى النشاط الحقوقي والسياسي المتعلق بالبحرين واوضح بأن البرلمان الأوروبي أصدر 9 بيانات إدانة للبحرين, واكد على ان “المصالح تتحدث كالعادة في اوروبا”. وأشار ميري الى اهمية فتح حوارات حول حقوق الإنسان لكنه أكّد على انها لا تحقق أي تغيير سياسي.
ومن جانبها تداخلت الناشطة الحقوقية البحرانية مريم الخواجة وأكدت في مداخلتها على ان العمل الحقوقي لم يحقق النتائج المطلوبة منه, مؤكدة على أهمية تغيير أساليب العمل الحقوقي التقليدية مشيرة الى اهمية المصالح التجارية للشركات الكبرى في العالم وضرورة الإنفتاح عليها لإعطائها صورة عن أوضاع حقوق الإنسان في البحرين والمنطقة وقبل دخولها في صفقات تجارية مع هذه البلدان.
هذا واختتم المؤتمر بقراءة الدكتور سعيد الشهابي لتوصياته وكان أهمها الدعوة الى مساندة نضال الشعب البحراني المشروع من اجل التحول الديمقراطي ووقف كافة أشكال التدخل في شؤون البحرين الداخلية.