وكالة أنباء الحوزة_ أصدر علماء البحرين بياناً إثر استشهاد ثلاثة من الشبان البحريني على يد هادمي المساجد من المترزقة النظام الخليفي واعتبروا أن أبناءنا الشهداء فتية آمنوا بربهم كما كل الشعب، فحملوا الغيرة على دينهم ووطنهم وطلبوا بالسلم تغيير الظلم المتحكم بوطنهم، فكان البطش وأشد أنواع العذاب على يد السلطة يطاردهم، فقضى من قضى منهم ضحايا إرهاب النظام.
نص البيان فيما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
الحمد لله الذي أكرمنا بالشهادة في سبيله على يد فئة ديدنها الظلم والجور وسفك الدماء لكل من ينشد الحرية والعدالة والحق والكرامة.
نعزي شعبنا الصابر العزيز وعوائل الشهداء المكرّمة بهذا المصاب الجلل الذي حلّ بالوطن كلّه من إسراف النظام في سفك الدم الحرام.
إن أبناءنا الشهداء فتية آمنوا بربهم كما كل الشعب، فحملوا الغيرة على دينهم ووطنهم وطلبوا بالسلم تغيير الظلم المتحكم بوطنهم، فكان البطش وأشد أنواع العذاب على يد السلطة يطاردهم، فقضى من قضى منهم ضحايا إرهاب النظام، وشهودا على ظليمة هذا الشعب، وشهداء في سبيل الله تبارك وتعالى.
إن الشعب ما كان يوما ليثق بروايات السلطة التي ثبت وبإقرار النظام نفسه تورطها في قتل الأبرياء ظلما وخارج إطار القانون، فهي مطلوبة للعدالة ولا مشروعية لأصل وجودها.
وإن جرائم القتل العمد والإعدام خارج القانون تكشف عن سياسة ممنهجة وليست حوادث عرضية؛ فمن تصريحات المسؤولين بإعطاء أوامر القتل لأجهزتهم المتورطة بعمليات إرهابية موثّقة، إلى الصمت المطبق إزاء مرتزقتهم القتلة الذين أطلقوا الرصاص على رأس الشاب الأعزل مصطفى حمدان، إلى إعدام الشهداء الثلاثة رسميا خارج القانون، ثم اليوم قتل الشهداء السعداء:
الشهيد رضا الغسرة والشهيد محمود يوسف والشهيد مصطفى يوسف (تغمدهم الله بواسع رحمته وربط على قلوب عوائلهم العزيزة)، في ظروف غامضة وشكوك بالغة الجدّية بأن القضية برمّتها عبارة عن جريمة قتل خارج القانون وتصفية منظمة.
إننا إذ ندين هذا النهج الدموي للنظام فإننا نؤكد بأن الحراك المطلبي سينتزع حقوقه العادلة والمشروعة، وأن أهداف النظام في هذه الجرائم ستفشل ولن تزيد الحراك المطلبي إلا وهجا واصرارا أكبر.
كما نؤكد ضرورة التدخل عبر لجان تحقيق دولية، ولا نرى مبررا لتهرّب النظام من الإنضمام لاتفاقية روما للمحكمة الجنائية الدولية إلا مثل هذه المنهجية التي يعتمدها.
يا أبناء شعبنا الأبيّ المضحي..
إن "الشهادة فتحٌ وطريق الفتح".. وإن كل المصلحين من الأنبياء والرسل والأوصياء ما كانوا ليصلوا إلى الإصلاح المنشود إلا بالتضحية والفداء والدماء المسفوحة ظلما على يد شرار الخلق.
وإن الدماء الزاكية لا تزيدنا إلا يقينا وقوّة واشتدادا على مواصلة الدرب، كما أنها تزيدنا بشرى وطمأنينة ببلوغ الهدف.
ندعو للتشييع الغاضب بأوسع حشد جماهيري مندد بالتعدي على حرمة الدم في الإسلام.
ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار
وفرّج عن أسرانا الأحرار
علماء البحرين
١٢ جمادى الأولى ١٤٣٨هـ
١٠ فبراير ٢٠١٧م