وكالة أنباء الحوزة - استقبل آية اللّه السيّد هاشم حسينيّ البوشهريّ، في مكتب جماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة بقم، أعضاء اللجنة المركزيّة للاعتكاف في البلاد، حيث جرى التباحث حول شؤون هذه الشعيرة العباديّة.
وأشار آية اللّه حسينيّ البوشهريّ إلى أنّ الاعتكاف يتمتّع بجذورٍ تاريخيّةٍ عميقةٍ في الأديان الإلهيّة، مبيّنًا ما ورد في سيرة النبيّ سليمان (عليه السلام) من أنّه كان يعتكف في بيت المقدس لمدّةٍ تتراوح بين شهر واحد وعامين، تبعًا للظروف السائدة آنذاك.
واعتبر سماحته أنّ فلسفة الاعتكاف تكمن في بلوغ الإنسان إلى الكمال، مؤكّدًا أنّ هذه السنّة الحسنة كانت موجودةً في كافّة الأديان الإلهيّة.
وأوضح إمام جمعة قم أنّ الجهادين العسكريّ والثقافيّ يسهمان في كمال الإنسان، غير أنّ الجهاد الأكبر يتمثّل في مجاهدة النفس ومحاربتها، مستشهدًا بالحديث الشريف: «أعدى عدوّك نفسك التي بين جنبيك»، وأضاف أنّ كبار العلماء يرون أنّ النجاح في الجهاد الأكبر يمهّد للنجاح في سائر أنواع الجهاد، وإلّا فقد يشارك شخصٌ في الجهاد العسكريّ بين يدي المعصوم لكنّه قد يضلّ عن الطريق القويم.
وتابع سماحته أنّ مجاهدة النفس لا تقتصر على العقائد الإسلاميّة وحدها؛ فعلى سبيل المثال، يلجأ المرتاضون أيضًا إلى مجاهدة أنفسهم، وإن كان ذلك عبر سبل باطلة، وقد يبلغون بعض النتائج، إلّا أنّ مثل هذه الممارسات لا مكان لها في الشريعة الإلهيّة؛ لأنّ الرياضة الروحيّة لا بدّ أن تكون في سبيل رضا اللّه تعالى.
تابع أيضاً:
آية اللّه العظمى السبحانيّ يؤكّد على ضرورة دعاء المعتكفين لإنقاذ المسلمين من الظروف العصيبة الراهنة
الاعتكاف؛ خلاصة العبادات
وأوضح أستاذ الحوزة العلميّة في قم أنّ الاعتكاف يمثّل خلاصةً لمجموع العبادات، إذ يشتمل على الصلاة، والصيام، وتلاوة القرآن، والحضور في المسجد، وترك بعض محرّمات الحجّ.
وشدّد سماحته على ضرورة إقامة الاعتكاف بطريقةٍ تفضي إلى تحقيق الكمال الإنسانيّ، محذّرًا من الخلط بين الاعتكاف وغيره من المراسم، مبيّنًا أنّه إذا كان الاعتكاف مشوبا بقضايا صاخبةٍ خارجةٍ عن روح هذه العبادة، فهذا يعني عدم تحقّق حقيقة الاعتكاف وسيرته الأصيلة.
كما أكّد آية اللّه حسينيّ البوشهريّ أنّ الهدف الأساس من الاعتكاف هو سموّ الروح، داعيًا القائمين على تنظيم هذه الشعيرة الإلهيّة إلى متابعة التحوّلات التي تطرأ على حياة المعتكفين بعد انتهاء هذه الشعيرة، ومعرفة مدى رسوخ القرآن والصوم والمناجاة في نفوسهم.
كما أشاد سماحته بالجهود المبذولة في إقامة مراسم الاعتكاف، داعيًا إلى عدم انقطاع الصلة مع المعتكفين على مدار العام، بل ضرورة المحافظة على الارتباط معهم من خلال تقديم المضامين العلميّة والمعنويّة.
وأضاف أستاذ الحوزة العلميّة بقم أنّ القائمين على شؤون الاعتكاف يجب أن يضعوا في حسبانهم أن تشهد ثمار هذه الشعيرة نموًّا نوعيًّا إلى جانب النموّ الكمّيّ.
وأضاف أستاذ الحوزة العلميّة بقم أنّ القائمين على شؤون الاعتكاف يجب أن يضعوا في حسبانهم أنّ ثمار هذه الشعيرة يجب أن تشهد نموًّا نوعيًّا إلى جانب النموّ الكمّيّ.
ضرورة إدارة شعيرة الاعتكاف إدارةً شعبيّةً
وفي ختام كلمته، شدّد نائب رئيس مجلس خبراء القيادة الإيرانيّ على أنّ الطابع الشعبيّ للاعتكاف يحمل بركاتٍ جمّةً، داعيًا إلى إدارة هذه الشعيرة الإلهيّة إدارةً شعبيّةً، موضحًا أنّه على الرغم من إمكان تقديم الحكومات لبعض أشكال المساعدات، إلّا أنّ الوجه الغالب لإدارة شعيرة الاعتكاف ينبغي أن يكون قائمًا على مشاركة المواطنين والمتديّنين والمتبرّعين.
وفي مستهلّ هذا اللقاء، قدّم حجّة الإسلام والمسلمين السيّد عليرضا تَكْيِئيّ، مسؤول اللجنة المركزيّة للاعتكاف في البلاد، تقريرًا عن وضع إقامة الاعتكاف في العام الماضي، إلى جانب عرضٍ للبرامج، والتحدّيات، والإجراءات المتّخذة لإقامة هذه المراسم في العام الحالي بأفضل صورةٍ ممكنةٍ. كما عرض عددٌ من الأعضاء الحاضرين آراءهم وملاحظاتهم بشأن بعض القضايا والتحدّيات المتعلّقة بشعيرة الاعتكاف.



لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة





تعليقك