وكالة أنباء الحوزة - يُعدّ مسجد الكوفة المعظم من أبرز المراكز الدينية والثقافية في العالم الإسلامي، ويتجلى هذا التميز في استقباله آلاف المعتكفين سنوياً من مختلف البلدان. وفي هذا الإطار، وجّه "غيث عواد محمد العادلي" دعوةً عامةً للمؤمنين لأداء شعيرة الاعتكاف في أجواء روحانية، مع التأكيد على توفير كافة التسهيلات والخدمات اللازمة.
النص الكامل للدعوة كما يلي:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
"وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلْعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ" (البقرة: 125)
الاعتكاف هو إحدى محطات الطهر الروحي التي يُقبل فيها الإنسان على الله، متجردًا من شواغل الدنيا وضجيجها. هو عهد مقدس بين العبد وربه، حيث ينقطع المعتكف في بيت الله، طامعًا في رضاه، وممتلئًا بالرجاء أن تُطهَّر نفسه كما يُطهَّر البيت للطائفين والعاكفين.
إنّ فلسفة الاعتكاف تقوم على التأمل والخلوة، وهو فرصة لتصفية القلب من الهموم، وتزكية النفس بالإقبال على القرآن والدعاء. يُذكّرنا الاعتكاف بأن السكينة الحقيقية لا تُنال إلا في كنف الله، وبأنّ الروح تحتاج إلى الغذاء الروحاني كما يحتاج الجسد إلى الغذاء.
هو رحلة قصيرة لكنها عميقة الأثر، تهدف إلى بناء جسر متين بين القلب والخالق، حيث يخرج الإنسان منها بروح متجددة قادرة على مواجهة الحياة بإيمان ورضا.
ومن هذا المنطلق عزمت أمانة مسجد الكوفة المعظم أن تولي هذه الشعيرة المباركة اهتماما بالغا لما لها من أثر ديني واجتماعي و تربوي.
تستقبل أمانة مسجد الكوفة المعظم في كل عام الآلاف من المؤمنين المعتكفين في باحة المسجد المعظم حيث تتوافد هذه الجموع الإيمانية من أكثر من عشرة دول إسلامية. وتتكفل أمانة مسجد الكوفة بتوفير كافة السبل اللازمة لراحة السادة المعتكفين.
ومن هذا المكان المقدس ادعوكم إن شاء الله ليكون لكم بركة الاعتكاف في هذا العام في مسجد الكوفة المعظم أو في مسجد الحنانة ونكون بخدمتكم إن شاء الله.
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك