السبت 13 ديسمبر 2025 - 16:32
خطيب العتبة المعصومية: ينبغي للمؤمنين ألّا يخطئوا في حساباتهم خلال الامتحانات الإلهيّة

وكالة الحوزة - حذر خطيب حرم السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) المؤمنين من الوقوع في "خطأ حسابي" خلال الامتحانات الإلهيّة الشديدة في عصر الغيبة، مشيرًا إلى أنّ اتساع إمكانات العدوّ قد يربك حتى أهل اليقين، مؤكدًا في الوقت ذاته حتمية النصر النهائي بيد الإمام المهدي(عجل الله فرجه).

وكالة أنباء الحوزة - أشار حجّة الإسلام والمسلمين السيّد محمّد مهدي ميرباقريّ (عضو مجلس خبراء القيادة)، في محفلٍ معرفيٍّ بالحرم المطهّر للسيّدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، إلى أهمّيّة سورتي العنكبوت والروم، ناقلًا عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله بأنّ من قرأ هاتين السورتين في ليلة القدر فهو من أهل الجنّة حتمًا، مبيّنًا أنّ هذه الليلة هي ليلة التوجّه إلى الساحة المقدّسة للإمام المهدي (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف) وليلة تقدير الأمور الإلهيّة.

وأضاف سماحته، مشيرًا إلى بداية سورة العنكبوت، أنّ الله تعالى يقول: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾، موضحًا أنّ وادي الإيمان وادي الامتحانات الشاقّة، وأنّ هذه السنّة الإلهيّة كانت جاريةً في الأمم السابقة أيضًا.

كما نقل حجّة الإسلام والمسلمين ميرباقريّ روايةً عن أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) تُبيّن أنّه عندما نزلت هذه الآية قال الإمام (عليه السلام) إنّها تتعلّق بالامتحانات التي تعقب رحلة النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله). وقد تجلّى ذلك عندما كان مشغولاً بدفن النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله)، فَوَصلَه خبر بيعة الآخرين، فتلا إلامام (عليه السلام) هذه الآية المباركة.

وأضاف سماحته أنّ العدوّ يُعطى في هذه الفترة إمكاناتٍ واسعةً لدرجةٍ أنّه يقع في خطأٍ حسابيٍّ، فيظنّ أنّه قد انتصر على اللّه ووليّه، غير أنّ القرآن الكريم يصف هذا الظنّ بأنّه مجرّد وهمٍ.

ينبغي للمؤمنين ألّا يخطئوا في حساباتهم

وشدّد حجّة الإسلام والمسلمين ميرباقريّ على ضرورة يقظة المؤمنين كي لا يخطئوا في حساباتهم، مضيفًا أنّ الإمبراطوريات المادّية المعاصرة تعيش الوهم نفسه وتزعم أنّ عصر الأنبياء قد انتهى، بينما يجري كلّ ذلك ضمن المخطّط الإلهيّ الكبير.

وأشار سماحته إلى روايةٍ عن الإمام الصادق (عليه السلام) تفيد بأنّ الامتحانات الإلهيّة في عصر الغيبة تشتدّ لدرجةٍ أنّ أهل اليقين أيضًا قد يساورهم الشكّ، واصفًا ذلك بأنّه تحذيرٌ بالغ الخطورة.

كما استشهد أستاذ الحوزة العلميّة في قم بالآية الشريفة ﴿مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ …﴾، مبيّنًا أنّ من يرجو عصر الظهور ولقاء اللّه يجب أن يعلم أنّ هذا الوعد قطعيٌّ، وحتّى لو رحل عن الدنيا فستكون له رجعةٌ.

وأردف سماحته موضحًا أنّ اللّه تعالى يصرّح في ختام هذه السورة قائلًا ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾.

ثمّ انتقل عضو مجلس خبراء القيادة إلى سورة الروم، مبيّنًا أنّ هذه السورة تبدأ بوعد النصر، مشيرًا إلى أنّ الصراع الأوّل كان بين إيران والروم قبل الإسلام، حيث كان الطرفان غير مسلمَين، لكنّ الصراع الثاني الذي يعد به القرآن الكريم هو نصر جبهةٍ يفرح به المؤمنون ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ﴾، وأنّ هذا النصر، وفقًا للروايات، هو نصر جبهة الإيمان في عصر الظهور.

وأشار حجّة الإسلام والمسلمين ميرباقريّ إلى الروايات التاريخيّة، موضحًا أنّ القوم المنتصر في كلتا المرحلتين هو إيران، مع فارقٍ أنّ إيران في المرحلة الثانية قد تأثّرت بالإسلام، فنصرها يُعدّ نصرًا لجبهة الإيمان.

وتابع سماحته أنّ «الروم» في الروايات قد أُوّلت ببني أميّة، موضحًا أنّ للإسلام قراءتين: قراءةً نقيّةً أصيلةً هي قراءة أهل البيت (عليهم السلام) التي انتشرت في إيران، وقراءةً أُمويّةً انتشرت في أوروبا، مصرّحًا بأنّ الصراع النهائيّ سيكون بين هاتين القراءتين.

الخصام التاريخيّ بين الحقّ والباطل

وأشار أستاذ الحوزة العلميّة في قم إلى الآية الشريفة ﴿هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾، مبيّنًا أنّ هذه المخاصمة تدور حول ربّ العالمين؛ فأهل البيت (عليهم السلام) يرون أنّ تدبير اللّه حقٌّ، بينما يرى بنو أميّة أنّه باطلٌ، وهو ما عبّر عنه يزيد عندما رأى الرأس الشريف للإمام الحسين (عليه ‌السلام) وقام بإنشاد أشعارٍ كفريّةٍ.

وأضاف سماحته أنّ هذين التيّارين في صراعٍ دائمٍ حتّى نهاية التاريخ، وفي النهاية سيكون النصر حليف جبهة أهل البيت.

مكانة السيّدة الزهراء (عليها السلام) في انتصار جبهة الحقّ

وتطرّق حجّة الإسلام والمسلمين ميرباقريّ إلى روايةٍ حول ولادة السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، تفيد بأنّ جبرئيل قدّم للنبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) تفّاحةً انبعث منها نورٌ، وأخبره أنّ هذا النور هو فاطمة، التي تُسمّى في الأرض فاطمة وفي السماء منصورة.

وختم حديثه بالتأكيد على أنّ السيّدة الزهراء (عليها السلام) تقوم بعملين أساسيّين في عالم الدنيا: الأوّل أنّها تصون شيعتها من الوقوع في نار جهنّم، والثاني أنّها تحرم أعداءها من مودّتها، مضيفًا أنّها (عليها السلام) تفصل الصفوف في عالم الدنيا كما ستفصل صفوف المحشر يوم القيامة.

لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.

المحرر: أمين فتحي

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha