الجمعة 24 أكتوبر 2025 - 15:27
ممثّل العتبة الحسينيّة المقدّسة: العلّامة النائينيّ ركنٌ شامخٌ من أركان العلم والفقه، وميراثٌ خالدٌ للحوزة العلميّة

وكالة الحوزة - أكّد حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ هادي القويسيّ، ممثّل العتبة الحسينيّة المقدّسة، على المكانة الرفيعة للعلّامة الفقيد الميرزا النائينيّ في تاريخ الفقه والأصول، معتبرًا إيّاه نموذجًا للعالم العامل وعمادًا للرسالة العلميّة للحوزة، مُصرّحًا بأنَّ آثار المحقّق النائينيّ وتعاليمه لا تزال مصدر إلهامٍ وهدايةٍ للباحثين والمراجع العظام في الحوزة العلميّة.

وكالة أنباء الحوزة - صرّح الشيخ هادي القويسيّ، ممثّل العتبة الحسينيّة المقدّسة، بأنّ مدرسة أهل البيت (ع) قد تميَّزت بوجود سلسلةٍ مستمرّةٍ من الفقهاء والمراجع العظام الذين نذروا حياتهم لحفظ الشريعة وصيانة معالم الدين ونشر مبادئ الحق والعدالة. وأضاف أنّ هذا المسار المبارك قد بدأ برواة الحديث الذين حفظوا تراث المذهب ونقلوه إلى الأجيال اللاحقة، وتحمّلوا في سبيل ذلك مشاقّ جمّةً.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها قبل ظهر أمس 23 أكتوبر 2025 في المؤتمر التكريمي للميرزا النائيني، الذي انعقد في قاعة مؤتمرات مدرسة الإمام الكاظم (عليه السلام) بمدينة قم.

وتابع سماحته قائلاً: إنّ هذا التيّار العلميّ المبارك تواصل مع فقهاء الصدر الأوّل من أمثال الشيخ الصدوق، والشيخ المفيد، والسيّد المرتضى، والشيخ الطوسيّ وغيرهم من الأعلام، ثمّ تبعهم العلّامة الحلّيّ، والشهيدان الأوّل والثاني، والمحقّق الكركيّ وسائرُ العلماء الذين واصلوا هذا النهج الأصيل وأقاموا صرح الفقاهة على أسسٍ راسخةٍ.

وفي معرض حديثه عن مكانة المحقّق النائينيّ، قال حجّة الإسلام والمسلمين القويسيّ: من بين هذه السلسلة المباركة من المحقّقين الأعلام، برز عالمٌ ربّانيٌّ فذٌّ وركنٌ من أركان الدين، هو آية اللّه المحقّق الشيخ محمد حسين النائينيّ (قدّس اللّه نفسَه الزكيّة). وقد بدأ دراساته العليا على يد الفقيه الأصوليّ الكبير أبي القاسم الكلباسيّ، ثمّ ارتحل إلى سامراء والتحق بحلقة المرحوم المجدّد الميرزا الشيرازيّ، وبعد ذلك هاجر إلى كربلاء المعلّى ثم النجف الأشرف بصحبة السيّد إسماعيل الصدر، وحضر مجلس الإفتاءِ للآخوند الخراسانيّ.

وأكّد سماحته على العمق العلميّ والدور الرساليّ للمحقّق النائينيّ، مصرّحًا بأنّه لم يكن باحثًا متميّزًا فحسب، بل كان أمينًا على رسالة الفقه السماويّة. فجاء بكتابه الخالد «فوائد الأصول» وهو مدرسة متكاملة في التحقيق والتدقيق، وأقام به أساسًا علميًّا راسخًا اعتمد عليه الفقهاء والمراجع من بعده. وقد خلّف تراثًا علميًّا زاخرًا بالعشرات من المؤلَّفات، وربّى ثلّةً من التلامذة النابهين الذين أصبحوا مراجع كبارًا وأركانًا للحوزات العلميّة.

وأضاف ممثّل العتبة الحسينيّة المقدّسة أنّ المرحلة العلميّة التي عاشها المحقّق النائينيّ كانت مرحلةً حسّاسةً في تاريخ الحوزة العلميّة؛ إذ جاءت بعد الشيخ الأعظم الأنصاريّ، وفي سياق التطّور العلميّ الذي امتدّ حتى عصر الآخوند الخراسانيّ. وقد استطاع المحقّق النائينيّ أن يرتقي بعلم الأصول إلى درجة النضج والدقّة؛ ومن ذلك، الدقّةُ في المصطلحات العلميّة واستحكام البراهين، مما منحه طابعًا بحثيًّا رصينًا وعمقًا منهجيًّا فريدًا.

وختم حجّة الإسلام والمسلمين القويسيّ كلمته مبيّنًا أنّ آثار المحقّق النائينيّ وتعاليمه كانت ولا تزال منارةً للأمّة الإسلاميّة وسراجًا ينير طريق الحوزات العلميّة، وتظلّ مكانته العلميّة ورسالته العمليّة تتربّع على صدارة البحوث والدراسات العلميّة والفقهيّة.

لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.

المحرر: أمين فتحي

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha