السبت 12 يوليو 2025 - 18:19
امام جمعة بغداد: معادلة الصراع الدولي تغيّرت لصالح مشروع المقاومة

وكالة الحوزة - أكّد إمام جمعة بغداد، السيد ياسين الموسوي، أنَّ التحوّلات الإقليمية والدولية تُشير إلى تغيير جذري في معادلة الصراع لصالح مشروع المقاومة، مشدداً على وحدة الموقف بين إيران والعراق ودور قوى المقاومة في مواجهة الهيمنة الغربية.

وكالة أنباء الحوزة - أكّد آية الله السيد ياسين الموسوي، إمام جمعة بغداد وأستاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف، خلال خطبته أمس، أنّ العالم والمنطقة يشهدان تحوّلات كبرى ومفصلية تنبئ بأنّنا نعيش أجواء تسبق مرحلة الظهور، كما ورد في الروايات الشريفة، مشدداً على أنّ هذا ليس من باب التوقيت أو التنبؤ، بل من باب قراءة الواقع المتغيّر الذي فرضته تطورات الساحة السياسية والأمنية في العراق والمنطقة.

وقال السيد الموسوي إنّ الخطاب السياسي والديني في السنوات الأخيرة قد تجاوز حدود المسائل المحلية والخدماتية، وأصبح يتناول قضايا كبرى تمسّ العالم الشيعي والإسلامي، لافتاً إلى أنّ هذا التغيّر ليس ناتجاً عن المزاج أو الأسلوب، بل بسبب تحوّل حقيقي في الواقع السياسي العراقي والإقليمي.

وأوضح أنّ جوهر الصراع في المنطقة لا يدور بين دول مثل إيران وأمريكا فحسب، بل بين مشروعين متضادين: مشروع الهيمنة الدولية الذي تمثله القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، ومشروع المقاومة الذي تتبناه الجمهورية الإسلامية في إيران وحلفاؤها. وأضاف: "حين نقول إيران فنحن نعني العراق، وعندما نقول العراق فنحن نعني إيران، فالصراع لا يفرّق بين شعوب المنطقة".

وفيما أشار إلى أنّ النظام العالمي الذي تشكّل بعد الحرب العالمية الثانية يفرض قراراته عبر مجلس الأمن الذي تهيمن عليه خمس دول دائمة العضوية، شدّد الموسوي على أنّ من يخرج عن هذا "القرار الأممي" يُعتبر دولة "مارقة"، وهو ما حدث مع إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية، حيث أقامت نظاماً سيادياً مستقلاً عن الهيمنة الغربية، ما جعلها هدفاً دائماً للعقوبات والحروب والضغوط.

ولفت السيد الموسوي إلى أنّ ما يصفه الغرب بـ"النفوذ الإيراني" في المنطقة ما هو إلا تموضع استراتيجي لقوى المقاومة، موضحاً أنّ الجمهورية الإسلامية لا تسعى إلى إقامة إمبراطورية، كما يدّعي خصومها، بل تعمل ضمن مشروع عالمي مهدوي هدفه "نصرة المستضعفين وتمهيد الأرض لظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)".

وأشار إلى أن هذا المشروع أطلقه الإمام الخميني (قده)، ويواصله اليوم الإمام الخامنئي، ويتجسد في مواقف قوى المقاومة في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، ودول أخرى. وأردف قائلاً: "هذا ليس شعاراً، بل واقع رسّخته دماء الشهداء، وعلى رأسهم الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر، الذي ما زال اسمه يملأ إيران كما يملأ العراق".

وفي سياق حديثه عن اغتيال القادة، قال السيد الموسوي إنّ اغتيال قادة المقاومة، وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله شكّل نقطة تحوّل في الصراع، إذ كان يُعتقد أنّ كسر جناح المقاومة في لبنان وسوريا سيؤدي إلى سقوط المشروع برمّته، لكن ما حصل هو العكس تماماً، إذ ردّت قوى المقاومة بردّ نوعي، حين أطلقت صواريخ كُتب عليها "يا مهدي أدركنا"، في إشارة رمزية إلى استمرار هذا المشروع حتى تحقيق أهدافه.

كما كشف السيد الموسوي أنّ الولايات المتحدة، وبعد هذه التطورات، بدأت تعدّل خطابها ومواقفها، حيث قال ممثلها الجديد في لبنان مؤخراً إنّ "سلاح حزب الله شأن داخلي"، وهذا التحوّل السياسي يُظهر بوضوح أنّ المعادلة تغيّرت، وأنّ المشروع المهدوي أصبح أكثر حضوراً وفعالية في ميزان القوى الإقليمي والدولي.

وفي ختام خطبته، أكّد السيد ياسين الموسوي على ضرورة إدراك الشعب العراقي عمقَ هذه المعركة وموقعه فيها، داعياً إلى التمسك بالمقاومة والحشد الشعبي باعتباره تجسيداً لخط المرجعية والثورة الحسينية. وتابع قائلاً: "الحشد لا يمكن أن يُحلّ، لا من قبل ترامب ولا غيره، فهو ليس مؤسسة سياسية فحسب، بل تعبير عن إرادة شعب ومبادئ وتاريخ وحاضر ومستقبل".

كما تناول سماحته في كلمته مناسبة اقتران هذه الأيام بذكرى المصائب الحسينية في شهر المحرم، مشدداً على أهمية جعل هذا العام عام "الوعي الحسيني"، حيث لاحظ عودة الناس لإدراك دورهم المحوري في الصراع. وأوضح: "هذا الصاروخ الذي يهزّ إسرائيل هو صاروخنا جميعاً، فكل أم وطفل وشيخ في العراق يشعر بأنه جزء لا يتجزأ من هذا الانتصار". وختم تصريحاته بالقول: "نحن لسنا ضعفاء، بل نحن أبناء الحسين وأبناء الثورة، ولدينا القدرة على هزيمة المشروع الأمريكي الاستعماري في منطقتنا".

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha