وكالة أنباء الحوزة - في خطبة صلاة الجمعة ليوم 25 أبريل/ نيسان 2025، ألقى آية الله السيد ياسين الموسوي، الأستاذ البارز في حوزة النجف الأشرف، كلمة سياسية تناول فيها عدة قضايا مهمة تمس الوضع الإقليمي والداخلي، أبرزها ملف المفاوضات النووية الإيرانية والواقع السياسي العراقي المتأزم.
وأشار السيد الموسوي إلى أن الملف النووي الإيراني هو في جوهره شأن داخلي يخص القيادة والشعب الإيراني فقط، ولا يحق لأي طرف خارجي التدخل فيه. لكنه أكد في الوقت ذاته أن للعراق مصلحة مباشرة بهذا الملف من منطلق الجوار الجغرافي والسياسي، مبينًا أن أي استقرار أو توتر في إيران ستكون له انعكاسات تلقائية على العراق.
وأوضح أن الولايات المتحدة الأميركية تربط استقرار الوضع في العراق بنتائج تفاهمها مع إيران، مضيفاً أن الضغوط الأميركية على العراق خفت مؤخرًا بعد بدء التفاوض الأميركي-الإيراني في عمان، وهو ما اعتبره الموسوي تطورًا إيجابيًا يجب متابعته بدقة من الجانب العراقي.
وفي السياق ذاته، حذر الموسوي من أن اندلاع أي حرب ضد إيران سيكون له أثر كارثي على العراق، موضحاً أن إيران تمتلك من القدرات العسكرية ما يجعلها قادرة على قلب الموازين في المنطقة، كما نبه إلى أن الضعف العسكري العراقي الحالي يجعل البلد في موقف هش وخطير في حال توسع أي صراع.
أما على الصعيد الداخلي، فقد شن آية الله الموسوي هجومًا لاذعًا على العملية السياسية الجارية في العراق، ولا سيما الاستعدادات الجارية للانتخابات المقبلة، معتبرًا أن الساحة السياسية تشهد "فوضى" لا تُنذر بخير، بسبب الانقسامات الحادة داخل مجلس النواب، وتداخل السلطات، وتحوّل الانتخابات إلى مشاريع شخصية لا تعبر عن إرادة الشعب.
وانتقد السيد الموسوي بشدة الأساليب المتبعة في شراء الأصوات وتزوير إرادة الناخبين، متهماً بعض القوى السياسية بـ"احتكار السلطة" وتحويل الأحزاب إلى أدوات شخصية، بدل أن تكون تعبيرًا حقيقيًا عن طموحات الناس.
كما استنكر محاولات تلميع شخصيات إرهابية مثل الجولاني لأغراض انتخابية، واصفًا ذلك بالكارثة السياسية والأخلاقية، متسائلًا عن جدوى التسويق لمثل هذه الشخصيات في بلدٍ يعاني من جراح الإرهاب.
ووجّه السيد الموسوي نداءً مباشرًا إلى الشعب العراقي يدعوه فيه إلى عدم الاستسلام للواقع السياسي الراهن، قائلاً: "إذا الشعب يومًا أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر"، مؤكدًا أن التغيير الحقيقي يبدأ من صناديق الاقتراع، وأن على العراقيين اختيار وجوه جديدة ونزيهة تحمل مشروعًا وطنيًا حقيقيًا.
وختم خطبته بالدعوة إلى وعي انتخابي مختلف، يرتكز على رفض الاستغلال السياسي، ورفض المتاجرة بالأصوات، والعمل على بناء وطن يليق بتضحيات العراقيين وتاريخهم.
تعليقك