السبت 19 أبريل 2025 - 08:06
خطيب جمعة بغداد ينتقد التدخلات الخارجية ويطالب بحماية السيادة العراقية

وكالة الحوزة - في خطبة الجمعة ببغداد، هاجم السيد ياسين الموسوي السياسات الإقليمية والدولية تجاه العراق، ووصف دعوة الجولاني للعراق بأنها "إهانة لأرواح الشهداء".

وكالة أنباء الحوزة - ألقى آية الله السيد ياسين الموسوي، إمام جمعة بغداد والأستاذ البارز في حوزة النجف الأشرف، خطبةً سياسية تناول خلالها أبرز التطورات الإقليمية، ووجّه انتقادات لاذعة للتدخلات الأجنبية في الشأن العراقي، محذرًا من المساس بـ"وحدة الشيعة ومحور المقاومة".

وقال: "إن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى تفكيك قوة الشيعة في لبنان من خلال استهداف سلاح حزب الله"، معتبرًا أن تصريحات الرئيس اللبناني جوزيف عون، التي طالب فيها بعدم تكرار تجربة الحشد الشعبي، تمثل "إساءة للحشد".

ووصف السيد الموسوي الحشدَ بـ"القوة الدفاعية التي تمثل الشيعة في العراق"، كما ثمّن موقف وزارة الخارجية العراقية التي استدعت السفير اللبناني، معتبرًا ذلك ردًا مناسبًا على ما وصفه بـ"الإساءة للحشد الشعبي". واستنكر محاولات تبرير تلك التصريحات من قبل مسؤولين لبنانيين، مشيرًا إلى أن الأمر "زاد الطين بلة".

وفي الشأن اللبناني، أكد أن الوضع السياسي في لبنان يخضع "بشكل كامل للإرادة الأمريكية والإسرائيلية"، وخص بالذكر جوزيف عون ونواف سلام، معتبرًا أن العراقيين لا علاقة لهم بصراعات الداخل اللبناني، وأن على اللبنانيين حلّ مشكلاتهم دون تدخل.

وتطرّق إلى العلاقات العراقية-اللبنانية، مشيرًا إلى أن العراق قدّم مساعدات ضخمة للبنان، لكنه انتقد ما وصفه بـ"الجحود اللبناني"، واصفًا بعض المسؤولين اللبنانيين بأنهم "ينكرون الجميل ولا يخجلون من تطاولهم على العراق".

وأكّد أن العراق يقدّم هذه المساعدات إلى لبنان بسبب "وجود الإخوة الشيعة اللبنانيين الذين تربطهم بالشعب العراقي أواصر الأخوة والمحبة".

أما في الشأن الداخلي، فقد وجّه رسائل مباشرة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، محذرًا من "اتفاقات خارجية تهدد سيادة العراق". وقال: "ذهبتَ إلى بريطانيا وتمّت هناك تفاهمات لا أحد يتحدث عنها. نحن نراقب. الشعب العراقي ليس مغفّلًا".

وفي ملف خور عبد الله، كشف عن "اتفاقات مشبوهة" جرت بشأن تنازلات بحرية، مؤكدًا امتلاكه وثائقَ ومعلوماتٍ عن مبالغ وأرقام مرتبطة بهذه القضية. وأشار إلى أن المحكمة الاتحادية أصدرت قرارًا بوقف الاتفاق، داعيًا الحكومة إلى "احترام القضاء واتخاذ خطوات عاجلة لحماية الحقوق البحرية للعراق".

وانتقد بشدة العلاقات مع تركيا، معتبرًا أن الوفد العراقي قدّم تنازلات كبيرة دون مقابل، خاصة بشأن نقاط السيادة وممر "داوود"، الذي أشار إلى أنه قد يُستخدم مستقبلاً من قبل الإسرائيليين في سياق "رؤيتهم التوراتية للمسيح الدجال"، واصفًا ذلك بأنه "خطر وجودي على العراق".

وأكّد أن تركيا تحتل أجزاءً من العراق وتجفف مصادر مياهه، محذرًا من كارثة بيئية مع الانخفاض الحاد في منسوب نهر دجلة.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع سوريا، وصف الحكومة السورية الحالية بـ"الطائفية والخطرة على العراق"، داعيًا إلى عقد تفاهمات واضحة لضمان أمن الحدود.

ووجّه أيضًا انتقادًا شديد اللهجة إلى ما وصفه بـ"دعوة الجولاني إلى العراق"، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل "إهانة لأرواح الشهداء وتجاوزًا على مشاعر ذويهم". وخاطب رئيس الوزراء العراقي قائلا: "سأشكوك إلى أمير المؤمنين، وإلى الحسين، وإلى كل الشهداء، إن سمحت بدخول من فجّر زوّار كربلاء وقتل أبناءنا".

وأكّد أن "قوة الشيعة ومحور المقاومة خط أحمر"، محذرًا من أي محاولات لتقسيمهم أو استهدافهم، داعيًا العراقيين إلى "اليقظة ومحاسبة من يتهاون في حماية سيادتهم وكرامتهم".

وختم خطبته بالقول: "لن نقبل بسياسات تعطي ولا تأخذ. العراق أكبر من أن يكون ورقة بيد هذا أو ذاك. فاحترموا دماء الشهداء ووعي الشعب".

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha