وكالة أنباء الحوزة - تناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير خاص، نقلاً عن "سلطة الابتكار" الإسرائيلية، عدد الإسرائيليين الذين غادروا الأراضي المحتلة، وأكّدت أنّ نحو 8,300 من العاملين في مجال "الهايتك" – عدد يشكل نحو 2.1% من مجمل العاملين في "الهايتك" الإسرائيلي – غادروا "إسرائيل" لفترة عام أو أكثر منذ اندلاع الحرب، وحتى تموز/يوليو 2024.
وأشار التقرير إلى أنّ هذا الأمر "مقلق جداً"، ويوضح حالة العمل في "الهايتك" لعام 2025، وفق ما نشرته صباح اليوم الاثنين، "سلطة الابتكار".
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ "جميع شركات الهايتك الإسرائيلية تشغّل اليوم نحو 440 ألف موظف في الخارج، مقارنةً بنحو 400 ألف فقط في البلاد".
وأشار التقرير استناداً إلى بيانات التعداد السكاني، وبيانات الخروج من "إسرائيل" أنّ "المعدل الشهري للمغادرة هو 826 شخصاً"، فيما كانت الذروة في أكتوبر 2023 نحو 1,207 أشخاص. الذروة السابقة، التي سُجلت في آب/أغسطس 2023، كانت 966 من عاملي "الهايتك".
كما أشار إلى ازدياد في انتقال العاملين في مجال "الهايتك" إلى الخارج، بسبب حالة عدم اليقين الناتجة عن الوضع السياسي والأمني في "إسرائيل"، وذلك بخلاف السنوات الماضية، التي كان فيها معدل نمو التشغيل في "الهايتك" أسرع من باقي قطاعات الاقتصاد، فإنّه في السنة الأخيرة أصبح مشابهاً.
ووفقاً للمعطيات التي وردت في التقرير، فإنّ شركات "الهايتك" الإسرائيلية الخاصة (مثل Waze وGett وSygnia) تشغّل اليوم في الخارج أكثر من نصف موظفيها (240 ألف من أصل نحو 430 ألف) – ويشمل ذلك أيضاً موظفي البحث والتطوير لديها.
عدد كبير من موظفي الشركات الإسرائيلية يعملون في الخارج
أمّا في مجالات التسويق والمبيعات وخدمة الزبائن – التي تتطلب مهارات لغوية وكذلك حضور ومعرفة قريبة بالسوق في الخارج – فهناك نحو 75% من موظفيها يعملون خارج "إسرائيل".
وفي الشركات الإسرائيلية العامة، المدرجة في البورصة (مثل Check Point وNice وWix)، "الوضع أكثر إثارة للقلق": فهي تشغّل في البلاد فقط 60 ألفاً من بين 260 ألف موظف لديها.
وعام 2024، قامت جميع شركات "الهايتك" الإسرائيلية بتوظيف 4,500 موظف بحث وتطوير و2,000 موظف مبيعات أو تسويق – في الخارج.
وبحسب "سلطة الابتكار"، فإنّ التشغيل في "الهايتك" الإسرائيلي في حالة جمود منذ عام 2022، رغم وجود نقص بـ17 ألف موظف في "الهايتك"، مشيرةً إلى أنّ هذا العام، ولأول مرة، سُجل انخفاض بـ5,000 شخص في عدد العاملين في الصناعة. بعد أن كان، بين 2012 و2022، الجزء النسبي من عاملي "الهايتك" من مجمل العاملين في الاقتصاد في نمو سريع، فإنه في السنوات الثلاث الأخيرة بقي حول 11.5% دون تغيير ملحوظ، وفق ما نقل التقرير.
وأوضح التقرير أنّ جزءاً من عاملي "الإدارة والإنتاج" – وهم العاملون الذين لا يشاركون في البحث والتطوير ولا يتطلبون تعليماً تقنياً – قد تقلّص بشكل ملحوظ، وأغلب فرص العمل هي لأصحاب التعليم والمهارات التقنية، معتبراً أنّ هذه النتيجة "تثير القلق" من احتمال المساس بالنشاط التجاري الشامل لشركات "الهايتك" الإسرائيلية.
وفي المقابل، تستمر فجوات الأجور بين عاملي "الهايتك" وباقي العاملين في الاقتصاد بالاتساع. ففي عام 2024، بلغ متوسط الأجور في "الهايتك" 32.3 ألف شيكل، وهو 2.8 ضعف متوسط الأجور في باقي قطاعات الاقتصاد. سبب ذلك، - بحسب التقرير - الزيادة في عدد العاملين في وظائف البحث والتطوير الذين يتمتعون بمستويات أجور عالية، والانخفاض في التشغيل في مجالات الإدارة والدعم.
وكذلك يعرض التقرير لأول مرة صورة شاملة للتشغيل في شركات "الهايتك" الإسرائيلية. فمن بين نحو 400 ألف موظف في هذا القطاع في "إسرائيل"، هناك نحو 250 ألف يعملون في شركات إسرائيلية (خاصة وعامة)، ونحو 90 ألف يعملون في شركات متعددة الجنسيات. بالإضافة إلى ذلك، هناك نحو 50 ألف موظف يعملون في شركات تكنولوجيا معلومات وتقديم خدمات تقنية.
وفي عام 2024، أكّد موقع "ذي ماركر" الإسرائيلي أنّ موجةً جديدة من الإقالات من مجال التكنولوجيا الفائقة "الهايتك" تقترب، مشيراً إلى أنّ هذه الإقالات مجمّدة حالية بسبب الحرب.
وفي عام 2023، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن تزايد تيار الإسرائيليين العاملين في مجال "الهايتك"، الذين يدرسون مغادرة كيان الاحتلال، وذلك على خلفية خطة التعديلات القضائية لحكومة الاحتلال، ووصف الوضع بأنه "في حضيض لم يشهده منذ سنوات".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد ذكرت تحت عنوان "كيف ألحقت الحرب مع حركة حماس الضرر بشركات التكنولوجيا والاقتصاد الإسرائيلي؟"، مشيرةً إلى أنّ "قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي وهو جزء رئيسي من الاقتصاد، تعرّض لصدمة بسبب نقص العمالة ومخاوف التمويل، مما قد يؤدي إلى تباطؤ أوسع في عام 2024".
المصدر: الميادين
تعليقك