الخميس 6 مارس 2025 - 11:09
ازدهار الأنشطة القرآنية بفضل الخدمة المخلصة للعلماء الدينيين

الحوزة/ الأنشطة التي قام بها علماء الحوزة، خاصة بعد انتصار الثورة الإسلامية، تشكل بحق نقطة تحول هامة في سياق تعميق الارتباط بالقرآن الكريم في المجتمع بشكل عام. وهذا الإنجاز تحقق بفضل العزيمة والإرادة القوية لعلماء الحوزة والمؤسسات والجهات المرتبطة بإدارة الحوزة العلمية.

وفقا لوكالة أنباء الحوزة، يعد شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لنلقي نظرة على أهم الخدمات و الأنشطة التي قدمتها الحوزات العلمية في خدمة القرآن الكريم، بل و أيضا للإجابة على بعض الشبهات و الظنون المتعلقة بهذا الموضوع.

على الرغم من كل الجهود و المبادرات المخلصة، فإن مكانة كلام الله تعالى أكبر من ذلك. و مع ذلك، فإن هذه الأنشطة و الخطوات التي تم اتخاذها تشكل نقطة تحول هامة في اتجاه تعميق العلاقة بالقرآن الكريم في المجتمع، و ذلك بفضل إرادة وتصميم العلماء والمؤسسات ذات الصلة.

إن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الحوزات العلمية قد أنتجت العديد من الأعمال القرآنية في المئة سنة الماضية، ولكن بعد انتصار الثورة الإسلامية، تسارعت هذه الأنشطة بشكل ملحوظ بحيث أن بركة نهضة الإمام الخميني (ره) قد أوجدت اتساعاً ملحوظاً في آثار الحوزة القرآنية، حيث شهدت هذه الأنشطة نمواً كبيراً على الصعيدين الكمّي و الكيفي، بما في ذلك على المستوى الدولي. و على الرغم من ذلك، قد يكون من الممكن أن بعض هذه الأنشطة لم تحظ بتوضيح إعلامي كافٍ كما ينبغي.

لا ننسى أنه في الماضي كانت هناك شبهات تدور حول الحوزة العلمية، مثل القول إن الحوزة تقتصر فقط على الفقه و الأصول و أن القرآن مظلوم و مهمل، ولكننا اليوم نرى بفضل جهود العلماء و المراجع الكبيرة، و تخطيط المؤسسات و الهيئات الحوزوية، و خاصة من خلال توجيه إدارة الحوزات العلمية، أن الحوزة قد شهدت تقدماً ملحوظاً في مجالات تفسير القرآن و كتابة المؤلفات القرآنية. كما أن هناك برامج علمية و ثقافية بارزة قد تطورت بشكل كبير في هذا المجال.

من المهم أن نلاحظ أنه في الوقت الحالي، يُقام سنوياً حوالي ۵۰۰ درس تفسير للقرآن الكريم في الحوزات العلمية، و هذا العدد الكبير من الدروس و البحث الحوزوي الذي يركز على القرآن الكريم، قد أحدث آثاراً و بركات كبيرة في تعليم و تدريب الطلاب و تعزيز البيئة العلمية التي تتميز بالمعايير الحوزوية. و يجب تحليل هذه النتائج و دراستها بشكل دقيق.

و من ناحية أخرى، يعتبر من أهم بركات السنوات الأخيرة في الحوزة تأسيس الجمعيات العلمية مثل "جمعية دراسة القرآن" و "المركز التخصصي لتفسير القرآن الكريم"، التي بدأت أعمالها منذ أكثر من عقدين. على مدى الـ۲۳ سنة الماضية، تمكنت هذه الجمعيات من تحقيق نمو كبير في الأنشطة العلمية و التعليمية في مجال العلوم القرآنية، و كذلك في نشر الثقافة المستوحاة من آيات القرآن الكريم.

عند تأسيس هذه الجمعيات، تم الإشارة إلى أهداف مثل تعزيز و تعميق دراسة علوم القرآن في الحوزات العلمية، تدريب الكوادر البشرية المناسبة، توفير بيئة مناسبة لتبادل الأفكار والحوار العلمي في هذا المجال، و تنظيم الأمور التعليمية و البحثية في المواضيع ذات الصلة.

و في هذا السياق، على مر السنوات الأخيرة، قام أعضاء هذه الجمعية بتنظيم سلسلة من الندوات العلمية حول نقد الكتب المتعلقة بالقرآن، و كذلك عقد سلسلة من الندوات القرآنية الخاصة بشهر رمضان المبارك، بهدف تسجيلها و بثها عبر شبكة قرآن الفضائية و غيرها من الشبكات. كما تشمل الأنشطة الأخرى التي قامت بها هذه الجمعية تنظيم ندوات علمية حول مواضيع العلوم الإنسانية بالتعاون مع جمعيات أخرى، تكريم المؤلفين المتميزين في مجال الكتب القرآنية، طباعة و نشر المجلات العلمية و التخصصية في مجال دراسة القرآن، تنظيم المؤتمرات و اللقاءات مع مفسري القرآن و غيرهم من الناشطين في هذا المجال، بالإضافة إلى إقامة دورات تدريبية لتأهيل الباحثين القرآنيين.

السید محمدمهدی الموسوی

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha