الأحد ٩ فبراير ٢٠٢٥ - ٢٠:٤٩
التفاوض مع الأعداء ناقضي العهود تهديد لاستقلال و عزة البلد

الحوزة / أمين مجلس الشورى الأعلى للحوزات العلمية شدد على أهمية استمرار مسار الثورة، و قال: إن الشعب الإيراني من خلال حضوره في الساحة، ينقل إلى العالم رسالة مفادها أنهم ثابتون على مبادئ الثورة و أن أي هجوم أو ضغط لا يمكن أن يزيحهم عن مسارهم.

آية الله شب زنده دار، عضو مجلس صيانة الدستور، هنأ في حواره مع وكالة أنباء الحوزة بذكرى انتصار الثورة الإسلامية و اعتبرها تحققًا للوعد الإلهي، مشيرًا إلى دور الشعب في هذا الانتصار التاريخي، و قال: ۲۲ بهمن هو اليوم الذي تحقق فيه الوعد الإلهي بنصرة المجاهدين في سبيل الله. الله سبحانه و تعالى يقول في القرآن: "إن تنصروا الله ينصركم" و في عام ۱۳۵۷ هجري شمسي تحقق هذا الوعد.

عضو الفقهاء في مجلس صيانة الدستور أكد على مكانة إيران كدولة مرتبطة بأهل البيت عليهم السلام، مشيرًا إلى أن هذا الانتصار كان فخرًا لإيران و شعبها، الذين إما من محبي أهل البيت أو من شيعتهم.

آية الله شب زنده دار، أشار كذلك إلى دور الحضور الواسع للشعب في انتصار الثورة الإسلامية، و قال: في تلك الأيام التاريخية، حضر الشعب بإخلاص و نيات طيبة، و شارك بكل طاقته، و لم يبخل في أي جهد. هذا الحضور كان سر نجاح الثورة الإسلامية، و لا يزال سيظل عاملًا لحفظ و صيانة قيمها.

استمرار الثورة مرهون بحضور الشعب و طاعة القيادة

آية الله شب زنده دار أكد على أهمية استمرار الثورة الإسلامية و دور الشعب الفريد في حفظ إنجازاتها، و قال: الحضور في ميادين النضال كان دائمًا مصحوبًا بالمخاطر. التجار، أصحاب الحرف، حتى موظفو شركة النفط، رغم العقبات و التهديدات من نظام الطاغوت، كانوا حاضرين في مسار الثورة و تحملوا المشاق بثبات. بقبولهم نداء قائد الثورة الراحل، مهدوا الطريق للنصر.

آية الله شب زنده دار تابع قائلاً: هذا الحضور التاريخي كان له دور لا مثيل له في تشكيل و انتصر الثورة الإسلامية، و لو لم يكن هناك مشاركة من الشعب، لما تحقق هذا الإنجاز. اليوم أيضًا هذا المبدأ قائم؛ الحفاظ على النظام الإسلامي و منع عودة الأنظمة التابعة يتوقف على استمرار هذا المسار. و أشار إلى أن الجمهورية الإسلامية هي ثمرة جهاد الشعب الإيراني، مؤكدًا: يجب أن يستمر هذا النظام حتى ظهور صاحب العصر و الزمان، أرواحنا فداه، ليُسلم راية هذه الثورة إلى يديه المباركتين.

آية الله شب زنده دار أضاف أيضًا أن اتباع القيادة هو السبيل لحفظ إنجازات الثورة، وقال: كما أن الشعب في زمن الإمام الخميني (ره) سَهل طريق الثورة من خلال تلبية أوامره، يجب أن نواصل الوفاء بهذا العهد اليوم. مسيرة ۲۲ بهمن هي رمز لتجديد البيعة مع أهداف الثورة و إثبات ثبات الشعب الإيراني في مسار الاستقلال و العزة.

آية الله شب زنده دار أشار في حديثه إلى الوضع الدفاعي للبلاد، و قال: "القوات المسلحة في بلادنا، من الجيش و الحرس الثوري إلى باقي القوات الدفاعية، اليوم في وضع غير مسبوق. لقد وصلت علوم التكنولوجيا الدفاعية الإيرانية إلى ذروتها، و أصبح مستوى الردع الوطني في وضعٍ لا يسمح للأعداء بالتعرض لأرضنا.

القوة العسكرية، الاستقلال السياسي و التقدم الاقتصادي؛ استراتيجية استمرار الثورة

و أضاف قائلاً: القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم، في جميع المجالات، تتمتع بقوة و قدرة غير مسبوقة، لا يمكن مقارنتها بالماضي. لقد تحسنت القدرة الدفاعية للبلاد في مختلف الأبعاد، و بالاعتماد على المعرفة المحلية لأبناء هذا الوطن، وصلت إيران إلى آفاق التقدم العلمي و التكنولوجي. هذه الإنجازات تعزز الأمل في المستقبل المشرق و تقضي على المخاوف. و قد أكد القائد الأعلى للثورة على أن هذه الثورة، اعتمادًا على قدراتها الداخلية، ستصل بإذن الله إلى أهدافها السامية.

آية الله شب زنده دار قال: في هذا المسار، أكد قائد الثورة على أن التفاوض مع الأعداء الذين أثبتوا عدم وفائهم عدة مرات و لم يلتزموا بأي اتفاق أو وعد، لن يكون استراتيجية صحيحة. لذا، طالما استمرت سياساتهم العدائية و نقضهم للعهود، فلن يكون للتفاوض معهم أي نتيجة. لكن إذا قرروا في يوم من الأيام تغيير مسارهم و أثبتوا صدقهم في العمل، و كان قائد النظام يرى أن ذلك مناسب، فسيتم اتخاذ القرار المناسب.

و أضاف: إن انتصار و استمرار الثورة الإسلامية مرتبط بالاتباع التام للقيادة الحكيمة للثورة و حركة منسجمة من الحكومة و المسؤولين و جميع شرائح المجتمع في المسار الذي حدده قائد الثورة. يجب أن تكون أنظار الجميع موجهة إلى التوجيه الحكيم للقائد، لكي يحقق البلد عزة و قوة و يصل إلى النقطة التي ينشدها.

و في ختام حديثه، صرح آية الله شب زنده دار قائلاً: لقد أكد قائد الثورة أيضًا على ضرورة الاهتمام بالروحانيات و التمسك بالقيم الإلهية، و هو يأمل أن يكون إلى جانب هذه المبادئ، أن يتمتع البلد بالرفاهية المادية أيضًا. من خلال انتعاش الاقتصاد، ستُحَلّ المشاكل المعيشية لفئات المجتمع المختلفة و يصل مستوى الحياة إلى مستوى مقبول، ليتمكن الشعب الإيراني، في ظل هذا النظام الإلهي، من الاستفادة من سعادة الدنيا و الآخرة.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha