بحسب مراسل وكالة أنباء الحوزة في أردبيل، فقد ألقى حجة الإسلام و المسلمين سيد حسن عاملي، ممثل الولي الفقيه في محافظة أردبيل، خطبة صلاة الجمعة لهذا الأسبوع في مصلى أردبيل، بحضور واسع لمختلف شرائح المجتمع. و في خطبته الأولى، التي تزامنت مع أيام عشرة الفجر، قال: "نحمد الله آلاف المرات على أن الثورة الإسلامية الإيرانية بلغت عامها السادس و الأربعين. خلال هذه السنوات، حاول العدو مرارًا التنبؤ بزوال الثورة، لكن جميع توقعاته ارتدت عليه. لطالما زعموا أن الثورة الإسلامية ستصبح مجرد أسطورة، لكنهم هم من تحولوا إلى أسطورة. و كما قال الله تعالى في كتابه الكريم:
﴿فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾
و أضاف: "منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة، قالوا إننا سنودّعها قريبًا، لكن منذ أربعة عقود، الثورة هي التي تودّعهم! الساسة الأمريكيون و الصهاينة تمنوا كثيرًا أن يستيقظوا يومًا ليجدوا إيران قد مُحيت من الخريطة. حتى أن أحد الأشخاص في أذربيجان صرّح بأنه سيمحو إيران من الخارطة! لكنهم هم من زالوا، بينما إيراننا العزيزة ما زالت صامدة وشامخة."
و تابع قائلًا: "لقد قال الإمام علي (عليه السلام) لابنه الإمام الحسن (عليه السلام): وَ إِيَّاكَ وَالِاتِّكَالَ عَلَى الْمُنَى فَإِنَّهَا بَضَائِعُ النَّوْكَى (إياك أن تعتمد على الأماني، فإنها بضاعة السفهاء)."
و أكد إمام جمعة أردبيل أن "كل من يريد أن يرى معجزة في زماننا، فلينظر إلى بقاء الجمهورية الإسلامية. رغم كل الضغوط، والتآمر، و الحصار الاقتصادي، و التكنولوجي، و الدوائي، لا تزال الثورة الإسلامية صامدة و قوية."
و أشار إلى أن "الأعداء كانوا يظنون أن قدوم ترامب سيُغيّر كل شيء لصالحهم، لكنه كان كارثة نزلت عليهم. فقد قطع ميزانيتهم لثلاثة أشهر، و الآن يطردون موظفيهم بشكل جماعي، و يغلقون شركاتهم، و صرخاتهم تصدح في السماء. وكما قال الله في حق أمثالهم:
﴿وَ أَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ﴾
﴿فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ﴾
و أضاف: "الآن كل هؤلاء الأعداء يترقبون يوم ٢٢ بهمن (ذكرى انتصار الثورة الإسلامية). صحيح أن الشعب يعاني من المشكلات الاقتصادية، لكنه لن يُسلّم بلاده إلى أعداء وقحين يزعمون أن الشر متأصل في جينات الإيرانيين. هذا الشعب لن يسمح أبدًا للأعداء بالسيطرة على ثرواته و أرضه، و لن يضعهم في موقف يمكنهم من التسلط عليه.
و تابع: "حينما كان جنود ابن زياد يهمّون بإعدام هاني بن عروة، طلبوا منه أن يحني عنقه لتسهل عليهم ضرب عنقه بالسيف، لكنه أجابهم بكل شجاعة: لن أُمكّن عدوي من نفسي أبداً. نحن شيعة الإمام الحسين (عليه السلام)، الذي حاصره أعداؤه بأشد حصار في التاريخ، لكنه ظل يتحدث عن النصر قائلاً:
"مَنْ لَحِقَ بِي اسْتُشْهِدَ، وَمَنْ لَمْ يَلْحَقْ بِي لَمْ يُدْرِكْ الْفَتْحَ"
و اختتم إمام جمعة أردبيل خطبته بالقول: "إن يوم ٢٢ بهمن هو عرضٌ للقوة الوطنية، و رسالة واضحة لردع أطماع الأعداء. لقد اعترف بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي السابق، الذي يُعد صهيونيًا يهوديًا، قائلاً: لقد أخطأنا في حساباتنا بشأن الثورة الإسلامية في إيران، فهذه الثورة تمتلك أنصارًا أقوياء داخل البلاد. وهذا هو الفضل الذي شهد به الأعداء."
و أكد عضو مجلس خبراء القيادة قائلاً: "نحن في أيام عشرة الفجر، و هذه المناسبة تطرح سؤالًا مهمًا لا بد من الإجابة عليه، و هو: لماذا قمنا بالثورة؟ إن الجيل الجديد يتساءل عن هذا الأمر، و يجب على المؤسسات الثقافية أن تقدم إجابة علمية و فنية واضحة لهذا السؤال. لذلك، سأخصص خطبتيْن قادمتين للحديث عن هذا الموضوع المهم.
كنتُ ممن خرجوا إلى الشوارع في عام ١٣٥٧هـ.ش (١٩٧٩م)، و سأوضح السبب ليطلع الجيل الجديد: لو كان مكاننا، فهل كان سيمتنع عن الثورة؟
أولًا: قضية الحفاظ على وحدة الأراضي
بقي لنا فقط ثلث الأراضي التي كانت تحت سيطرة الدولة الصفوية، بينما قام القاجاريون و البهلويون ببيع ثلثي أراضي إيران الكبرى بالمزاد العلني. بذل البهلوي الأول و الثاني كل ما في وسعهما في هذا المجال، و تحتاج ساعات لتوضيح جرائمهم بحق وحدة الأراضي. كان لديهم ثلاثة مبادئ فيما يخص الأراضي الإيرانية:
١. عدم أهمية الأراضي غير ذات الجدوى الاقتصادية
كانوا يرون أن المناطق غير المربحة لا تستحق الدفاع عنها، بل يجب تسليمها للجيران. وهكذا، خلال فترة رضا شاه، تم فصل مناطق واسعة من شرق إيران، بما في ذلك أجزاء كبيرة من سيستان وبلوشستان، بحجة أنها غير صالحة للرعي!
٢. إرضاء الجيران أهم من وحدة الأراضي
تنازل رضا شاه عن جبل آرارات و سلسلة جبال تمتد ٨٠٠ كيلومتر شمال إيران إلى أتاتورك، بحجة أن الصداقة مع تركيا أهم من وحدة أراضي إيران! و كانت هذه الصفقة سببًا مباشرًا في أزمة ممر زنگزور اليوم. أحد القوميين قال: لو صنعنا مئات التماثيل لأتاتورك مقابل استيلائه على هذه المنطقة، لما وفيناه حقه!
٣. تنفيذ أوامر بريطانيا وأمريكا
إذا أمرت بريطانيا و أمريكا بتقسيم البلاد، فيجب التنفيذ فورًا، و عدم مواجهة القوى العظمى! بناءً على هذه السياسة، تم فصل البحرين عن إيران بقرار أمريكي، كي تكون قاعدة عسكرية لهم في المنطقة.
كارثة معاهدة سعد آباد
هذه كارثة تستحق البكاء دمًا! كان الهدف منها إنشاء حزامٍ أمني ضد الاتحاد السوفيتي، عبر تشكيل تحالف يضم أفغانستان، إيران، تركيا، و العراق، لكن الثمن كان أراضي إيرانية! فأخذت بريطانيا من إيران أراضي لتقديمها إلى هذه الدول، لإقناعها بمعاداة الاتحاد السوفيتي:
منحت أفغانستان: سهل نااميد
منحت تركيا: جبل آرارات وسلسلة جبال بطول ٨٠٠ كم
منحت العراق: كامل نهر أروند رود (شط العرب)، ما أدى لاحقًا إلى حرب السنوات الثمانية.
و النتيجة؟ كل هذه الدول حصلت على أراضٍ، بينما رضا شاه لم يحصل على شيء، وكان هو الضحية الأكبر في هذه المعاهدة. سأذكر باقي العوامل في الخطبة القادمة.
في الخطبة الثانية: تهنئة بمولد الإمام الحسين (ع) و أبي الفضل العباس (ع)
هنّأ حجة الإسلام و المسلمين عاملي الأمة الإسلامية بمولد الإمام الحسين (ع) وأبي الفضل العباس (ع)، و قال:
نبارك للأمة الإسلامية يوم الحرس الثوري الإيراني، فهو مؤسسة وُلدت من نداء الإمام الحسين (ع) "هل من ناصر ينصرني؟""
و أضاف: "الإمام الخميني (قده) اختار يوم ميلاد الإمام الحسين (ع) ليكون يوم الحرس الثوري، إشارةً إلى أن رسالة الحرس هي رسالة عاشورائية، تتجلى فيها التوحيد، الغيرة، العزة، الشجاعة، التضحية، الفداء، البصيرة والإخلاص. لقد تأسس الحرس ليكون السد الحامي للبلاد، وهو اليوم أكثر الجيوش مثاليةً في العالم، فهو عسكري، ثقافي، علمي، إنساني، وعمراني، و دائمًا في الخطوط الأمامية في الكوارث و الطوارئ.
و أشار إلى أن الحرس "قدم ثلاث مرات جميع أفراده فداءً للبلاد، و حقق هيبةً كبرى إقليميًا ودوليًا، بفضل شجاعته و قوته العلمية".
يوم الجريح.. تحية للأبطال
"نبارك ليوم الجريح، و نوجه التحية للجرحى و أسرهم، و خاصة الأمهات و الآباء و الزوجات و الأبناء. إن كل لحظة من حياتهم هي عبادة، فقد ضحّوا بصحتهم من أجل الدين و العزة و الوطن، و هذه عبادة لا يمكننا حتى تصورها! هؤلاء الأبطال هم الشهداء الأحياء و أولياء نعمة الأمة.
كل درجة من الإصابة و التضحية لها مرتبة خاصة عند الله، خاصةً في الآخرة. أهل العافية حين يرون مكانة المبتلين، يتمنون قائلين: "ليتنا في الدنيا كنا نُقطع بالمقص إربًا إربًا"، فكيف بمن ضحى لأجل الدين والقرآن؟ هؤلاء أثبتوا صدق إيمانهم، و الله تعالى يسأل الصادقين عن صدقهم يوم القيامة:
﴿لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ﴾
انتقاد لزيارة وزير الطرق إلى أردبيل
"نشكر الوزير المحترم لزيارته لتفقد سكة حديد أردبيل،
وختم أطالب الإدارة العليا و النواب بأن يوضحوا للضيوف أهمية هذه الزيارات!
خطيب الجمعة في أردبيل يتحدث عن عودة أهل غزة و لبنان إلى منازلهم المدمرة
أشار خطيب الجمعة في أردبيل إلى عودة الفلسطينيين المهجرين إلى شمال غزة، و عودة اللبنانيين المهجرين إلى جنوب لبنان، و قال:
"لقد أثبتت هذه العودة أن إسرائيل، رغم ٤٧٠ يومًا من الجرائم، لم تحقق أيًّا من أهدافها، و أن جميع جهودها ذهبت سدى. إن جنود الاحتلال الإسرائيلي، حين انسحبوا من خط "نتساريم" أو مفترق "الشهداء" بين شمال غزة وجنوبها، كان لهم الحق في أن يبكوا بحرقة، لأنهم أدركوا أنهم انهزموا أمام صمود المقاومة. و هذا دليل على حيوية المقاومة و نشاطها، و أن الله صادق في وعده: "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"
و أضاف: "في المقابل، لا يزال المستوطنون الفارّون من مستوطنات غلاف غزة ومنطقة الحدود مع لبنان عاجزين عن العودة إلى بيوتهم، لأن الأمن لم يُستَتبّ هناك بعد. كان رهانهم على أن تقضي إسرائيل على حزب الله، لكنها لم تفلح، و كانوا يأملون أن تدمّر إسرائيل كتائب القسام وسرايا القدس، لكنها فشلت أيضًا. المستوطنون اليوم يقولون: "قد يندلع طوفان أقصى جديد في أي لحظة، لذا لا يمكننا العودة إلى مستوطنات غلاف غزة أو حدود لبنان"، و هم في خوفٍ شديد من الضربات الصاروخية القادمة من جنوب لبنان."
نصر الله: أيام النصر قادمة بإذن الله
و قال حجة الإسلام والمسلمين عاملي: "في خطابه الأخير، تمنّى السيد حسن نصر الله الشهادة، و لقاء الله، و مرافقة الصالحين، و قال بثقة: "يوم لك ويوم عليك، و أيام نصرنا قادمة ووشيكة بإذن الله، و الأيام بيننا". هذا التفاؤل و هذه الرؤية من ذلك القائد العظيم أمرٌ مذهل حقًا! و اليوم، نرى تحقق ما كان قد تنبأ به السيد حسن نصر الله."
و أضاف: "هذا الانتصار يُعتبر حجة على الدول العربية و الإسلامية التي خذلت فلسطين، وسلكت طريق الخنوع و التخاذل، فلم تحرك ساكنًا، و لم تدن حتى جرائم إسرائيل المروعة، و لم توقف إمداداتها إليها، بل لم تُظهر حتى موقفًا رمزيًا من الغضب أو الاستياء! و ويلٌ لهم، ثم ويلٌ لهم، يوم يقفون أمام الديان، أمام الله الواحد القهار الجبار.
قرآنٌ كشف حقيقتهم!
و قال: "لقد أخبرنا الله عن هؤلاء في كتابه الكريم، فقال: "فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ" (المائدة: ٥٢)، أي أنهم يسارعون إلى أمريكا و إسرائيل، و يبررون فعلتهم بقولهم: إن لم نفعل ذلك، سنقع تحت الحصار!... و كلمة "دائرة" في هذه الآية تعني في لغتنا المعاصرة "الحصار! لكن المظلومين في غزة و لبنان أثبتوا أنه بالإمكان هزيمة إسرائيل، أو بالأحرى، هزيمة أمريكا التي تتجسد في هيئة الصهاينة.
يوم المظلوم أشد على الظالم
و أكد خطيب الجمعة في أردبيل: "سيأتي يوم الحساب، حيث ستقف خمسون ألف امرأة وطفل فلسطيني أمام هؤلاء الملوك والرؤساء، مطالبين بحقوقهم. يوم المظلوم أصعب بكثير من يوم الظالم، فقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "يَوْمُ الْمَظْلُومِ عَلَى الظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ الظَّالِمِ عَلَى الْمَظْلُومِ"، وقال أيضًا: "يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم".
و أضاف: "إسرائيل أُجبرت على إطلاق سراح أسير قضى أربعين عامًا في سجونها، و ما أشد الصدمة عندما نرى أن من بين الأسرى المحررين ثلاثين طفلًا! أيّ جيش هذا الذي يخاف من الأطفال و يزجّ بهم في السجون؟ لا يمكن وصفه إلا بأنه جيش مهزوم!"
و أشار إلى الأسير الفلسطيني ثائر حماد، الملقب بـ"قناص عيون الحرامية"، الذي حُكم عليه بالسجن ٢٧٦ عامًا، أي ما يعادل ١١ حكما بالسجن المؤبد!
ثم وجه خطابه إلى قادة إسرائيل و كل الحكام الذين يعتقلون الأبرياء ظلمًا، و قال: "سأقرأ لكم حديثًا، و كل طاغية يسمعه، إن كان في قلبه ذرة من الإيمان بالآخرة، فليُطلق فورًا سراح الأبرياء الذين ظلمهم!"
رسالة من الإمام الكاظم (ع) إلى الطغاة
و کمل خطيب الجمعة بقصة عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، حين أرسل الخليفة هارون الرشيد شخصًا ليستطلع أحواله في السجن، فقال الإمام (ع):
"قل لهارون: كل يومٍ يمرّ من هذه الأيام الصعبة عليّ، يمرّ يومٌ من أيامك الهانئة أيضًا، حتى يأتي اليوم الذي نلتقي فيه في محضر الله الواحد القهار، و هناك سيدرك أهل الباطل أنهم كانوا في خسران مبين!"
ثم علّق خطيب الجمعة قائلًا: "هذه رسالة الإمام الكاظم (ع) إلى كل الحكام الذين يسجنون الأبرياء ظلماً. إن الفظائع التي نسمعها عن بعض السجون اليوم، لهي أفعال مخيفة و بشعة. لكن ليعلم الطغاة أن لكل ظلمٍ نهاية، و أن يوم المظلوم قادمٌ لا محالة!
حجة الإسلام والمسلمين عاملي: سنوار واجه الاحتلال حتى آخر رمق، لكن الدول العربية لم تدعم فلسطين و لو بعصا!
قال حجة الإسلام و المسلمين عاملي: "السنوار، و هو مضرجٌ بدمائه، مرتديًا لباس الشهادة الأحمر، و في لحظاته الأخيرة، ألقى عصاه نحو الطائرة المُسيّرة الإسرائيلية! هذه الحركة تحمل معاني عظيمة، و كأنها رسالة تقول: "افعل كل ما تستطيع فعله"، لكن للأسف، لم تقدّم الدول الإسلامية و العربية حتى مقدار عصًا من الدعم للشعب الفلسطيني! و الله سيحاسبهم على ذلك في يوم الحساب الرهيب."
و أضاف: "في قضية عودة اللاجئين، هناك أمرٌ أدهش العالم؛ و هو أن هذا الشعب يعود إلى وطنه رغم الدمار و الخراب، رغم أن منازلهم قد سُوّيت بالأرض، و رغم أنهم فقدوا كل ما جمعوه في حياتهم. و لكن العجيب أنهم لا يلومون قادة حماس أو قادة "طوفان الأقصى"، و لا يشتكون منهم، لأنهم يدركون أن الاستقلال و السيادة الوطنية و حماية الوطن تحتاج إلى تضحيات عظيمة!"
إسرائيل لم تستطع إخافة الشعب الفلسطيني واللبناني!
و تابع خطيب الجمعة في أردبيل: "تحرك أهالي غزة نحو الشمال، و تحرك اللاجئين اللبنانيين نحو قراهم الحدودية، رغم أن إسرائيل حذّرتهم من الاقتراب، كان خطوةً جريئة و خطيرة، لأن الخطر كان قائمًا في كل لحظة، كما حصل عندما قصفت إسرائيل العائدين إلى جنوب لبنان و قتلت ٢٤ شخصًا. لكن هذه العودة تحمل رسالة قوية؛ أولًا: أن إسرائيل، رغم المجازر التي ارتكبتها، لم تستطع ترهيب الشعبين الفلسطيني واللبناني، و ثانيًا: أن صاحب الأرض دائمًا أقوى من الغاصب. لقد أثبت هؤلاء الأبطال أن الاستسلام و التسوية و الخوف لا وجود لها في قاموس الشعوب الحرة."
و أضاف: "هذا الأسبوع، كان من المفترض أن تنسحب إسرائيل وفقًا للاتفاق، لكنها رفضت الانسحاب. و طبقًا للقانون، كان على الجيش اللبناني فرض تنفيذ الاتفاق، لكن إسرائيل رفضت ذلك، و لم يكن هناك خيارٌ سوى دخول حزب الله إلى الساحة. و لكن المفاجأة كانت أن الشعب اللبناني الغيور لم ينتظر أحدًا، بل اندفع كالطوفان نحو المناطق المحتلة، مما أجبر إسرائيل على الفرار بدلًا من المواجهة! هذه الخطوة الشجاعة ذات قيمة استثنائية، وتشكل نموذجًا يُحتذى به لكل الشعوب الحرة."
إسرائيل اعترفت بحماس من خلال المفاوضات!
و قال: "إسرائيل كانت تزعم أن هدفها من الحرب هو القضاء على حماس، و تحرير الأسرى الإسرائيليين بالقوة، لكنها فشلت في تحقيق ذلك عبر الحرب، و اضطرت إلى الجلوس مع حماس على طاولة المفاوضات و التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى! و هذا يعني أن إسرائيل، رغم إنكارها، قد اعترفت فعليًا بحركة حماس كطرفٍ سياسي لا يمكن تجاوزه.
أمريكا تحمي المجرمين وتحارب العدالة الدولية
و تابع قائلًا: هذا الأسبوع، أثبت مجلس الشيوخ الأمريكي أن الحكومة الأمريكية لم يبق فيها أثرٌ من الضمير الإنساني، فقد أقرّ قانونًا لمكافحة "المحاكم غير الشرعية، و المقصود بها المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق نتنياهو!
و أوضح: وفقًا لهذا القانون، فإن أي محكمة تفتح تحقيقًا ضد مواطن أمريكي، أو ضد أي مواطن من الدول الحليفة لأمريكا، أو تصدر مذكرة اعتقال، أو تحاكمه، ستتعرض لعقوبات اقتصادية وسياسية! وهذا يُجسّد بوضوح مقولة "السلطة المطلقة تؤدي إلى الفساد المطلق"، و هي مقولة تنطبق تمامًا على الإدارات الأمريكية."
العالم بحاجة إلى قضاء مستقل لتحقيق العدالة
و ختم بالقول: إن استقلال القضاء هو الأساس الذي ترتكز عليه العدالة في العالم، و إذا فُقد هذا الاستقلال، فهذا يعني أننا نودّع العدل في هذا العالم. لكننا مؤمنون بأن النهاية ستكون خيّرة، و أن الله سبحانه و تعالى سيبعث من يملأ الأرض قسطًا و عدلًا بعد أن ملئت ظلمًا و جورًا.
تعليقك