الأربعاء 2 يوليو 2025 - 20:47
آية الله العظمى مكارم الشيرازي: حقوق الإنسان التي يتغنى بها الغرب تعني الجرائم وقتل الآلاف من النساء والأطفال

وكالة الحوزة - أكد سماحة آية الله مكارم الشيرازي أن حقوق الإنسان التي يتبجح بها الغرب مفهوم أجوف وخادع، فهُم لا يؤمنون بكرامة الإنسان ولا يلتزمون بالمبادئ التي يدّعونها.

وكالة أنباء الحوزة - في رسالة وجّهها إلى المؤتمر الدولي العاشر لنقد حقوق الإنسان الأمريكية، حذّر المرجع الديني سماحة آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي من الانخداع بالشعارات الخادعة للغرب، مشددًا على أن "التعبير السامي لحقوق الإنسان قد تحوّل على مدى سنواتٍ إلى أداةٍ بيد القوى الظالمة والمجرمة لتحقيق مصالحها غير المشروعة، وارتكاب أفظع الجرائم ضد الأمم والشعوب تحت هذه الذريعة، دون مراعاةٍ للضمير الإنساني أو احترامٍ لحقوق البشر". وأوضح أنّ "أوضاع منطقتنا اليوم خير شاهد على هذه الحقيقة".

وأضاف سماحته: "إن مفهوم حقوق الإنسان الذي يروّجه الغرب مفهوم فارغ من المضمون، فهُم لا يؤمنون بكرامة الإنسان ولا يلتزمون بالمبادئ التي ينادون بها. ويجب أن لا نُغفل عن الجرائم المرتكبة في الأيام الأخيرة ضد وطننا الإسلامي، حيث استشهد أبرياء بهجمات غادرة في بيوتهم. ألم يكن لهؤلاء المظلومين الحق في الحياة والأمن؟ هل كانوا في ميدان معركةٍ حتى يُستهدفوا؟!"

ووجّه سماحته نصيحةً إلى جميع المفكرين بأن "يكشفوا عبر التوضيح والبيان الوجه الحقيقي لمدّعي حقوق الإنسان الكذبة أمام الرأي العام العالمي، ولا يسمحوا بانتحال هذا المفهوم السامي وتشويهه على يد من ينتهكونه بأيديهم".

وإليكم تفاصيل الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾

في بداية كلامي، أجد من الواجب إدانة الهجمات الوحشية وغير القانونية التي شنّها كيان "إسرائيل" وأمريكا المجرمة ضد بلدنا العزيز، كما أتقدّم بأحرّ التعازي إلى أُسَر شهداء هذا العدوان، وأشكر جميع المنظّمين والمشاركين في هذا المؤتمر الجليل، راجيًا أن يكون هذا الاجتماع خطوةً فعّالة نحو تحقق حقوق الإنسان الحقيقية.

من منظور الأديان السماوية - ولاسيّما الإسلام - فإن الإنسان مخلوقٌ ذو كرامةٍ وشرف. ولكن إذا انحرف هذا المخلوق عن فطرته والعدل، فنقض الحقوق، يصفه الله تعالى بالظلوم.

لقد أصبح تعبير "حقوق الإنسان" السامي لعبةً بيد القوى الظالمة والمجرمة لسنواتٍ طويلة، ليحقّقوا مصالحهم غير المشروعة تحت هذه الشعارات، وليرتكبوا أبشع المظالم ضد الأمم، دون اكتراثٍ للضمير الإنساني أو احترامٍ لحقوق البشر. وأوضاعُ منطقتنا اليوم خير دليل على ذلك.

في السنة الماضية، شهد العالم أجمع جرائم كيان "إسرائيل" في غزّة، حيث قُتل الآلاف من النساء والأطفال والأبرياء أو شُرّدوا من ديارهم على يد هذا الكيان الذي هو نفسه نتاج الفكر الاستعماري واللاإنساني الغربي.

ويجب أن لا نُغفل عن الجرائم المرتكبة في الأيام الأخيرة ضد وطننا الإسلامي، حيث استُشهد أبرياء بهجمات غادرة في بيوتهم. ألم يكن لهؤلاء المظلومين الحق في الحياة والأمن؟ هل كانوا في ميدان معركةٍ حتى يُستهدفوا؟!

واضحٌ أنّ نظرة الغرب للإنسان وحقوقه نظرةٌ نفعية انتقائية. فهُم ينادون بشعاراتٍ جميلة حيث لا تتعارض مع مصالحهم، فإذا ما تعارضت حقوق الإنسان مع أطماعهم، كانَت أولَ ما يُضحَّى به.

يجب أن لا ننخدع أبدًا بشعارات الغرب الخادعة. فـ"حقوق الإنسان" التي يتغنى بها الغرب مفهومٌ أجوف، فهُم لا يؤمنون بكرامة الإنسان ولا يلتزمون بما يدّعون.

نصيحتي لجميع مفكري هذا المجال أن يكشفوا عبر التوضيح والبيان الوجه الحقيقي لمدّعي حقوق الإنسان الكذبة أمام الرأي العام العالمي، ولا يسمحوا بانتحال هذا المفهوم السامي وتشويهه على يد من ينتهكونه بأيديهم.

وفي الختام، بينما أعبر عن اشمئزازي من جرائم هذا الكيان المزيف وحماته الغربيين - ولاسيّما حكومة أمريكا - وأعزّي أُسَر الشهداء المظلومين في المنطقة، وخاصة مواطنينا الأعزاء الذين استشهدوا على يد الصهيونية العالمية وأنصارها، أهنئ الشعب المقاوم والقوات المسلحة على صمودهم في مواجهة المعتدين، وأسأل الله تعالى أن يمنح الأمّة الإسلامية أمنًا مستقرًا، وأن يحقق النصر النهائي للمظلومين على المستكبرين.

والسلام عليكم ورحمة الله

قم - ناصر مكارم الشيرازي

لمراجعة الرسالة باللغة الفارسية اضغط هنا.

المحرر: أ. د

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha