و بحسب تقرير وكالة أنباء الحوزة، فقد ألقى آية الله محمود رجبي، عضو المجلس الأعلى للحوزات العلمية، كلمة في حفل افتتاح البرنامج الدراسي، التعرّف على النظام الفكري لقائد الثورة الإسلامية في الإسلام السياسي، الذي أقيم في مدرسة آية الله العظمى بهجت (رحمه الله)، حيث قدّم شرحاً تمهيدياً حول العلوم الإنسانية في فكر قائد الثورة.
و أكّد رئيس مؤسسة الإمام الخميني (رحمه الله) للتعليم والبحث العلمي أن المعرفة الحقيقية بالله تتحقق عندما يسعى الإنسان إلى معرفة الله وفقاً للحديث المروي عن الإمام الباقر (عليه السلام ) : « إِنَّمَا يَعْبُدُ اللَّهَ مَنْ يَعْرِفُ اللَّهَ، فَأَمَّا مَنْ لَا يَعْرِفُ اللَّهَ فَإِنَّمَا يَعْبُدُهُ هَكَذَا ضَلَالًا »
قلتُ: جُعلتُ فداك، فما معرفة الله؟ قال: « تصديقُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتصديقُ رسولهِ، وَمَوَالاَةُ عَلِيٍّ، وَالائْتِمَامُ بِهِ وَبِأَئِمَّةِ الهُدَى، وَالبَرَاءَةُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَدُوِّهِمْ، هَكَذَا يُعْرَفُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ »
و أوضح آية الله رجبي أن معرفة الله تتطلب الوعي بالطريق الموصل إلى القرب الإلهي، مشيراً إلى أن معرفة هذا الطريق وحدها ليست كافية، بل إن الدافع للسير فيه أكثر أهمية. و استناداً إلى الحديث الشريف، فإن حب أهل البيت (عليهم السلام) هو المحرك الذي يدفع الإنسان للسير في طريق معرفة الله.
معرفة الله من خلال النبي وأهل البيت (عليهم السلام ):
و تابع عضو مجلس خبراء القيادة قائلاً: من يظنّ أنه يمكنه معرفة الله تعالى دون معرفة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأهل البيت (عليهم السلام)، فهو واقع في خطأ كبير. فمعرفة الله لا تتحقق إلا من خلال معرفة النبي (صلى الله عليه وآله) و أهل بيته الطاهرين، و يشترط لذلك موالاتهم و البراءة من أعدائهم
و أشار عضو المجلس الأعلى للحوزات العلمية إلى أن أهل البيت (عليهم السلام) حدّدوا في غياب الإمام المعصوم (عليه السلام) الرجوع إلى ولي الفقيه كمرجع للمسلمين. وفي عصرنا الحالي، فإن قائد الثورة الإسلامية يتحمّل هذه المسؤولية، وكما كان يقول العلامة مصباح (رحمه الله): « لا يوجد أحد يتمتع بشمولية شخصية قائد الثورة الإسلامية، وينبغي علينا أن نعتبر هذه النعمة الإلهية توفيقاً عظيماً ونشكرها بالشكر العملي »
دعوة لدراسة آثار قائد الثورة:
و دعا عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة طلاب العلوم الدينية إلى دراسة آثار قائد الثورة الإسلامية، مؤكداً أنها من أفضل المصادر لمعرفة الله و أهل البيت (عليهم السلام)، و ذلك للتعرّف على الفكر العميق و التوجّه السامي لقائد الثورة فهم الواجب الصحيح من خلال دراسة آثار قائد الثورة الإسلامية.
صرّح آية الله رجبي أن من فوائد دراسة آثار قائد الثورة الإسلامية هو الوصول إلى فهم صحيح للواجب، حيث قال: يجب علينا أن نعرف واجباتنا وأن نعمل وفقها. و كما قال الإمام الخميني (رحمه الله): نحن مكلّفون بأداء الواجب، وعلينا أن نترك النتائج لله تعالى. و من بركات وجود قائد الثورة الإسلامية أننا بفضله نستطيع أن نفهم واجباتنا بشكل أفضل، لأن الإنسان إذا لم يدرك واجبه، فلن يتمكن من الحضور في الوقت المناسب في الميادين و الساحات
تحديد احتياجات المجتمع شرطٌ ضروري لهداية الناس
و أشار إلى أن تحديد احتياجات المجتمع يُعدّ شرطاً أساسياً لهداية الناس، و استشهد بالآية الكريمة: هُوَ ٱلَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلْهُدَى وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ ( الصف: 9 )
و قال آية الله رجبي: إن هداية الآخرين تتطلب التعرف على احتياجات أفراد المجتمع، ووفقاً لهذه الآية فإن رسالتنا تشمل العالم بأسره. ومن المصادر التي يمكنها تعريفنا بهذه الاحتياجات هي آثار قائد الثورة.
التوسّل بالإمام المهدي للحفاظ على سلامة الطريق و في ختام حديثه، قال عضو المجلس الأعلى للحوزات العلمية: إن الشيطان يسعى دائماً إلى إحداث خلل في الأعمال العظيمة، لذا يجب علينا كطلاب علوم دينية أن نلجأ يومياً إلى الإمام المهدي (أرواحنا فداه) بالتوسّل، كي نحظى بحفظ الله و نبقى في مأمن من الأضرار في طريقنا.
تعليقك