وفقاً لوكالة الأنباء الحوزة، قال آية الله أعرافي، مدير الحوزات العلمية في ايران ، اليوم (السبت 25 كانون الثاني 2025) ، خلال افتتاح الاجتماع الدولي للمدراء مراكز التعليمية والبحوث العلمية في علوم ودراسات الإسلامية ، المنعقد في قاعة الشيخ المفيد (ره) بجامعة قم: في عصرنا الجديد، نشهد دراسات حديثة في مجال علم الأديان والعلوم التي ترتبط بالدين مشيراً إلي أن هذه الأنشطة نشأت بصفتها دراسات متعلقة بالعلوم الإسلامية أو ظاهرة الدين. هذا الشكل الجديد من الدراسات يستحق الاهتمام والتأمل.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للحوزات العلمية: في العصور السابقة، كان لدينا نوعان من الدراسات الدينية؛ النوع الأول هو الدراسات في مرتبة الاولي المبادئ، التي نستطيع من خلالها الدخول إلى الدين. من المهم أن نلاحظ أن التدين بدون دراسة عقلية، حرة ومستقلة، لا يملك أي مصداقية. أي أن الوصول إلى نطاق الدين، بما في ذلك الإسلام، غير ممكن بدون المبادئ العقلية التي يتم تناولها في الفلسفة وعلم الكلام العقلي
وأكد آية الله أعرافي: إذا أردنا أن يأخذ الدين الطابع العقلي، وأن ينشأ فيه عنصر التعبد، وأن يكون عقلانياً، فإنه يتطلب دراسات تأسيسية. أما النوع الثاني من الدراسات فهو الدراسات التي تأتي بعد قبول الموضوعات الدينية. في هذا المجال، تشكّلت مجموعة واسعة من المعارف الدينية، التي تشمل الكلام النقلي، أو المواضيع المتعلقة بالشريعة والأخلاق والتفسير والحديث.
وأشار مدير الحوزات العلمية إلى نوع ثالث من الدراسات الدينية التي نمت في العصر المعاصر واكتسب أهمية كبيرة، وقال: الدراسات ما بعد الدينية تمثل اتجاهاً جديداً، حيث يتناول الباحث الدين كحقل معرفي. هذا المنهج المتأخر، في بعض الأحيان، يتطرق إلى المصادر والمراجع. في مجال الدراسات الإسلامية، يجب أن تكون لدينا أنشطة جادة في مجالات الدراسات السابقة للدين، والدراسات الدينية، وما بعد الدينية.
وأوضح عضو مجلس خبراء القيادة: في عصرنا الحالي، نرى نمواً للدراسات ما بعد الدينية، وهي ذات قيمة، لكنها أحياناً تُمنح اهتماماً مفرطاً أو تُهمل تماماً. كما أن الدراسات المقارنة تمتلك أهمية كبيرة في هذا المجال. دراسات الأديان والمذاهب لها مكانة خاصة ويمكن أن تفتح مجالات جديدة. لذلك، ينبغي تطويرها لتُساهم في حل القضايا وفتح آفاق جديدة.
وأضاف آية الله أعرافي: من الضروري إجراء دراسات مقارنة في مجال العلوم الإنسانية وغير الإنسانية وعلاقتها بالدين.
من دون شك، نحن بحاجة إلى تنشيط الدراسات الإسلامية. في عصرنا الحالي، دخلت العلوم والمعارف في منافسة مع العلوم الدينية، وعلينا أن يكون لدينا ما نقوله في هذه المنافسة، وأن ندخل في نقاشات حول المصاديق. من المهم أن نلاحظ أن الدراسات المقارنة تفتح آفاقاً جديدة يمكن أن تُساهم في العلوم الأخرى.
وأكد مدير الحوزات العلمية: هناك تنوع في المناهج والأساليب البحثية في العلوم الإسلامية.
في العالم الحديث، لدينا العديد من أساليب البحث والدراسة، و التي تُستخدم البعض منها في العلوم الإسلامية.
لدينا في جوف المفاهيم الدين علم الأصول، الذي يتمتع بمنهج عمره ألف عام و له قواعد، ولا يمكن لأي بحث إسلامي أن يكون متقناً وكاملاً من دون معرفة علم الأصول.
و أشار آية الله أعرافي: الاكتفاء بما لدينا من مناهج و عدم الانفتاح على المناهج الجديدة ليس صحيحاً. إن أيّ موضوع جديد في العالم يساهم في فهم الكتاب والسنة والدين، و يضيف شيئاً إلى المنهجية، يجب أن يُعتبر ذا قيمة وأهمية.
و أكد عضو المجلس الأعلى للحوزات العلمية على ضرورة استخدام التقنيات الحديثة في الدراسات الإسلامية : و في هذا الصدد، يجب الاستفادة من التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح. يجب أن تنعكس التحولات العلمية والتقنية في العلوم والمعارف مع التأمل والمراقبة اللازمة. التحولات التقنية الجديدة ليست مجرد أدوات، بل إنها أوجدت أبعاداً جديدة. ونحن نعاني من ضعف في هذا المجال.
وقال عضو مجلس خبراء القيادة: المعلومات المنتجة في العلوم الإسلامية ليست متاحة للعامة. يمكن لهذا الاجتماع أن يتخذ قراراً أساسياً لتحرير هذه المعلومات، و جعلها متاحة، واستخدامها في مشاريع أساسية ضمن إطار التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، مما يُحدث تحولات كبرى في الدراسات الإسلامية.
وأشار آية الله أعرافي إلى أن التقنيات الحديثة يمكن أن تكون موضوعاً وأداةً ومغيّرة للظروف، وينبغي الانتباه إليها. الآفاق أمام الدراسات الإسلامية واسعة. إن تطبيق الدراسات المتنوعة في التدين ونشر الدين ومعرفة الدين قد بدأ بالفعل، ويمكن تعميقه، لكننا لم نولِه اهتماماً كافياً
و قال مدير الحوزات العلمية: التواصل بين المراكز الإسلامية في إيران و العالم يمكن أن يُشكل خطوات أن يحقق تقدماً كبيراً في هذا المجال. آملاً أن يفضي هذا الاجتماع إلى نتائج علمية وعملية وتوصيات جادة في هذا الميدان والمجالات الأخرى.
تعليقك