وكالة أنباء الحوزة - قال الشيخ «جواد ریاض» العالم الأزهري في مصر خلال مقابلة صحفية مع مراسلنا: شهر رمضان هو فرصة حقيقية لمواجهة ما يراد للأمة من شر فالمسلم يعلم أن تقبل الصيام يعتمد على ترك أى بغض وكراهية وحقد وحسد لأخيه المسلم، وقد وردت بعض الأحاديث والآثار التي توضح هذا المعني فقد ورد في صيام النوافل الاثنين والخميس قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر الله عز وجل لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا [صحيح مسلم]، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يصوم هذين اليومين، فما بالنا بصيام الفريضة ورفع الأعمال؛ ولذلك كان الإسلام حريصا على أن يؤدي الصيام إلى ترك كل ما يؤجج بين المسلم وبين أخيه إلى الفرقة، ويسعى إلى كل ما يؤدى إلى الوحدة .
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة: هل يمكن أن نجعل هذا الشهر محطة للتلاقي والتسامح والخروج من الخلافات والعمل لمصلحة الأمة ووحدته الاسلامية؟
هذا الشهر أعتبره شخصيا شهر الوحدة، فكل المسلمين يشتركون في الاحتفال بهذا الشهر بدايته ونهايته يقرون بفرضيته، ويصلون بالليل تقربا إلى ربهم يبدأون صومهم بطلوع الفجر، ويبدأون الفطور بالليل بعد أذان المغرب، ويقرأون القرآن ويتضرعون إلى الرحمن، فقد جمعهم الله تعالى في وقت واحد.
فالصيام ورمضان فيه وحدة للأمة فلا يشارك في هذه الوحدة غير المسلمين، كما أن فيه صياما للجوارح عن كل ما يغضب الله: صيام اللسان عن الغيبة والنميمة واللغو وكل ما يؤدي إلى الفتن، صيام الفكر والخواطر عما يشغل الإنسان المسلم برمي أخيه بذنب، صيام عن الهوى والانحراف، هذا كله يجرنا إلى مصالح الأمة إذا إن الصائمين يقفون موقف التقى الذي يبتغي رضا الله تعالى والأخوة الإسلامية.
الحوزة: كيف يمكن استخدام فرصة شهر رمضان لمواجهة التحديات والمؤامرات ضد الامة وترك الاحقاد وبث الفتن وإعتماد الحوار والتلاقي لحل الخلافات؟
شهر رمضان هو فرصة حقيقية لمواجهة ما يراد للأمة من شر فالمسلم يعلم أن تقبل الصيام يعتمد على ترك أى بغض وكراهية وحقد وحسد لأخيه المسلم، وقد وردت بعض الأحاديث والآثار التي توضح هذا المعني فقد ورد في صيام النوافل الاثنين والخميس قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر الله عز وجل لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا [صحيح مسلم]، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يصوم هذين اليومين، فما بالنا بصيام الفريضة ورفع الأعمال؛ ولذلك كان الإسلام حريصا على أن يؤدي الصيام إلى ترك كل ما يؤجج بين المسلم وبين أخيه إلى الفرقة، ويسعى إلى كل ما يؤدى إلى الوحدة .
الحوزة: كيف يمكن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته في تحرير القدس وكل فلسطين ومساندة الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه مع استلهام عن المعنوية في شهر رمضان؟
الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني واجب في كل وقت، لكن هذا الجو الروحاني وهذا القرب من الله فرصة معنوية كبيرة؛ لأن نساعد هذا الشعب بكل قوة لتحرير أرضه: بالكلمة والمال والنفس من استطاع إلى ذلك سبيلا فقد ورد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم "، وإن مما دعت إليه الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين والملتقى العلمائي العالمي من أجل فلسطين حشد التأييد لهذا الشعب وتفعيل دور المسلمين وخاصة العلماء في خدمة هذه القضية، وقد عمل مع العديد من المؤسسات العلمائية تعريفا بحقيقة ما يجري في فلسطين وتزامنا مع الذكرى السنوية ليوم الأرض الفلسطيني والذي يوافق 30 آذار من كل عام، فإنه دعا إلى تخصيص خطبة الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك للحديث عن الأرض وفلسطين .
الحوزة: كيف ترى مستقبل مشروع التطبيع مع العدو والخيانة والاصطفاف مع العدو ضد الامة ومقدساتها وهو طعنة مسمومة في قلب الامة؟
التطبيع يخالف شريعتنا الغراء، ولا يخفي ذلك على مسلم عاقل، لكن البعض يتخذ من التطبيع وسيلة للوصول إلى هدفه الفاني العاجل (والآخرة خير وأبقى) فالاصطفاف مع العدو لا شك أنه يكون ضد صفوف المسلمين، ويؤخر الوصول إلى الحق واسترداد الأرض وإن شاء الله تعالى سيكون مستقبل التطبيع إلى هوان وإلى ضياع في الدنيا والآخرة .
الحوزة: م اهو رأيكم عن التصالح بين ايران والسعودية وبلدان العربية الأخرى وتاثيره على المنطقة؟
التصالح بين إيران والسعودية يسعد كل مسلم يريد الحق ويريد القوة ويريد المحافظة على المقدسات ويريد تخويف العدو ووقوعه في الحيرة والقلق لا شك أن هذا التصالح يؤدي ـ إن شاء الله تعالى ـ إلى الوحدة وإلى القوة خاصة أنها خطوة مباركة تشجع الدول العربية والإسلامية الأخرى إلى هذا التضامن وهي خطوة نحو قوة المسلمين وضعف أعدائهم .