وكالة أنباء الحوزة - وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُواْ فِي ٱلْأَرْضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ))
(البقرة – ١١) صدق الله العلي العظيم
بين الفينة والاخرى تنطلق الاقلام والافلام وتصدح الحناجر ويرتفع النهيق بتوجيه الاهانات الى عظماء البشرية وعصارتها الذين اختارهم الله تعالى سادةً وقادةً للبشرية كلها ، فتارةً يهينون السيد المسيح عليه وعلى امه صلوات الله تعالى وسلامه وأخرى يُوجّهون سهامهم الى سيد الاولين والاخرين محمد بين عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم وهكذا دواليك يخالون انهم بهذه الافعال الشنيعة والاعمال القبيحة التي ان دلت على شيء فإنما تدل على إفلاسهم وتعاستهم وسقوطهم عن القيم والانسانية – يستطيعون القضاء على قادة الانسانية ورجالاتها الافذاذ المهذّبين محاولةٌ منهم لإرباك البشرية واعاقتها عن الاقتداء في سيرهم وسلوكهم بهؤلاء المقدسين العظام تمهيداً لنشر الفسق والفجور والمثليّة في صفوف المجتمعات بعد ابعادهم عن رسالات السماء ومدارسها العظمىٰ واليوم – واستمراراً لأهدافهم المهينة – أهانت مجلة شارلي ابدو الفرنسية شخصيةً فذةً وقامةً شامخةً من عظماء هذه الامة بل رمزاً كبيراً من رموز البشرية وهو القائد العظيم سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الاسلامية المباركة – دامت بركاته – ظناً منها بأن البحر يتنجس بلعق الكلاب ولم يعلموا ان الامر كما قال شاعر العرب المتنبي :
وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ
وكما قال شاعر الفيحاء الشفهيني :
إن يحسِدوك على علاك فإنما متسافلُ الدرجاتِ يحسِدُ مَن علا
ونحن – اذ نُسفّه أحلامهم وتشبثهم بالذرائع الخائبة والخاسرة كحُريّة الرأي والتعبير المزعومة .
نشجب هذه التحركات البائسة ونطالب السلطات الرسمية في فرنسا ان لا تُعرّض الشعوب – على اثر سياساتها الغاشمة – للعداوة والبغضاء والمزيد من التوترات الاجتماعية فإن البشرية – اليوم – بأمس الحاجة الى الهدوء والسكون والطمأنينة كما نرجوا محاسبة هؤلاء المعتدين على القيم والاديان والمصلحين تحت ذريعة الحرية ، فالحرية التي تؤدي الى اهانة الآخرين هي – في الواقع – الارهاب الفكري والاخلاقي الذي يكون مقدمة للإرهاب العسكري والامني الخطيرين .
ثم من الدناءة والحقارة ان تُتخّذ الاختلافات السياسية ذريعةً لإهانة رجال العلم والاصلاح رجال الدين والمبادئ .
حقاً إنه سقوط مُدّوي للإنسانية في الغرب الى الدركات السفلي ، وها هي يد الغيب الربانية تمتد لتنتقم من الظالمين والمداهنين للمظلومين ونستجير بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا.
وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
خادم الشريعة الغرّاء : عبد الصاحب الموسوي