وكالة أنباء الحوزة - التقى جمعٌ من أهالي محافظة أصفهان صباح اليوم السّبت 19/11/2022 بالإمام الخامنئي. وفي كلمته، قال قائد الثورة الإسلاميّة إنّ الغربيّين نهبوا طوال أكثر من قرنين العالم بمنطق الديمقراطيّة الليبراليّة، وإنّ مشكلة الدول المستكبرة مع الجمهوريّة الإسلاميّة هي أنّه حين تتقدّم إيران وتزدهر يبطل منطق الديمقراطيّة الليبراليّة في العالم الغربي. وأضاف سماحته أنه كلما كان صدى اقتدار الجمهورية الإسلامية أعلى في العالم، كانت مساعي العدو إلى خدشها أكبر.
التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، اليوم السبت 19/11/2022، بالمئات من أهالي محافظة أصفهان، متحدثاً عن اصطفاف الاستكبار ضد الشعب الإيراني، وقال: «وظّف الاستكبار في اصطفافه ضد الشعب الإيراني، عبر تكثيف سياسة المعاداة لإيران، إمكاناته كلها لبث اليأس وانسداد الأفق في أذهان الناس وبخاصة الشباب... المشكلة الرئيسية للاستكبار مع الجمهورية الإسلامية هي أنه إذا تقدم هذا النظام وأظهر نفسه في العالم، فسوف يُبطَل منطق الديمقراطية الليبرالية في العالم الغربي».
وتابع سماحته بسؤاله: كيف نتقدم؟، مجيباً: «قالوا: التقدم يتطلب أدوات متعددة، ولكن أهم أداة للتقدم هي الأمل، ولذلك تمركزَ العدو بكل قوته من أجل بث اليأس وانسداد الأفق».
وعدّ الإمام الخامنئي أن أحد المؤشرات الأساسية لمحبة إيران هو بث الأمل، وأضاف: «أولئك الذين يبثون اليأس وانسداد الأفق هم معادون لإيران ولا يمكنهم ادعاء المحبة لإيران».
وبالإشارة إلى هيمنة العالم الغربي على دول مختلفة بمنطق الديمقراطية الليبرالية، قال سماحته: «لقد نهبوا موارد البلدان طوال القرون الثلاثة الماضية بذريعة انعدام الحرية أو الديمقراطية، فغدت أوروبا الفقيرة غنية على حساب تعاسة الكثير من الدول الغنية. الآن منح نظام قائم على الدين والسيادة الشعبية الحقيقية في إيران هوية لشعبه وأحياهم، وفي الواقع، أبطل منطق الديمقراطية الليبرالية الغربية».
وأشار سماحته إلى حيلة الغربيين الذين يعملون ضد الحرية والسيادة الشعبية في البلدان باسم الحرية والديمقراطية، وقال: «أفغانستان هي مثال قريب وبارز، فقد هجم الأمريكيون عسكرياً عليها بذريعة أن الحكومة غير شعبية، وبعد عشرين عاماً من الجرائم والنهب، وصلت الحكومة نفسها التي عملوا ضدها إلى السلطة، وخرجوا بتلك الفضاحة».
ولفت الإمام الخامنئي إلى أنه «لو استسلمت الجمهورية الإسلامية في مواجهة أمريكا والاستكبار ورضخت لغطرستهم وتجبّرهم، لقلّت الضغوط، لكنهم كانوا سيتسلطون على البلاد»، مضيفاً: «في هذه السنوات، كلما علا صدى اقتدار الجمهورية الإسلامية أكثر، كانت مساعي العدو إلى خدش النظام الإسلامي أكبر».
وأكمل سماحته: «إن التحدي الأساسي والحالي لبلدنا هو المتمثل في "التقدم والتوقف والركود والتخلف"، فنحن في حالة تقدم، لكن القوى المستكبرة مضطربة ومستاءة من تقدم إيران الإسلامية ومغتاظة أيضاً. بسبب هذا الاستياء والغضب، يدخل الأمريكيون والأوروبيون الميدان بالإمكانات كلها، لكنهم يخسؤون في فعل أي شيء، وكما لم يتمكنوا من فعل شي من قبل، لن يتمكنوا في المستقبل أيضاً».
ولفتَ قائد الثورة الإسلامية إلى أنه في الصراع الرئيسي القائم بين إيران والاستكبار تقف أمريكا في المقدمة وأوروبا وراءها، قائلاً: «طوال السنوات التي أعقبت انتصار الثورة الإسلامية، وقف جميع الرؤساء الأمريكيين ضد جمهورية إيران الإسلامية وطلبوا المساعدة من كل ما استطاعوا، بما في ذلك الكيان الصهيوني بوصفه كلبهم المسعور وبعض دول المنطقة. ورغم هذه المساعي كلها، فشل أعداء الشعب في نتيجة الأمر».
في جزء آخر من حديثه، رأى سماحته أن الهدف الأساسي لمحرّكي مسارح أعمال الشغب الأخيرة هو جلب الشعب إلى الميدان. وقال: «الآن بعد أن لم يتمكنوا من جلب الناس إلى الميدان، يمارسون الشرور حتى يتمكنوا من إرهاق المسؤولين. بالطبع هم مخطئون، لأن هذه الشرور تجعل الناس يتعبون ويكرهونهم وينفرون منهم أكثر».
وأردف الإمام الخامنئي في هذا الصدد: «سوف تُلملم بساط الشرور دون شك، وسيواصل الشعب الإيراني المضي قدماً في ميدان تقدم البلاد أكثر قوة وبروح أكثر حيوية». كما رأى أن القدرة على صناعة الفرص من التهديدات هي جزء من طبيعة أيّ شعب مؤمن، وأشار إلى بعض نماذج التقدم والتحرّك إلى الأمام في الأسابيع الأخيرة بالقول: «توصل العلماء الإيرانيون إلى طريقة جديدة لعلاج سرطان الدم، وصناعة إحدى معدات استخراج النفط والغاز محلياً، وافتتاح سكة الحديد في جزء من سيستان وبلوشستان، وهو جزء مهم من السكك الحديدية بين الشمال والجنوب، وافتتاح مصانع، وتدشين أول مصفاة خارج حدود البلاد، وتشغيل 6 محطات للكهرباء، وإزاحة الستار عن أحد أكبر التلسكوبات في العالم، وإطلاق صاروخ حامل للأقمار الاصطناعية، وإزاحة الستار عن صاروخ جديد... كلها نماذج على حركة البلاد نحو الأمام، وذلك في زمن يسعى العدو إلى التصدي لهذه الحركة عبر أعمال الشغب».
ورأى سماحته أن الفرصة الأخرى التي انبثقت من قلب أعمال الشغب هي انكشاف مديري المسارح الذين يدّعون الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني، وأضاف: «العداء مع كل المطالب والمقدسات لدى الشعب الإيراني، أي العداء للإسلام، وحرق القرآن، وإحراق المساجد، والعداء لإيران، وحرق علم البلاد، والإساءة إلى النشيد الوطني... قد كشفَ وجوه مديري المسارح الحقيقيين. هم يدّعون أنهم إلى جانب الشعب الإيراني، في حين أن الشعب الإيراني "شعب مسلم" و"شعب القرآن والإمام الحسين". هل الذين يمارسون تلك الإهانة والإساءة للإمام الحسين والأربعين والمسيرة المليونية يقفون إلى جانب الشعب؟».
في جزء آخر من حديثه، أشار قائد الثورة الإسلامية إلى فرقتي الإمام الحسين (ع) والنجف في خلقهما الحماسة كونهما فرقتين من محافظة أصفهان، وأضاف: «تقديم ما يقارب 24 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى والمحررين ووجود عائلات مشرّفة قدمت من 2 إلى 7 شهداء إلى الإسلام والثورة وإيران هي وثائق افتخار ودلالات على الهوية الثورية والجهادية لمحافظة أصفهان، وصون هذا الإرث العظيم واجب كل شخص لديه ضمير».
وقال سماحته في إشارة إلى تشييع جثامين نحو 360 شهيداً في أصفهان في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1982: «كان يمكن لهذا العدد من الشباب الغارقين بدمائهم أن يشلّ مدينة بسبب الألم والحزن، لكنّ الأصفهانيين أرسلوا بروح ودوافع إيمانية مضاعفة المزيد من الشباب إلى الجبهة في ذلك اليوم نفسه، وأطلقوا القافلة العظيمة لمساعداتهم نحو مناطق الحرب».
رمز الخبر: 366893
١٩ نوفمبر ٢٠٢٢ - ٢٢:١٥
- الطباعة
وكالة أنباء الحوزة - قال قائد الثورة الإسلاميّة إنّ الغربيّين نهبوا طوال أكثر من قرنين العالم بمنطق الديمقراطيّة الليبراليّة، وإنّ مشكلة الدول المستكبرة مع الجمهوريّة الإسلاميّة هي أنّه حين تتقدّم إيران وتزدهر يبطل منطق الديمقراطيّة الليبراليّة في العالم الغربي.