۹ فروردین ۱۴۰۳ |۱۸ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 28, 2024
شیخ عبد المهدی کربلایی متولی شرعی حرم امام حسین (علیه السلام) و نماینده آیت الله سیستانی

وكالة الحوزة - أكد ممثل المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي إن الإمام الحسين عَبرة وعِبرة، أشار قائلا: “ها هي أيام اللوعة والحزن والمصاب تطل علينا من جديد والقلوب المفجوعة والنفوس المحزونة تستعد لإحيائها بما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه واله والأئمة الاطهار عليهم السلام”.

وكالة أنباء الحوزة - وتابع إن “الإمام الحسين عليه السلام عَبرة وعِبرة ولكي نهيء القلوب والنفوس للعبرة ثم نردفها بالعبرة فلنستذكر ما حال السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام حينما تنظر إلى جسد ولدها الحسين مقطعا إربا إربا ورأسه مرفوع على القنا وبناته سبايا يسوقهن الأعداء من بلد إلى بلد”.
وأضاف “نستشهد بمقطع من قصيدة للشاعر دعبل الخزاعي، الذي يصف بها مشهد يبكي القلوب ويسبل الدموع (أفاطم لو خلت الحسين مجدلا وقد مات عطشانا بشط فرات.. إذا للطمت الخد فاطم عنده وأجريت دمع العين في الوجنات).
مبينا في حديثه للمعزين قائلا إذا كانت فاطمة الزهراء تلطم خدها على ولدها الحسين فماذا انتم تفعلون”.
وأردف في حديثه مستشهدا بمقطع آخر قائلا “يصف شاعر آخر الكيفية التي رض بها صدر الحسين عليه السلام بقوله (حَيْث الْحسَيْن على الثرى خيل العدى طحنت ضلوعه)، مبينا إن الشاعر لم يقل كسرت ضلوعه بل طحنت ضلوعه وهي إشارة إلى عدد المرات التي رض بها صدر الإمام الحسين.
وتابع “لكن لا أستطيع أن أصف حال فاطمة الزهراء عليها السلام حينما ترى بناتها المخدرات زينب وأم كلثوم وفاطمة وهن يتراكضن من خيمة إلى خيمة ثم يسوقهن الأعداء سبايا من بلد إلى بلد والسجاد قد أدماه الم القيود واحرق وجوههن لهيب الشمس”.
ونوه الكربلائي قائلا “أيها المفجوعون إن النبي محمد صلى الله عليه واله بشر السيدة الزهراء عليها السلام ببكائكم ولوعتكم ومصابكم.
مبينا إن “السيدة الزهراء عليها السلام لما اشتد بكائها بعد أن اخبرها أبوها بمقتل ولدها الحسين عليه السلام في زمان خال منها ومن الإمام علي فأراد أن يخفف عنها لوعة المصاب فبشرها بان نساء ورجال أمتك سيبكون على أولادك ويجددون العزاء جيلا بعد جيل في كل سنة وعام”.
وأشار قائلا “ها هم شيعتك يا فاطمة الزهراء من النساء والرجال يوفون بما وعدك رسول الله صلى اله عليه واله، يا فاطمة الزهراء هذه الجموع تناديك يا مولاتي قري عينا فها هم شيعتك يندبون ويبكون ولدك الحسين وأهل بيته إلى يوم القيامة، ويا سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء نرفع أيدينا بالرجاء والتضرع إلى الله تعالى ألا تنسينا يوم القيامة، اذكري دموعنا وحزننا عند رسول الله، اذكري هذه الدموع والأحزان عند رسول الله ولا تنسي شيعتك يوم العرض الأكبر.

احياء عاشوراء الحقيقي بالابتعاد عن قذف بعضنا البعض والتحارب من اجل المصالح الدنيوية

وجه المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة للشباب والشابات والشيوخ المفجوعون بالإمام الحسين (ع) قائلا "ماذا يريد منا الامام الحسين عليه السلام وكربلاء الحسين، غير البكاء والنحيب واللطم؟!".

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان "الامام الحسين عليه السلام يريد منا جميعا ان نتحمل المسؤولية في الحفاظ على هذه الثورة الحسينية المباركة وان نعمل ليلا ونهارا لإصلاح أنفسنا واهالينا واسرنا وامتنا وان نكون صادقين بدموعنا ومصابنا، وان نحافظ على صلواتنا وعباداتنا وان نحفظ حقوق الاخرين، ونرعى حرمة الأموال العامة والخاصة ونصون اعراضنا".

وأضاف ان " الدموع هذه يحبها الله تعالى ورسوله والامام الحسين عليه السلام في حال بكينا على ذنوبنا ومعاصينا وآثامنا التي نجاهر الله تعالى بها، وعملنا على تطهير القلوب من الأحقاد والحسد والتكبر والغرور والنفاق".

وأشار الى ان "الامام الحسين عليه السلام يريد منا الابتعاد عن التناحر والعداء والتفرقة لأمور دنيوية تافهة".

واكد "ان احياء عاشوراء الحقيقي والصادق ان نبتعد عن ان يقذف بعضنا البعض الاخر بالتهم الباطلة والسباب والشتم والتحارب من اجل المصالح الدنيوية".

ولفت الى ان كربلاء الحسين تريد منا احياء فريضة هي من أعظم الفرائض الإسلامية وهي احياء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في شوارعنا واسواقنا ومدارسنا وجامعاتنا وبيوتنا واسرنا وفي مدننا المقدسة وفي داخل أنفسنا".

وتابع ان "الامام الحسين عليه السلام يريد منا ان تطهر اسواقنا ومعاملاتنا من الحرام والربا والغش والحلف الكاذب، ويريد منا ان نواجه الغزو الثقافي الذي يحاول من خلاله الأعداء مسخ هويتنا وانتمائنا وجوهر رسالتنا، وان نصمد امامه بأنفسنا وان نتخلق بأخلاق وآداب امتنا".

واختتم "ايتها النساء المفجوعات، ان كربلاء الحسين تريد منكن ان تحافظن على حجابكن وستركن وعفتكن في تصرفاتكن وملابسكن ومظاهركن، باجتناب مظاهر الزينة المحرمة، وان يكون النصح والحرص بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالموعظة الحسنة حتى تكن من أنصار الامام الحسين عليه السلام".

ارسال التعليق

You are replying to: .