وكالة أنباء الحوزة - ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي حواراً مع العضو السياسي في حركة أنصار الله في اليمن السيد علي القحوم، حيث يتحدّث السيد القحوم حول تجربته الشخصيّة مع سفير جمهوريّة الإسلاميّة في اليمن المرحوم السيد حسن إيرلو، ويتطرّق إلى العلاقة التي كانت تربطه به قبل أن يصبح سفيراً والاجراءات التي اتخذها المرحوم في اليمن لتقديم المساعدات والخدمات الاجتماعيّة، ويلفت إلى أنّ أموال النفط السعوديّة أعمت الأمم المتّحدة والدول الغربية وجعلتهم يتجاهلون حقوق الإنسان.
*وصف الإمام الخامنئي في بيان التعزية إثر استشهاد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى اليمن السيد «حسن إيرلو» بأنه سفير «مجاهد وكفؤ». أخبرونا عن تجربتكم في تعاطيكم الشخصي معه.
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. رحمة الله على الشهيد «حسن إيرلو» رحمة الأبرار. طبعاً بالنسبة للإجابة على السؤال الأول فيما يتعلق بتجربتنا في العلاقة الشخصية مع السيد الحاج «حسن إيرلو» لابد من القول إنها تجربة كبيرة. كنا نعرف هذا الرجل بمقامه الطيّب، بأخلاقه الرفيعة وبتوجهاته الجهادية والكبيرة، كان همه الأول والأخير كيف يقدّم أيّ مساعدة، يعمل ما يعمل، من أجل اليمنيين ورفع المعاناة عن الشعب اليمني، فهو شخصية فريدة وشخصية كانت تعمل بكل ثقة، ولديه اهتمامات واسعة. يعمل وهو مؤمن بشكل كبير بالقضية وبمظلومية الشعب اليمني، فلذلك كانت تجربتنا وعلاقتنا الشخصية معه كبيرة. كنّا نلتقي به في الكثير من المرّات ونطلعه على الكثير من المواقف، أي أنّه كان يتابع ويراقب المشهد السياسي اليمني، وكان يحاول أن يساعد في الكثير من المواقف، ولذلك نحن كنّا نقدم له الشكر الكبير على مواقفه وعلى اهتماماته الكبيرة فرحمة الله تخشاه. نحن فقدنا شخصية مهمّة وكبيرة ولا يسعنا في هذا المجال إلا أن نقدم الرحمة لهذا الشهيد ونتقدم بالتعازي لأسرة هذا الشهيد وللجمهورية الإسلامية وللإمام «علي الخامنئي» ولكل قيادة إيران وللجميع.
*كما تعلم، قبل أن يُعيّن سفيراً في اليمن، كان فعّالاً جداً في مجال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني المظلوم. يرجى إخبارنا عن أنشطته وأيضاً عن الإجراءات التي اتخذها بعد إقامته في اليمن لتقديم المساعدة والخدمات الاجتماعية.
نعم كنا نتابع الحاج حسن - رحمه الله - قبل أن يُعين سفيراً للجمهورية الإسلامية الإيرانية في صنعاء، وكان يعمل في مجال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني المظلوم، وفي أنشطة أخرى أي أنشطة إنسانية بحتة تساعد الشعب اليمني في رفع المعاناة عنه. فكان تقديمه للمساعدات والخدمات الاجتماعية مستمراً، وكنّا نتابعه ونتواصل معه في تلك المرحلة قبل أن يُعين [سفيراً]، وكان موقفه موقفاً إنسانياً بحتاً فكان يمثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
*بعد تواجده في اليمن كدبلوماسي وسفير للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الجمهورية اليمنية، كيف كان دوره في الساحة السياسية والحل الدبلوماسي للقضية اليمنية الدبلوماسي بمحورية اليمنيين؟
طبعا بعد تواجد الحاج «حسن إيرلو» - رحمة الله تخشاه - في اليمن كدبلوماسي وسفير للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الجمهورية اليمنية، كانت له أدوار محورية في الساحة السياسية والحل الدبلوماسي للقضية اليمنية بمحورية اليمنيين حيث كان يتبنى القضايا اليمنية، وكان يعمل من أجل اليمنيين. لم يتجاوز العرف الدبلوماسي، كان يحترم العرف الدبلوماسي ويعمل وفق العرف الدبلوماسي. ورغم الضجيج الإعلامي ورغم ما كان يمارسه الأعداء في التواصل الإجتماعي وفي الإعلام من عملية التشويه ضد «الحاج حسن»، لكنه كان يمضي ثابتاً في مواقفه من أجل أن يقدّم الخدمات، ومن أجل أن يقدم مواقف مساندة للمظلومية اليمنية.
*استهدفت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية العديد من المواقع الاستراتيجية السعودية في السنوات الماضية رداً على اعتداءاتها على الشعب اليمني، وتقوم حالياً هذه القوات من الجيش واللجان بتحرير الأجزاء الاستراتيجية المحتلة من اليمن. ما الأسباب والعوامل التي جعلت التحالف السعودي عاجزاً عن محاصرة الشعب اليمني؟
بالنسبة للإجابة على السؤال الرابع يمكنني القول نعم لقد إستهدفت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية العديد من المواقع الاستراتيجية السعودية. وهذا كان ردّاً على الاعتداءات على الشعب اليمني وعلى البلد، كل البلد. إنّ مواقف للجيش واللجان الشعبية ثابتة في تحرير أجزاء إستراتيجية ومناطق كانت دول العدوان ودول الاحتلال والمرتزقة قد احتلوها ودنّسوها، فكانت للجيش واللجان الشعبية مواقف بطولية في تحرير هذه المناطق، وزمام المبادرة كانت بأيديهم. الأسباب والعوامل التي جعلت التحالف السعودي عاجزاً عن محاصرة الشعب اليمني هو أنه فشل خلال 7 سنوات من عدوانه، ولم يستطع العدو أن يحقّق أيّ شيء إلا القتل والدمار ضد الشعبي اليمني وخابت آمال السعودية ومن ورائهم الأمريكان والصهاينة والبريطانيين والفرنسيين وغيرهم من المتآمرين على الشعب اليمني. فسبع سنوات كانت، ومازالت، أنموذج صمود للشعب اليمني، إرادة وقوة وقيادة وحكمة. فبفضل الله وبفضل حكمة القيادة وبفضل إرادة الجيش واللجان الشعبية تخطينا المصائب ورسمنا المعادلات وصنعنا السلاح الإستراتيجي الكاسر للتوازن، وردّينا على دول العدوان وقصفنا العمق السعودي، ولا زالت الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية مستمرة في قصف العمق السعودي ردّاً على عدوانه مادام العدوان والحصار مستمر.
*رفعت أمريكا والعديد من الحكومات الغربية شعار الدفاع عن حقوق الإنسان وادعاء «الدفاع عن حقوق النساء والأطفال». لكننا نرى أنه وفي حين يعتدي التحالف السعودي على اليمن منذ نحو 7 سنوات، تلتزم هذه الجهات الصمت أو تدعم المعتدي، كما أن الأمم المتحدة تعاطت مع الشعب اليمني بنفس الطريقة. كيف تقيّمون أسباب هذه المعايير المزدوجة؟
الحقيقة هي أن أمريكا والعديد من الحكومات الغربية رفعت شعار الدفاع عن حقوق الإنسان وهذه الشعارات هي شعارات زائفة وزائفة وزائفة. في اليمن ضاعت البوصلة الإنسانية، فالأمم المتحدة، وكذلك مجلس حقوق الإنسان وكذلك كل من يدّعي ويرفع الشعارات الإنسانية من دول ومن حكومات ومن منظمات، كلها أضاعت البوصلة. لأن النفط السعودي أعمى، والأموال السعودية أعمت هذه الدول وجعلتهم لا يتحدثون عمّا تمارسه السعودية من جرائم في اليمن. فلا وجود لحقوق الإنسان ولا للدفاع عن حقوق الطفل والإنسان لدى [الأمم المتحدة والحكومات الغربية]، فكلها تبخّرت وهم وقفوا مع الجلّاد ضد الضحية وصمتوا أمام العدوان السعودي على اليمن، وبالرغم من ممارسة الدمار والقتل والإجرام الممتد في اليمن خلال السنوات العديدة، إلاّ أنهم لم يتحرّكوا ولم يتحدّثوا، بل في المقابل يدينون إذا كان هناك رد يماني عبر صواريخ بالستية أو طائرات مسيرة أو أيّ عملية يمنيّة ردّاً على السعودية في عدوانها. نرى الضجيج الإعلامي ونرى الإدانات تنهمر من هنا ومن هناك من أجل ألاّ يرد الشعب اليمني على هذا العدوان.