۱ آذر ۱۴۰۳ |۱۹ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 21, 2024
الدكتور راشد الراشد

وكالة الحوزة - قال المحلل السياسي البحراني: الشهيد سليماني لم يرى في الدبلوماسية والعلاقات الدولية الا واحدة من أدوات وسائل سيطرة الدول الاستكبارية وهيمنتها على العالم. ولذلك كان جهده ينصب في مشروع ”التصدي والمقاومة“ وجعل الديبلوماسية والعلاقات الدولية تخدم هذا المشروع بأن تقوم بحمايته والدفاع عنه كقيمة أصيلة يجب أن تتمتع بها كافة شعوب الأرض للدفاع عن كرامتها وسيادتها ضد مشاريع الإحتلال والهيمنة والسيطرة للقوى الأجنبية.

قال الدكتور راشد الراشد الناشط والمحلل السياسي البحراني خلال مقابلة مع مراسل وكالة أنباء الحوزة: يمثل فكر وثقافة المقاومة الركيزة الأساسية في فكر قائد ومفجر الثورة الإسلامية الإمام الراحل العظيم روح الله الموسوي الخميني ”رضوان الله تعالي علىه“ والذي كان مشحوناً بما يكفي من الثقة والقناعة بأن المقاومة هي السبيل الوحيد لقطع دابر الاستكبار والهيمنة. لقد اهتم الإمامان القائدان السيدان الخميني ”قدّس سره“ والخامنئي ”دام ظله الوارف“ بالمقاومة كخيار استراتيجي أوحد للدفاع عن الكرامة وحماية وصيانة مقدرات الأمة واهتما بنفس القدر بسائر العلوم الإنسانية والمهنية كالاجتماع والإقتصاد والسياسة والهندسة والكيمياء والفيزياء والرياضيات وغيرها من العلوم لكن بقناعة إن جميع العلوم رغم أهميتها من غير حماية أو من غير كرامة لا قيمة لها ولا يمكن أن تحقق للأمة أي إنجاز يذكر ولذلك كانت المقاومة هي المشروع الأساسي للدفاع عن الكرامة وحماية السيادة والتي يمكن من خلالهما الإنطلاق إلي برامج التنمية المتنوعة والمتعددة لتحقق أفضل الإنجازات وأوسعها. وهذا ما نلاحظ بأن الثورة الإسلامية قد حققتها وما تزال حتى هذه اللحظة.

و فيما يلي نص المقابلة:

الحوزة: ما هو تأثير خطاب المقاومة للشهيد قاسم سليماني في الشرق الأوسط؟
الحقيقة إن الشهيد سليماني لا يمثل مجرد خطاب للمقاومة وإنما تجربة مقاومة غنية وثرية متحركة على الأرض، فقد أقام الشهيد بنياناً راسخاً وصرحاً عملاقاً للمقاومة يمشي بعزة وشموخ على الأرض ولذلك فإن تأثيراته ما تزال ترسم توازنات مهمة في المنطقة والساحة الدولية وتتجاوز إلي حد بعيد ما يمكن أن يتم الحديث حوله من نظريات حول المقاومة وما يتصل بها من ثقافة الشجاعة والصبر في مواجهة الظلم والإستكبار. لقد ربي جيلاً ذهبياً من المقاومين الشرفاء وفي دول عدة تقع علىهم اليوم كل آمال وتطلعات الأمة في التحرير والتخلص من هيمنة الاستكبار وقوي الظلام في معظم بلادنا الإسلامية المترامية الأطراف.

الحوزة: ما هو موقع المقاومة في فك ر وعمل الإمام الخميني وقائد الثورة ودور الفكر المقاوم في العلوم الأخري؟
يمثل فكر وثقافة المقاومة الركيزة الأساسية في فكر قائد ومفجر الثورة الإسلامية الإمام الراحل العظيم روح الله الموسوي الخميني ”رضوان الله تعالي علىه“ والذي كان مشحوناً بما يكفي من الثقة والقناعة بأن المقاومة هي السبيل الوحيد لقطع دابر الاستكبار والهيمنة. لقد اهتم الإمامان القائدان السيدان الخميني ”قدّس سره“ والخامنئي ”دام ظله الوارف“ بالمقاومة كخيار استراتيجي أوحد للدفاع عن الكرامة وحماية وصيانة مقدرات الأمة واهتما بنفس القدر بسائر العلوم الإنسانية والمهنية كالاجتماع والإقتصاد والسياسة والهندسة والكيمياء والفيزياء والرياضيات وغيرها من العلوم لكن بقناعة إن جميع العلوم رغم أهميتها من غير حماية أو من غير كرامة لا قيمة لها ولا يمكن أن تحقق للأمة أي إنجاز يذكر ولذلك كانت المقاومة هي المشروع الأساسي للدفاع عن الكرامة وحماية السيادة والتي يمكن من خلالهما الإنطلاق إلي برامج التنمية المتنوعة والمتعددة لتحقق أفضل الإنجازات وأوسعها. وهذا ما نلاحظ بأن الثورة الإسلامية قد حققتها وما تزال حتى هذه اللحظة.
إن الأمة التي تفقد بفعل الهيمنة والسيطرة علىها من قبل قوي الاستكبار كرامتها وسيادتها فإن أية علوم غير علم وفن المقاومة لن يجعلها قادرة للدفاع عن الكرامة ولا السيادة وإنما ستظل عاجزة حتى من الاستفادة من مخرجات تلك العلوم بما يسهم في إحداث نهضة حقيقية وواقعية تتصدر من خلالها قائمة الإبداع بين الأمم. كما تبقي المقاومة هي الحصن الحصين الذي يمكن من خلالها حماية المنجزات والمكتسبات التي تحققها الأمة خلال نهضتها للتقدّم والرّيادة، وبدون فكر وثقافة المقاومة لا قيمة لأي شيء خاصة مع حدوث العجز بدون المقاومة للدفاع عن الكرامة وحفظ السيادة وحماية المكتسبات.

٣.ما هي حيلة العدو لكسر مقاومة الأمم والحكومات؟
بتبع الاستكبار العالمي العديد من الوسائل لكسر إرادة الأمة وتحطيم كل ما يمكن أن يبقي لديها من روح متطلعة نحو الاستقلال والعزة والحرية والكرامة لتسهل علىه مهمة السيطرة والهيمنة على مجتمعاتنا والتحكم في مقدراتها منها إشعال الحروب بغرض السيطرة المطلقة على مقدرات الأمور أو بغرض الإنهاك والاستنزاف حتى تتم عملية الخضوع لإرادته. كما يستفيد الاستكبار من زرع الأنظمة العملية والمأجورة التي تقوم بمهمة شرطي الحراسة على النظام الاجتماعي وتصبح الدولة مخترقة بالكامل وخاضعة للسيطرة والتحكم بشكل مطلق للاستكبار ويكون من هم في السلطة مجرد أدوات تنفيذية لمخططات الدول الإستكبارية. كما تلجأ دول الاستكبار في حال عجزها من السيطرة من خلال اشعال الحروب والمواجهات الساخنة إلي الحروب الناعمة والتي تهدف إلي خلق التشكيك بكل ما هو قائم ومستقر في المجتمع. كما تلجأ في معظم الأحايين إلي إستخدام سلاح الفتن كالطائفية والعنصرية والاثنية لتمزيق المجتمع ومحاولة الدخول بين الأطراف المتصارعة كقوي مناصرة لطرف دون بقية الأطراف بغية الإمعان في الاستنزاف والتدمير أو كأطراف بيدها الحلول السحرية لإنهاء الصراعات البينية في المجتمع الواحد.
لقد فطنت المقاومة التي أقام بنيانها الشهيد الحاج قاسم سليماني إلي جل ألاعيب دول الاستكبار العالمي وقام بالتركيز على مجابهته بصورة مباشرة مع الانتباه الجيد بعدم الوقوع في أي من مصائد الاستكبار لحرف بوصلة المقاومة من مكانها الصحيح. وبذلك نجح الشهيد سليماني في إفشال كل مخططات الدول الإستكبارية للسيطرة والهيمنة على عدد من بلدان المنطقة، كما فشلوا هم في حرف بوصلة المقاومة عن مسارها وموقع تمركزها كرأس حربة في مجابهة مشاريع السيطرة والهيمنة.

الحوزة: ما هي طريقة استخدام الدبلوماسية السياسية للمقاومة وشرح أفكار مقاومة الشهيد قاسم سليماني في الدبلوماسية والعلاقات الدولية؟
في تقديرنا بأن الشهيد سليماني لم يري في الديبلوماسية والعلاقات الدولية الا واحدة من أدوات ووسائل سيطرة الدول الاستكبارية وهيمنتها على العالم. ولذلك كان جهده ينصب في مشروع ”التصدي والمقاومة“ وجعل الديبلوماسية والعلاقات الدولية تخدم هذا المشروع بأن تقوم بحمايته والدفاع عنه كقيمة أصيلة يجب أن تتمتع بها كافة شعوب الأرض للدفاع عن كرامتها وسيادتها ضد مشاريع الإحتلال والهيمنة والسيطرة للقوي الأجنبية. وهكذا كان الشهيد الحاج سليماني مشروعاً رسالياً ضخماً ومتكاملاً في مواجهة كل مشاريع وادوات الهيمنة والسيطرة، ولذلك لم يجدو خياراً سوي تصفيته جسدياً كمحاولة ظنوا من خلالها أنهم يستطيعون إنهاء وجود مشروعه الاستراتيجي الذي يقوم أساساً على ركيزة المقاومة والتصدي لكل مشاريع الهيمنة والإستغلال والسيطرة. بل بوسعنا القول اليوم بأن واحدة من أهم إنجازات الشهيد سليماني هو أنه أسقط بمقاومته وشهادته الحمراء كل قناع كان يتستر به الغرب كالمجتمع الدولي والعلاقات الديبلوماسية وكشف إنما هما جزء أساسي من أدوات ووسائل الهيمنة والسيطرة على العالم والتي رأي واجب الصمود والثبات من أجل مقاومة قوي الشر التي تريد السيطرة والهيمنة على بلداننا والتحكم في مقدراتها وثرواتها.

الحوزة: ما هي العلاقة بين الطبيعة الفوضوية للعالم وجبهة المقاومة وتوازن القوي في الشرق الأوسط، وما هو تحليلكم لليونة البطولية في استراتيجية المقاومة الإسلامية؟
لا توجد علاقة طبيعية بين الجبهة التي تمثل عنوان المقاومة والدفاع عن العزة والكرامة والسيادة والجبهة التي تمثل قوي السيطرة والهيمنة والنفوذ في العالم. فهناك طرف يريد بما يمتلكه من أسباب القوة أن يرفض سيطرته ونفوذه وتحكمه بمقدرات الأمور في بلداننا كأمر واقع وهناك من ينطلق تحت قيم أخلاقية رفيعة متصلة بضرورة وواجب الدفاع عن المقدّسات والأوطان وحفظ السيادة والكرامة، وشتان ما بين الإثنين. وفي تقديرنا بأنه لا ينبغي أن تكون هناك علاقة بأي صيغة كانت الا على أساس الندية والاحترام المتبادل. إن ما تقوم به قوي المقاومة من عمل جبار وكبير في مقاومة قوي الإحتلال في منطقتنا يعكس تماماً رؤية عميقة ترتكز على ضرورة إحترام المجتمعات البشرية لبعضها البعض الآخر على أساس الندية والمساواة، وهي ترفض بفكر وفعل مقاومته أي شكل من أشكال الهيمنة والسيطرة والاحتلال تحت أي منطق ومبرر كان. ولذلك يمكننا القول وبثقة تامة بأن المقاومة اليوم هي من تقف وراء تعزيز ثقافة سيادة الدول وكرامة الأوطان ودفع قوي الشر التي تريد الهيمنة والسيطرة والاستغلال البشع لمقدرات الأمم والموارد.

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha