۹ فروردین ۱۴۰۳ |۱۸ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 28, 2024
رهبر انقلاب

وكالة الحوزة - اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، ان هناك جانب مهم في الحرب الناعمة يريد المستعمرون عبرها جعل الشعوب غافلة عن مواهبها ودفعها الى حد انكار وجود هذه المواهب و المقدرات.

وكالة أنباء الحوزة -  التقى صباح يوم الأربعاء 17/11/2021 جمعٌ من النّخب وأصحاب المواهب المتفوّقة بالإمام الخامنئي في حسينيّة الإمام الخمينيّ (قدّس سرّه). وفي اللقاء وصف قائد الثورة الإسلاميّة النخبويّة بالموهبة والنعمة الإلهيّة التي لا بدّ من شكرها وتقديرها كي لا تضيع، وأشار سماحته إلى أنّ جزء من حرب المستعمرين الدّائمة يرمي إلى جعل الشعوب تغفل عن مواهبها الخاصّة وتصل إلى موضع تُنكر فيه هذه المواهب.
شكر قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في لقاء مع النخب الشّابّة وأصحاب المواهب العلمية المتفوقة، شكرهم على المعلومات المفيدة التي تحدثوا عنها في هذا الاجتماع، ووصف النخبوية بأنها «نعمة إلهية»، قائلاً: «الموهبة والقابلية الذهنية ليستا الشرط الوحيد لتحقيق النخبوية، بل يجب تحويل الموهبة والقابليات إلى نخبوية بشكر هذه النعمة وتقديرها وبالهمّة والمثابرة».   
وتحدث الإمام الخامنئي عن قضية الحرب الناعمة للمستعمرين بالقول إن «جزءاً مهماً من الحرب الناعمة للمستعمرين، اليوم ودائماً، هو جعل الشعوب تغفل عن مواهبها الخاصة، وجعلها لا تبالي بتلك المواهب أو حتى يوصلون الشعوب إلى وضع تُنكِرُ فيه هذه المواهب بنفسها. عندما تسود الغفلة عن القدرات الذاتية لدى شعب ما، يصير نهب ذلك الشعب سهلاً».  
وفي إشارة إلى كتاب «لمحات من تاريخ العالم» لجواهر لال نهرو من الهند، تحدّث سماحته عن المساعي المباشرة وغير المباشرة التي بذلها البريطانيون للقضاء على الشعور بالمقدرة والاعتماد على الذات في أذهان الشعب الهندي، قائلاً: «في الأعوام المئتين الأخيرة من تاريخ إيران، روّج المستعمرون والحكام في ذلك الوقت معاً لعجز الشعب الإيراني، لكن انتصار الثورة الإسلامية أنهى ذلك النهج».  
وتكلّم الإمام الخامنئي مستشهداً بآيات صريحة من «القرآن الكريم» عن العواقب السلبية للغفلة: «الله يحذر في الكتاب السماوي من أن العدو يريدكم أن تغفلوا أسلحتكم وممتلكاتكم حتى يهاجمكم بسهولة، وهذه المسألة لافتة اليوم عبر الضغوطات والجدالات المثارة في العالم حول قضية الطائرات دون طيار والصواريخ».
في جزء آخر من كلمته، ذكر قائد الثورة الإسلامية موضوع الاهتمام بمستقبل البلاد المخطط له والمحددة أهدافه، قائلاً: «يجب أن نتحرك بطريقة تجعل إيران في المستقبل المعقول مصدر العلم في العالم، مثلما كان الإيرانيون في مرحلة من التاريخ فوق قمم العلم في العالم، وكانت كتب العلماء الإيرانيين تُدَرَّس في جامعات الغرب والشرق ويُستشهد بها لدى أهل العلم والمعرفة». ورأى سماحته أنه ثمة ثلاث خطوات ضرورية لتحقيق هذا المستقبل المشرق والمشرّف: «أولاً الجهود الحثيثة لسدّ الفجوة الحالية مع الخطوط الأمامية للعلم في العالم، وثانياً عبور حدود المعرفة العالمية وتقديم اكتشافات علمية جديدة إلى المجتمع البشري، وثالثاً بناء حضارة إسلامية جديدة تقوم على العلم النافع».  
كذلك، كانت «ضرورة الابتكار العلمي» نقطة أخرى بيّنها الإمام الخامنئي بالقول: «اليوم هناك أعمال علمية مهمة في البلاد قيد الإنجاز، وهي غالباً ما تكون من بين الفروع العلمية التي أنشأها الآخرون... إضافة إلى ذلك ينبغي اكتشاف قوانين الطبيعة المجهولة والابتكار في إنتاج العلم عبر الخلق والإبداع». وهنا رأى سماحته أن «الذكاء الاصطناعي موضوع مهم وصانع للمستقبل»، موضحاً: «هذه المسألة لها دور في إدارة مستقبل العالم، ويجب أن نعمل بطريقة تجعل إيران من بين الدول العشر الأُوَلِ عالمياً في الذكاء الاصطناعي».
في مسألة هجرة النخب، قال قائد الثورة الإسلاميّة: «يمكن اليوم للشباب النخبويين أن ينمُوا ويتقدموا في البلاد، ولكن كما قلنا من قبل لا مانع في رغبة أحدهم في الهجرة إلى دولة أخرى بهذه النظرة مع التوجه بأنه مَدين للبلاد وسيعود إليها بعد انتهاء دراسته». واستدرك: «الحثّ على الهجرة وحقيقة أن هناك عناصر في بعض الجامعات يعملون على تيئيس النخب من المستقبل وتشجيعهم على مغادرة الوطن هي بصراحة خيانة للوطن وعداوة معه وليست صداقة مع ذلك الشاب».  
من جهة أخرى، أكد الإمام الخامنئي الأهمية لإزالة موانع الإنتاج، وخاصة الموانع الثقافية التي رأى أنها من أهم موانع الإنتاج في البلاد مثل «اليأس والشعور بفقدان المستقبل والخمول والكلل وطلب الراحة والترفيه المضر والشعور بالعجز والهرب من المخاطرة». وفي الختام، وصف سماحته النخب بأنهم «صنّاع المستقبل ونور أعين الوطن»، مضيفاً: «في الحكومات السابقة والحالية أصدرتُ توصياتي للمسؤولين من أجل الاستفادة من النخبة الشابة في الإدارة المتوسطة وحتى الرفيعة المستوى، ولكن عليكم أيضاً أن تعدّوا أنفسكم وتجدوا دوركم في إدارة البلاد».

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .