۳۱ فروردین ۱۴۰۳ |۱۰ شوال ۱۴۴۵ | Apr 19, 2024
حجت الاسلام و المسلمین سید مرتضی کشمیری نماینده آیت الله سیستانی در اروپا

وكالة الحوزة - عزى ممثل آية الله السيستاني في اوروبا، السيد مرتضى الكشميري، العالم الاسلامي بشهادة خامس أئمة اهل البيت (ع) الامام محمد بن علي الباقر (ع).

وكالة أنباء الحوزة - وجاء في بيان لسماحة السيد الكشميري بمناسبة ذكرى استشهاد اﻹمام محمد الباقر عليه السلام:

تطل علينا في هذه الايام ذكرى شهادة الامام الباقر(ع)ـ، وبهذه المناسبة الحزينة نقتطف بعض الشذرات من حياته الشخصية والعلمية ليطلع المسلمون عليها وخصوصا الشباب الذين يجهل البعض منهم حياة أئمته وقادته وسادته الذين امروا باتباعهم والاقتداء بسيرتهم بنص الكتاب والسنة في الوقت الذي نجد البعض منهم قد يعرف عن مشاهير الرياضيين والفنانين وغيرهم.

واول نقطة من حياته الشخصية وهو تلقيبه بالباقر ومعنى الباقر الموسع والناشر، وهو باقر العلم اي موسعه وناشره، وبهذا عرف لكثرة ما ظهر منه وانتشر من العلوم والمعارف.

قال ابن حجر في كتابه الصواعق المحرقة في وصفه (ع) ما نصه:

(هو ابو جعفر محمد الباقر (ع)، سمي بذلك من بقر الارض اي شقها واثار مخبآتها ومكامنها فكذلك هو (ع) اظهر من مخبآت كنوز المعارف وحقائق الاحكام واللطائف ما لا يخفى الا على منطمس البصيرة او فاسد الطوية والسريرة ومن ثم قيل هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه، صفا قلبه، وزكى علمه وعمله، وطهرت نفسه،وشرفت اخلاقه،…) واول من عرفه بهذا اللقب جده رسول الله (ص) كما في حديث جابر بن عبد الله الانصاري….

وكان الامام (ع) مرجع العلماء ومعلمهم جميعا في عصره، امثال مالك بن انس وابي حنيفة وسفيان الثوري والزهري وابن عتيبة وغيره. وروى الشيخ المفيد بسنده عن عبد الله بن عطاء انه قال:(ما رأيت العلماء بين يدي احد اصغر منهم بين يدي ابي جعفر محمد الباقر (ع)، ورأيت الحكم بن عتيبة مع جلالة قدره وغزارة علمه وارتفاع مقامه بين الناس بين يدي محمد بن علي الباقر (ع) كأنه صبي بين يدي معلمه!).

وكان جابر الجعفي وهو من كبار العلماء اذا روى عن محمد بن علي عليهما السلام شيئا قال :(حدثني وصي الاوصياء ووارث علوم الانبياء ابو جعفر محمد بن علي الباقر (ع)).

وعن محمد بن مسلم رحمه الله وهو من اعيان تلامذة الامام انه قال :(ما اشكل علي امر الا وسألت عنه ابا جعفر الباقر (ع) حتى سألته عن ثلاثين الف مسألة) وخلاصة القول ان الامام الباقر هو باب علم جديه محمد (ص) وامير المؤمنين (ع)، ومثله مثل كل الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام، ولو سمحت لهم الظروف السياسية والاجتماعية لأضاؤوا العالم بأسره بأنواع العلوم والمعارف النافعة، ولما بقي في دنيا البشر اثر من ظلمات الجهل والضلال، ولكن رغم تلك الظروف القاسية والارهاب والمراقبة التي كان يعيش الامام تحت كابوسها الخانق فلقد استطاع ان يفتح ثغرة واسعة في سياج الجهل والخداع والتمويه الذي ضربته السلطات الاموية على الناس وذلك بأن جعل من بيته مدرسة للتوجيه والتثقيف والتعليم والتوعية، فاجتمع حوله جمع غفير من بقايا الصحابة والتابعين وطلاب الحديث والفقهاء، وكان يعقد مجالس للحوار والمناظرة مع علماء المذاهب الاسلامية واهل الكتاب والخوارج ومع الفلاسفة والدهرييين والملحدين وغيرهم فيظهر عليهم بحججه البالغة ومنطقه السليم وبيانه المستقيم.

ويمكن للقارئ الكريم ان يرجع للكتب الواسعة للاطلاع عليها امثال الاحتجاج الشيخ الطبرسي والبحار للشيخ المجلسي وموسوعة اهل البيت للشيخ القرشي وغيرها من المصادر المعتبرة.

والجدير بالذكر من اهم ما عني به الامام ابو جعفر (ع) هو نشر الفقه الاسلامي الذي يحمل روح الاسلام وجوهره وتفاعله مع الحياة، فسهر على احيائه واقام مدرسته الكبرى التي زخرت بكبار العلماء كأبان بن تغلب ومحمد بن مسلم وبريد الاسدي والفضيل بن يسار ومعروف بن خربوذ وزرارة بن اعين وغيرهم الذين كانوا من الاعلام وممن اجمعت العصابة على تصديقهم والاقرار لهم بالفقه واليهم يرجع الفضل في تدوين احاديث اهل البيت (ع)، فلولاهم لضاعت تلك الثروة الفكرية الهائلة التي يعتز بها العالم الاسلامي وهي احدى المدارك الاساسية لفقه الفقهاء الشيعة في استنباط للاحكام الشرعية. والشيء الذي يدعو للاعتزاز من سيرة الامام (ع) من انه قد تبنى هؤلاء الفقهاء واشاد بهم وعزز مركزهم وارجع الامة الى فتاواهم.

يقول (ع) لأبان بن تغلب:( اجلس في مجلس المدينة وافت الناس فإني احب ان يرى في شيعتي مثلك).

وقام بتسديد نفقاتهم وما يحتاجون اليه في حياتهم المعاشية ليتفرغوا لتحصيل العلم وضبط قواعده وتدوينه وعهد من بعد الى ولده الصادق (ع) القيام برعايتهم والانفاق عليه حتى لا تشغلهم الحياة الاقتصادية عن القيام بمهماتهم والا يكونوا بحاجة في وضعهم المالي.

ولهذا نرى – جريا على هذه السيرة المثلى – منذ زمن الغيبة الكبرى وحتى الان تكفلت المرجعية على طول الزمن برعاية الحوزات العلمية دون اللجوء الى الارتباط بالدولة واوقافها، لتستطيع ان تنقل الحكم الشرعي الصحيح من مصادره المعتبرة عن طريق ائمة اهل البيت (ع) مباشرة، ولولا هذا النهج الذي سنه أئمتنا الاطهار لضاع الدين وانطمست العقيدة.

فسلام الله عليك يا ابا جعفر الباقر يوم ولدت ويوم عشت ونشرت فقه ال محمد وانرت به العوالم ويوم استشهدت مسموما

ابادوهم قتلا وسما وغيلة            كأن رسول الله ليس لهم اب

فإنا لله وانا اليه راجعون

ارسال التعليق

You are replying to: .