وفق تقرير وكالة أنباء الحوزة يتّضح للباحث بمراجعة مصادر التاريخ ومؤلَّفات كبار علماء أهل السنّة أنّ للإمام الباقر (عليه السلام) مكانة خاصّة وجليلة عند غير شيعة أهل البيت (عليهم السلام) أيضاً، ومن هنا قامت وكالة أنباء الحوزة بنقل بعض الفقرات من مصادر علماء أهل السنة حول عظمة ومكانة خامس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
· كثير الحديث:
يقول محمّد بن سعد الزهري (ت 230 هـ ) حول الإمام الباقر (عليه السلام): ((محمّد)) من الطبقة الثالثة من التابعين من المدينة، كان عابداً عالماً ثقة [1]، وكذلك يقول: كان ثقة كثير الحديث [2].
· سيد فقهاء الحجاز:
يقول أبو عثمان الجاحظ (ت 250 هـ) عن مكانة الإمام (عليه السلام): .. وهو سيّد فقهاء الحجاز، ومنه ومن ابنه جعفر تعلّم الناس الفقه، وهو الملقَّب بالباقر، باقر العلم، لقّبه به رسول الله (صلى الله عليه وآله) [3].
· من الأولياء الذاكرين:
يذكر الحافظ أبو نعيم الأصفهاني (ت 430 هـ) الإمام الباقر (عليه السلام) في عداد الأولياء، فيقول: ومنهم الحاضر الذاكر الخاشع الصابر، أبو جعفر محمّد بن علي الباقر.. [4].
· مصداق الكوثر:
عندما يصل الفخر الرازي (ت 604 هـ) في تفسيره إلى قوله تعالى: ((إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)) يذكر أقوالاً في معنى الكوثر، إلى أن يقول: .. والقول الثالث: الكوثر أولاده .. فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظر كم قُتِل من أهل البيت، ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من بني أميّة في الدنيا أحدٌ يُعبأ به، ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء، كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام [5].
· رافع العلم:
يقول محمّد بن طلحة الشافعي (ت 652 هـ) بشأن الإمام الباقر (عليه السلام): هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه .. صفا قلبُه، وزكا عملُه، وطهُرَت نفسُه، وشرُفت أخلاقُه، وعمُرَت بطاعة الله أوقاتُه، ورسخت في مقام التقوى قدمُه، وظهرت عليه سماتُ الازدلاف، وطهارة الاجتباء، فالمناقب تسبق إليه، والصفات تشرف به [6].
· سيد فقهاء الحجاز:
يذكر ابن أبي الحديد المعتزلي (ت 655 هـ) كلام الجاحظ المذكور آنفا، وكذلك يقول: كان محمّد بن علي بن الحسين .. سيّد فقهاء الحجاز [7].
· باقر العلم:
يقول القرطبي (ت 671 هـ) في تفسير قوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً))، ما نصّه: ومنه الباقر ، لأبي جعفر محمّد بن علي زين العابدين؛ لأنّه بقر العلم وعرف أصله، أي: شقّه [8].
· الإمام البارع:
يقول محيي الدين النووي (ت 676 هـ) عن الإمام الباقر (عليه السلام): هو تابعيٌ جليل، إمامٌ بارع، مُجمَعٌ على جلالته، معدودٌ في فقهاء المدينة وأئمّتهم [9].
· المُتَبقِّر في العلم:
يقول ابن خلّكان (ت 681 هـ): .. كان الباقر عالماً سيّداً كبيراً، وإنّما قيل له الباقر لأنّه تبقَّر في العلم [10].
· عَلَم الأمّة:
يقول ابن كثير (ت 774 هـ) عنه (عليه السلام): وهو محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبو جعفر الباقر، وهو تابعيٌ جليلٌ، كبيرُ القدر كثيراً، أحدُ أعلام هذه الأمّة عِلماً وعَملاً وسيادةً وشرفاً [11].
· مُظهِرُ كنوز المعارف:
يقول ابن حجر الهيتمي (ت 974 هـ): أبو جعفر محمّد الباقر .. أظهر من مخبئات كنوز المعارف وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على مُنطمِسِ البصيرة أو فاسدِ السريرة .. وله من الرسوخ في مقامات العارفين ما تَكِلُّ عنه ألسنةُ الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف [12].
[1] ينقلها عنه السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 302 .
[2] ينقلها عنه ابن كثير في البداية والنهاية 9 : 338 .
[3] رسائل الجاحظ : 108 .
[4] حلية الأولياء 3 : 166 .
[5] تفسير الرازي 32 : 124 .
[6] مطالب السؤول : 425 ، تحقيق : ماجد بن أحمد العطية.
[7] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 15 : 277 .
[8] تفسير القرطبي 1 : 483 .
[9] تهذيب الأسماء واللغات 1 : 103 .
[10] وفيات الأعيان 4 : 30 .
[11] البداية والنهاية 9 : 338 ، دار إحياء التراث العربي.
[12] الصواعق المحرقة : 201 ، الناشر: مكتبة القاهرة.