وكالة أنباء الحوزة - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، وقال تعالى: (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي)، مع هذه الآيات الكريمة أفتتح سماحة المرجع توجيهاته، مشدداً على أهمية وحدة الكلمة ونبذ الفرقة فيما بين أمة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله).
إِلى ذلك أكدَّد سماحة المرجع قائلاً: "إِن أعداء الإِسلام إنما يهدفون من التفرقة استعباد الأُمة الإِسلامية، فضلاً عن نهب ثرواتها، وعلى هذا يجب على الأُمة الوعي والتكاتف لمواجهة أعداء الإِسلام والإِنسانية".
من جانبه الوفد أطلع سماحة المرجع عن أعمال المؤتمر والذي أقيم بشكل افتراضي عبر الدوائر الالكترونية/ بسبب جائحة كورونا، بنسخته الـ(34) وبحضور المئات من الشخصيات الدينية من معظم دول العالم، شاكرين لسماحة المرجع ما قدّمه في وقته المبارك من نصحٍ وتوجيه.
عمد أعداء الإسلام إلى إخفاء العلماء الأعلام، وسيرهم المباركة؛ لحجب الناس عن التزود من نور هدايتهم.
استقبل سماحة المرجع وفداً من السادة فضلاء، ومحققي الحوزة العلمية في النجف الأَشرف، وقم المقدسة.
سماحة المرجع : بارك جهود القائمين على هذا المؤتمر، مؤكداً أهميته، ومكانته، وضرورته، فهو سير ٌعلى سيرة القرآن الكريم في كشف العظماء، ومن ظلمهم التأريخ، ومن خبَّأ سيرتهم العطرة.
مُعبِّراً في هذا الصدد بالقول: "عمد أعداء الإسلام إلى إخفاء العلماء الأعلام، وسيرهم المباركة؛ لحجب الناس عن التزوُّد من نور هدايتهم، ومكانتهم العظيمة"
ليؤكد أن هذا المؤتمر مصداقاً عملياً من مصاديق فريضة إحياء الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
هذا ودعا سماحة أن يكون هذا العمل خالصاً لوجه الله (تبارك وتعالى)؛ ليكون محفزاً، وفاعلاً ،في نفوس طلبة العلوم الدينية الجدد، ويكون في الوقت ذاته مشواراً عملياً وقولياً للالتزام بسيرة هؤلاء الأعلام.
وفي صدد تكريم، وإحياء، فكر، ومكانة سماحة العلامة السيد مهدي الخرسان، أكَّد مكانة هذه الأُسرة المباركة في الحوزة العلمية في النجف الأَشرف، مُعبِّراً عن جهود سماحة السيد: بأنها تُحفٌ من تحف العلم والعلماء.
من جانبه الوفد قدّم فائق امتنانه وشكره لما قدّمه سماحة المرجع من وقته المبارك، فضلاً عن التوجيهات المباركة والسديدة.
خلال استقبال السفير الدانمركي
تغيير واقع العراق نحو الأَحسن إنما يتم من خلال فتح مشاريع لتشغيل الشباب
استقبل سماحة المرجع سفير الدانمرك في العراق السيد ستيغ باولو بيراس، حيث أكَّد سماحته أَن تغيير واقع العراق نحو الأَحسن إنما يتم من خلال فتح مشاريع لتشغيل الشباب الباحثين عن العمل، حاثاً سماحته الدولة الدنمركية على التعاون مع العراق لفتح مشاريع لتشغل الشباب؛ لتقليل نسبة البطالة في المجتمع، وهو عمل يحقق الفائدة للدولتين، وأَضاف سماحته أَن الملف الاقتصادي مهم مؤثر على الملفين الأَمني والسياسي.
وأوضح سماحته أَن المتسلمين للمسؤوليات والمناصب والجالسين على كراسي الحكم لو عرفوا أَن مهمتهم هي خدمة الشعب لأَنتعش الشعب والتف حولهم، موضحاً في حديثه أَن دولة الإِمام علي (عليه السلام) أتسمت بالعدالة الحقيقية، ورعاية شؤون الناس، وهو الذي اكتفى برغيفٍ من خبز الشعير اليابس رغم أَن حدود الدولة الإِسلامية كانت تمتد لدولٍ في جميع اتجاهات الكرة الأَرضية، وهو صاحب المقولة "وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لَا طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلَا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى".
وبيّن سماحته ضروري احترام الفرد العراقي، سواءٌ أكان مسلماً أَو غير مسلم لتحقيق التعايش في المجتمع.
وعن علاقة الدين بالسياسية بيّن سماحة المرجع أَن السياسة السليمة هي إِرادة شؤون البلد والفرد بصورةٍ سليمةٍ وفق الدين، فهو غير معزولٍ عن هذه الأَمور الاجتماعية، والإِدارية، والحكومية.
موضحاً أَن أَمير المؤمنين (عليه السلام) هو أَول من أسس نظام كفالة رعاية العاطلين عن العمل، وأن الإِسلام حارب الفقر، بل وطالما كان الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قد نبَّه وحذر من الفقر قائلاً: "كَادَ الفَقْرُ أَنْ يَكُونَ كُفْرَاً".
وأكد سماحة المرجع أَن هناك قوى عالمية تدفع لنشر أَفكار الإِلحاد بيّن صفوف الشباب لتحقيق أَهداف شريرة، مشيراً أَن الإِلحاد أَساس الفتن في العالم؛ لأَنه لا يؤمن بأيِّ نظام، فالحافز المهم الذي يمنع الإِنسان من التجاوز على حقوق وحدود الآخرين هو الدين.
وبخصوص ملف الإِرهاب والقوى الإِرهابية، أكَّد سماحته قائلاً: "إِن هناك قوة صُنعت ليُستعان بها على ضرب الدول الأُخرى والأَنظمة السياسية والشعوب، واستخدمت هذه القوة الدين لتحقيق أَغراضٍ سياسية، وسُخرت كل الإِمكانيات لتحقيق هذه الأَهداف المطلوبة، فضلاً عن تشويه صورة الدين في عقلية المواطنين وباقي المجتمعات الأخرى".
وبيّن سماحته أن لمعرفة الحق والفرق بين الإِسلام الحقيقي الذي يدعو للسلام والمحبة والخير، وبين الإِسلام الآخر الذي تؤمن به هذه القوى الإرهابية لمعرفة الفرق.
ويجب دراسة الإِسلام المحمدي الأَصيل الذي وصل عن طريق أَهل البيت (عليهم السلام)، لمعرفة الفرق بينه وبين الإِسلام الذي وصل عن الطريق التابعيين، داعياً في هذا الصدد أصحاب العقول للبحث والتمحيص عن أفكاره الحقة.