وكالة أنباء الحوزة - لكانت علاقة وثيقة بين الشعبين الفلسطيني والإيراني منذ إنتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني(قدس سره) بل كانت هذه العلاقة مسبوقة منها حيث شارك الكثير من الإيرانيين في زمن الطاغوت الشاه في جبهات قتال العدو الغاصب الإسرائيلي برغم ضغوط فرضت عليهم الدولة الطاغية قبل الثورة. إيران وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني في كل هذه أربعة عقود منذ إنتصار ثورتها الإهيةوإعتبرت فلسطين، قضية إسلامية. فرضت الولايات المتحدة الأمريكية الظالمة أقسى عقوبات على الدولة الإيرانية وعلى الشعب الإيراني بإعتبار أنهما حماة فلطسين والمقاومة. في الذكرى الثانية والأربعين لإنتصار الثورة الإسلامية قام فضيلة الدكتور الشيخ محمد البحصي أرسل مقالة خاصة لموقع المؤتمر العالمي لمحبي أهل البيت(ع) كما تلي:
بقلم الدكتور محمد البحيصي
رئيس جمعية الصداقة الإيرانية الفلسطينية
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله الطاهرين .
الذكرى الثانية والأريعون لإنتصار الثورة الإسلامية
الأحبة الأعزاء والمستمعين والقارئين ونحن على أعتاب الذكرى الثانية والأربعين لإنتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران التي إنطلقت منها مولودها المبارك السعيد . الجمهورية الإسلامية الإيرانية نستذكر تلكم المحطة الخالدة في حياة الأمة التي انتصر فيها الحق على الباطل والتي خرجت فيها إيران من هيمنة الاستكبار والطاغوت الشاهي إلى فضاءات الإسلام العزيز وإلى عطاءات الإسلام العزيز وبركات الإسلام العزيز بالسواعد المؤمنة ودماء الشهداء وقبل ذلك بالحضور المبارك الذي مثّله سماحة الإمام الخميني رضوان الله عليه الذي كان محطة في تاريخ الأمة محطة فاصلة ما قبل وما بعد الخميني .
هذا الإنجاز التاريخي على مستوى الأمة الذي مثّلته الثورة الإسلامية في إيران كان لا بد أن تتسع بركاته وثمراته وتستطيل شجرته المباركة في المنطقة والعالم فهو مشروع الإسلام العالمي، الإسلام المحمدي الذي يخاطب العالم خطاب العقل والروح خطاب الحياة خطاب العدل خطاب الكرامة والعزة لكل الإنسان حيث وجد لأنه خطابٌ مستمدٌ من النص القرآني المقدس .هكذا كانت الثورة الإسلامية الإيرانية في إيران المثال والنموذج الذي قدمه الشعب الإيراني للعالم وللمسلمين جميعاً.
الجمهورية الإسلامية والقضايا الإسلامية
و في هذا المقام كان الموقف الإيراني واضح من قضايا المنطقة قضايا تحرر المنطقة واستقلال المنطقة سواءاً كان على صعيد المقاومة في فلسطين وتحرير فلسطين من براثن الكيان الصهيوني الغاصب الذي عاث فساداً في هذه الأرض
و باتت فلسطين عنواناً من عنواين الثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية .
إيران وسوريا
كما هو الحال هنا في سوريا حيث كان الموقف الإيراني المشهود موقفاً صلباً ومبدئياً وداعماً ومعززاً للكيان السوري للدولة السورية التي كانت مهددة بالتقسيم والتجزئة على يد الاستكبار الأمريكي والصهيوني وأداته التكفيرية التي مثلتها داعش وغيرها من قوى الشر التي أرادت لسوريا وللمنطقة شراً مستطيراً حتى كان الموقف الإيراني هو الموقف الذي أدرك وقرأ طبيعة هذه الهجمة على سوريا وطبيعة هذه الحرب الكونية التي فرضت على سوريا ومن هنا كان الموقف الإيراني مبني على قراءة صحيحة ودقيقة .
نرى اليوم آثار هذه القراءة حيث صمدت سوريا وحيث استطاعت الدولة السورية أن تحافظ على وحدتها وعلى كيانتها وعلى دورها في مواجهة المشروع الصهيوني امتداداً في المقاومة الإسلامية في إيران وهكذا كان الحال في فلسطين حيث كانت الحركات المقاومة في فلسطين هي من بركات هذه الثورة المجيدة الثورة العزيزة وباتت هذه المقاومة شوكة في حلق الكيان الصهيوني ومثلت حالة من حالات التوازن والرعب والردع مع هذا الكيان .
الشهيد المجاهد الحاج قاسم سليماني
و هنا لا بد أن نستحضر روح المجاهد الشهيد الكبير الحاج قاسم سليماني الذي كرّس حياته لفلسطين ولقضايا الأمة العادلة التي جاب البلاد شرقاً وغرباً من أجل أن يزرع المجاهدين ويزرع المقاومة ويرفدها بكل أسباب التطور والصمود والثبات وكان له ما أراد وما اسُتشهد القائد الكبير إلا وقد رأى ثمرات جهاده وجهده الكبير في هذه البلاد .
نعم إيران الإسلام كانت السند والداعم والحريصة على وحدة هذه الأمة وعلى كرامة هذه الأمة وعلى نهضة هذه الأمة واستقلالها وقطع يد الإستكبار عن هذه الأمة .
و بالتالي فإن شعوب المنطقة تحمل وتبادل الجمهورية الإسلامية الوفاء بالوفاء والحب بالحب والعطاء بالعطاء.
حب آل بيت الرسول(ص) محور وحدة المسلمين
نعم لقد حملت الجمهورية الإسلامية ومعها كل الصادقين في هذا العالم الإسلامي محبة أهل البيت سلام الله عليهم وجعلته عنواناً لوحدة هذه الأمة .
و أي عنوان أعظم من أن يتوحّد المسلمون على رسول الله صلى الله عليه وعلى آل بيته الكرام سلام الله عليهم .
نعم هذا العامل التوحيدي ليس بعده عامل هذا العامل التوحيدي يمثل الصنوة للقرآن العظيم لأنهم الثقل الأصغر وهم ما يمكن أن يشكل في الحاضر والمستقبل محطة جامعة وجامعاً أعظم لهذه الأمة ولا أتصور أحداً في هذه الأمة يرفض هذه الفكرة فكرةَ التوحدِ على أهل البيت عليهم السلام .
ذلك علامة الإيمان حب آل البيت وعلامة النفاق بغض آل البيت عليهم لسلام .
ومن هنا أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن والعترة حتى تبقى هذه الرابطةْ الرابطةُ الإيمانية الرابطة الإسلامية الرابطة مع الله سبحانه وتعالى تبقى هي الجامعة لهذه الأمة .
نعم هذه المحبة التي لا بد أن تترجم في حياتنا في واقعنا عملاً صدقاً إخلاصاً حباً رحمةً تآلفاً تآخياً بين المؤمنين .
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام مع وحدة الأمة هم الذين أسسوا لوحدة هذه الأمة هم الذين ضحوا من أجل وحدة هذه الأمة هم الذين دماؤهم وأموالهم وأنفسهم وبنيهم من أجل وحدة هذه الأمة ومن أجل كرامتها ومن أجل نهضتها ومن أجل أن يبقى الإسلام وراية الإسلام عالية خفاقة في سماء هذه الأمة نعم فاليتوحد المسلمون.
و نحن نوجه كل التحيات والشكر للجمهورية الإسلامية التي سعت وتسعى منذ إنتصار هذه الثورة إلى توحيد هذه الأمة وعقدت المؤتمرات واللقاءات والزيارات والتواصلات والدراسات والأبحاث حول هذا الموضوع ولولا أن هناك في هذه الأمة من هو موالٍ للغرب المستكبر ومن هو متعصبٌ للباطل الذي رسمته قوى السلطان وقوى الحكم على مرِّ التاريخ الإسلامي لوجدنا اليوم الأمة بفضل الله سبحانه وتعالى على قلب رجلٍ واحد في مواجهة الأخطار التي تحدق بها في مواجهة المؤامرات التي تحيط بها في مواجهة الاستكبار الذي يريد أن يجتثها ويريد أن يبدل ديننا والعياذ بالله .
تحياتي للشعب الإيراني والمجاهدين
كل التحية لشعب إيران العزيز وكل التحية للمجاهدين في إيران وكل التحية والرحمة والرضوان لروح الإمام الخميني العظيم قدس الله تعالى نفسه الزكية وكل التحية والولاء والإحترام لقائد الثورة السيد علي الخامنئي حفظه الله تعالى وأمد الله في عمره حتى يرى إنتصارنا الكبير في فلسطين وفي سوريا وفي اليمن وفي العراق وفي كل مكان يقال فيه لا إلاه إلا الله .
شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله بركاته .