وكالة أنباء الحوزة - وفيما يلي نص بيان سماحته:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله و إنا إليه راجعون
إنّ من أكبر المصائب التي ألمّت بأمّة الإسلام منذ أيّامها الأولى وحتّى اليوم، بزوغ أناس مبتدعين كذّابين ينسبون إلى الدين ما ليس فيه، يحرّفون الكلم عن مواضعه ويدسّون فيه غيره، ويدلّسون ويضلّون ويضلّلون.
وإنّ من هؤلاء المبتدعة الكذّابين رجلاً يدعى كمال الحيدري بدأ أخيراً يخرج إلينا بين فترة وأخرى ببدعة وفرية يفتري بها على الإسلام والمسلمين، يُضلّ بها السذّج والمغفّلين، يريد بذلك خلق الفوضى بين فئات الأمّة وإيجاد الفتنة بين المسلمين.
لقد طغى هذا الرجل أخيراً طغياناً كبيراً إذ نسب إلى علماء مذهب أهل البيت عليهم السلام كذباً وزوراً وظلماً وعدواناً أنّهم يكفّرون جميع المسلمين والعياذ بالله. ولهذا فإنّنا نعلن ما يلي:
أوّلا: إنّ ما زعمه هذا الرجل ونسبه إلى علماء مذهب أهل البيت عليهم السلام، كذبة كبرى وافتراء عظيم، سبحانك اللّهم هذا إفك وبهتان عظيم. إنّ من أوضح الواضحات التي أجمع عليها فقهاء مذهب أهل البيت عليهم السلام وأصبح من ضروريّات مذهبهم وقد صرّحوا بذلك في كتبهم ونصّت عليه أحاديثهم التي رووها عن أئمّتهم أنّ أتباع المذاهب الإسلاميّة المعروفة كلّهم مسلمون، تحلّ ذبيحتهم ويجوز التزويج منهم ولهم، وتجري عليهم سائر أحكام الإسلام، وهذه فتاوى كبار علماء الشيعة في إيران والعراق، وعلى رأسهم القائد الوليّ الفقيه الإمام السيّد علي الخامنئيّ والسيّد الفقيه العظيم الإمام السيّد السيستانيّ أدام الله ظلّهما، صريحة في وجوب التعامل مع أهل السنّة تعاملَ الأخ مع أخيه المسلم ووجوب اتّحاد كلمة المسلمين بكلّ طوائفهم ومذاهبهم في مواجهة تحدّيات العصر الكبرى، وهذه جماهير الشيعة في شتّى بلاد الإسلام، يعيشون مع إخوانهم من سائر المسلمين في محبّة ومودّة وتعامل وتعاطف وأخوّة إسلاميّة، وقد جرت هذه العادة بينهم منذ القرون الإسلاميّة الأولى وحتّى عصرنا الحاضر.
ثانياً: إنّ ما اقترفه هذا الرجل من بدع وأكاذيب يثبت أنّه فاسق مبتدع دجّال، فيجب على جميع المسلمين البراءة منه وأن يعاملوه معاملة الفاسقين المبتدعين، ويحرم عليهم التعاون معه والترويج له، أو دعمه بأيّ لون من ألوان الدعم والتأييد، ومن يفعل ذلك فإنّه من المجرمين، وإنّ الله ينتقم من المجرمين حيث قال: (إنّا مِن المُجرِمينَ مُنتَقِمُونَ).
ثالثاً: كلّ الدلائل والشواهد تدلّ على أنّ هذا الرجل انزلق في مصيدة الاستخبارات الاستكباريّة والثالوث الطغيانيّ المجرم الوهّابيّ الصهيونيّ الغربيّ الذي لا همّ له إلاّ إثارة الفتنة بين المسلمين وإشعال الحروب ودقّ الإسفين بين فئات المسلمين وجرّهم إلى قتال بعضهم مع بعض، خاصّة في هذه الظروف التي ازداد فيها التهاجم على المسلمين وعلى مقدّساتهم وعظمت المؤامرات عليهم، وخاصّة مؤامرة القضاء على القضيّة الفلسطينيّة والتطبيع مع الصهاينة المجرمين أعداء الله وأعداء رسوله. فمن الواجب على الشباب المؤمن، تعرية هذا الرجل الفاسق وتوهينه وعزله نصرةً لله ولرسوله ولأئمّة أهل البيت عليهم صلوات الله وللمؤمنين.
والسلام على عباد الله الصالحين
الثاني من ربيع الأوّل ۱۴۴۲ هجريّة قمريّة
محسن الأراكي