وكالة أنباء الحوزة - وبيّن سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة، أن هذه المساعي والتي تأتي عبر مرحلتين أساسيتين:
الأولى: هدم حصن الأسرة، عبر محاولة إشاعة الفاحشة، وإستخدام جسم المرأة كسلعة سوقية تحت مسميّات جاذبة، مضافاً إلى تزهيد النساء بالإنجاب وترغيبهم بعمليات الإجهاض وقتل الأجنّة، ومحاولة تسويق القوانين الغربية تحت يافطة حماية الأسرة، والتي تهدف في الواقع إلى هدم الأسرة.
الثانية: تمزيق المجتمع الإنساني، وإستهداف السلم الإجتماعي ببث منطق العصبيات العرقية والقومية والطائفية والسياسية، وإثارة الحروب بين البلدان، مبيّناً أن ما تشهده اليوم من حرب بين آذربايجان وارمينيا ليست سوى مثل لهذه السياسة ، والتي يقف ورائها تجار الحروب، مؤكداً على ضرورة الرجوع إلى هدى الرب سبحانه في كتابه، الذي أمر يقيمتي الإعتراف ببعضنا البعض وإحترام الحقوق المتبادلة وبالتالي حل النزاعات بالصلح.
مخاطباً قادة أديان العالم؛ آية الله المدرسي: العلماء والأحبار يرثون رسالات الرب المتمثلة في إشاعة العدل والسلام بين الناس
ومن جانب آخر، أكد سماحة السيد محمد تقي المدرسي أن على قادة البشرية من علماء وأحبار أديان مسؤولية كبيرة في نشر رسالات الرب التي تتمثل في حبه وحب ما خلق، وإشاعة العدل والسلام بين الناس، داعياً إلى دعوة قادة العالم جميعاً بالإلتزام بالمواثيق العامة للمحافظة على البيئة، وترغيب الشعوب إلى الدفاع عن تلك المواثيق بما أوتوا من قوة، وتحمل كل فردٍ من أبناء البشرية مسؤوليته في المحافظة على الطبيعة بقدر المستطاع لتوريثها للأجيال الواعدة بأفضل ما يكون لئلا تصيب البشرية لعنة الله الجبار.
جاء ذلك في كلمته المتلفزة التي ألقاها مشاركاً في مؤتمر “الإيمان والبيئة” الذي أقامته الأمم المتحدة في آيسلاند، بحضور قادة الأديان في العالم، ورئيس الوزراء الآيسلندي.
وقال سماحته مخاطباً قادة الأديان: ” أتحدث إليكم من موقع المسؤولية، حيث أن علماء الدين لهم مسؤولية أخلاقية ودينية كبيرة ترتبط بهدف هذا المؤتمر وهو التواصل بيننا والتكامل في أنشطتنا، والحفاظ على أرض الله التي خلقها لنا، فإن لعلماء الدين كلمة مسموعة. فها نحن في سفينة واحدة تجمع بني البشر، إن غرقت – لا سمح الله – غرقنا جميعاً”.
وبيّن آية الله المدرسي، أن الرب سبحانه قد استعمر البشرية في الأرض التي أنشأهم منها وإستحفظهم على ما خلق من عالمٍ سالمٍ نقي، وجعلهم مختارين في أفعالهم التي لها تأثيرها على الحياة سلباً وإيجاباً، وما نراه من تخريب وفساد في العالم إنما هو تأثير تلك الأفعال، وفي الضفّة الأخرى يمكن لكل واحدٍ من البشرية أن يؤدي دوره في إصلاح ما أفسده الجهل والجشع، مستشهداً بالنصوص الدينية من الكتاب والسنة في التأكيد على إحياء الأرض ودفع الضرر والسوء من خلال الحفاظ على البيئة، وإعتبارها أعمال برٍّ يثاب عليها صاحبها.
وأكّد سماحته على أن واجب زعماء الدين التحذير من التهاون في مسؤولية الحفاظ على البيئة لما لها من إنعكاس كبير على حياة البشرية في وجودهم فضلاً عن سلوكهم وأخلاقهم، قائلاً: ففساد البيئة يعني فساد العقول وفساد الاخلاق وفساد المجتمع ومن ثم إنهيار الحضارة”، مؤكداً على عدم كفاية الحلول الجزئية، بل لابد من الرجوع إلى الأسس المعبّدة للطريق في الحفاظ على البيئة ليحيى الجميع حياةً طيبة.
وختم آية الله المدرسي كلمته قائلاً: ” في الختام، إنني ومن جوار حرم الإمام الحسين الشهيد، إبن بنت رسول الله، الذي فدى نفسه من أجل الله واستنقاذ عباد الله، هذا المرقد الذي يقصده اليوم ما لا يقل عن ١٠ ملايين من البشر، وفي أكبر تجمع إلهي قيمي في العالم – بالرغم من جائحة الوباء، وذلك لكي يعلنوا وفائهم لقيم العدل والكرامة. إنني لأدعوا الله سبحانه أن ينزل على البشرية بركاته ويرفع عنا جميعا كل ألوان البلاء من جائحة الوباء إلى خطر الحروب وسباق التسلح الإرهاب وكل لون من ألوان الكراهية بين العباد.