وكالة أنباء الحوزة - عزلة امريكا بانت وبشكل فاضح على خلفية محاولاتها اقناع الدول الاعضاء في مجلس الامن بتمديد الحظر التسليحي على ايران، خلافا لقرار مجلس الامن الدولي 2231 الذي حدد شهر تشرين الاول اكتوبر القادم موعدا لرفع الحظر، حيث تشير التقارير ان امريكا لم تستطع اقناع الا دولة او دولتين بموقفها، بينما واجهت معارضة قوية من باقي الدول الاخرى، رغم انها ارسلت كبار مسؤوليها وعلى راسهم وزير الخارجية مايك بومبيو للعديد من دول العالم، من اجل اقناعها للوقوف الى جانب امريكا، الا انهم عادوا بخفي حنين.
رغم ان المراقبين يحملون شخصية الرئيس الامريكي دونالد ترامب غير المتزنة والمتقلبة، ونصائح مستشاريه من امثال جون بولتون ومايك بومبيو، مسؤولية ما وصل اليه امر امريكا من عزلة وضعف على الصعيد الدولي، لكن فات هؤلاء المراقبون، ان السبب الرئيسي للانتكاسة الامريكية يعود الى صمود ومقاومة الشعب الايراني للحظر الامريكي الظالم الذي طال حتى الغذاء والدواء، في الوقت الذي تواجه ايران فيه وباء كورونا، كما تعود هذه الانتكاسة الامريكية الى السياسة الايرانية المتزنة والمسؤولة إزاء الاتفاق النووي الدولي، حيث مازالت ملتزمة به رغم انسحاب امريكا وتخاذل الغرب.
السياسة الايرانية الحكيمة، سحبت البساط من تحت اليمين الامريكي المتطرف والمتصهين الذي حاول تسويق صورة غير صحيحة لايران في العالم، على انها بلد متمرد على القوانين الدولية، فاذا بالعالم وفي مقدمته الغرب، يرى بأم العين ان هذه التهمة هي الصق بامريكا من اي بلد اخر، لذلك ادار الغرب والعالم ظهره لترامب وادارته، فلم تجد امريكا من يؤيد سياستها ازاء ايران الا "اسرائيل" والسعودية!!.
حالة اليأس والاحباط التي تشعر بها ادارة ترامب وهي تتعامل مع ايران، تكشفت وبشكل مخز بعد الفضيحة التي تورط بها الامين العام لمجلس تعاون دول الخليج الفارسي نايف الحجرف عندما ارسل برسالة الى مجلس الامن يطالب فيها بتمديد الحظر على ايران، لرفع معنويات ترامب وبومبيو، بعد ان تركهما العالم وحيدين، ولكن حتى هذه الرسالة التي جاءت من السعودية، ظهرت انها مزيفة ، فالحجرف وبدون اي تنسيق مع دول مجلس التعاون قام بارسال الرسالة، وهو ما اكده مسؤول قطري كبير، عندما تبرأ من الرسالة واكد ان قطر تنظر الى ايران كبلد صديق وجار وله مواقف مشرفة ازاء قطر، وان رسالة الحجرف لا تمثل موقف قطر.
في المقابل ايران التي كان ترامب ينوي عزلها، هي اليوم على موعد للتوقيع على اتفاق تجاري ضخم مع الصين بمئات المليارات من الدولارات، بينما ناقلات نفطها تشق عباب المحيطات لنقل الطاقة الى فنزويلا وسوريا، فيما يحاول الغرب ان يجد طريقة للتعامل معها عبر الالتفاف على الحظر الامريكي، الذي بدا يتضعضع مع استقالة اليميني الصهيوني المتطرف برايان هوك، الذي اشرف على سياسة العقوبات القصوى، بينما لا يفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الامريكية سوى بضعة اشهر، والتي تشير جميع استطلاعات الراي الى ان حظوظ ترامب في الفوز بولاية ثانية باتت على كف عفريت.
رمز الخبر: 361200
١٢ أغسطس ٢٠٢٠ - ٢٢:٣٠
- الطباعة
وكالة الحوزة - قبل ثلاث سنوات لم يكن يخطر ببال أحد ان تضرب العزلة امريكا بهذا الشكل الذي نراه اليوم، فهي تحاول منذ شهور وبشكل مستميت،ان تجد من تقنعه من الدول، حتى بين حلفائها الاقربين، بموقفها الشاذ من الاتفاق النووي مع ايران، ولكن دون جدوى.