وكالة أنباء الحوزة - قال الكاظمي في كلمة بمناسبة ذكرى فتوى الجهاد الكفائي، إنه “في مثل هذا اليوم، قبل ستة أعوام، نهض شعبنا بعزيمة أدهشت العالم لصدّ ودحر تلك العاصفة الإرهابية الكبرى التي مثّلتها عصابات داعش الإرهابية، بعد أن تجاسرت على أرض العراق”.
وأضاف أن “الكثيرين عبر العالم توقعوا أن بلادنا لن تخرج من تلك المحنة سالمة، فيما أوغل المجرمون الإرهابيون في سلسلة جرائم إبادة جماعية ضد شعبنا، شملت قتل المواطنين الأبرياء، وسبي النساء، ولم تسلم من آثامهم حتى دور العبادة والنصب الآثارية والدينية ومعالم الحياة والثروات الطبيعية، متجاوزين على كلّ القيم الأخلاقية والإنسانية”.
وأوضح الكاظمي، أن “نقطة التحول كانت فتوى الجهاد الكفائي المباركة التي اطلقها سماحة المرجع السيد علي السيستاني التي مثّلت نقلة مسؤولة للبدء في مسيرة استنهاض الروح الوطنية والمشاركة المجتمعية في حماية الوطن، فسرعان ما سطّر شعبنا، الانتصارات تلو الانتصارات، ملحقا الهزيمة النكراء بداعش وأيتامها، ومطهرا كلّ مدن وأراضي العراق من دنس الإرهاب، مواصلا إرادته بحماية قيمه ونظامه الديمقراطي ومستقبل أجيال، فضلا عن بناء دولة حديثة ومتقدمة تقوم على أساس إرساء قيم المواطنة والحقوق”.
وأشار إلى أن “تلك الانتصارات الكبرى تستدعي دائما وبقوة استذكار ذلك اليوم الخالد من تأريخ شعبنا البطل عندما هبّ آلاف المواطنين العراقيين للدفاع عن هذا الوطن، ضاربين للعالم أجمع درساً في التضحية والإباء والغيرة الوطنية والإنسانية حالما سمعوا نداء المرجعية الدينية الشريفة، في ۱۳ حزيران من عام ۲۰۱۴، بالتطوع لحمل السلاح بوجه عصابات داعش الإرهابية وتحرير الأرض من دنسها”.
وبين الكاظمي، أن “لحظة احتلال الموصل ومناطق اخرى بطريقة غادرة وأساليب خسيسة فضحت الطبيعة الهمجية والدموية لعصابات داعش الحاقدة التي ارتكبت مجزرة سبايكر المروّعة وقتل وسبي وتهجير الآلاف من أبناء شعبنا، لا سيما شقيقاتنا وأشقاؤنا الأيزيديون والمسيحيون، بالإضافة الى ارتكاب أبشع المجازر بحق أبناء المدن المحتلة”.
وتابع، أن “تلك اللحظة المفجعة في التأريخ العراقي كشفت عن وعي شعبي هائل بضرورة التخلص من تلك الثغرات التي أنتجها الصراع السياسي والفساد وتخبط الإدارة التي ساهمت بمجملها في تمكين داعش من رقاب العراقيين”.
ولفت الكاظمي، إلى أن “نداء المرجع، السيد علي السيستاني، أوقف امتداد عصابات داعش وفضح طبيعتها الإجرامية وأفشل مخططاتها السوداء لتدمير بلادنا بإعادة تسلط وطغيان أبشع حثالات النظام الدكتاتوري الدموي السابق، الذي جرّ الويلات على العراق وشعوب المنطقة، مُخلفاً وراءه مقابر جماعية تضم مئات الآلاف من الإبرياء ومئات القرى الكردية المحروقة بالأسلحة الكيمياوية المحظورة، وترك عراقاً مهدّماً ومحروماً من أبسط مقومات حياة إنسانية لائقة بأبناء شعبنا الكريم”.
وأشار إلى أن “ولادة قوات الحشد الشعبي شكّلت انعطافة حقيقية في المواجهة ضد تنظيم داعش الإرهابي لدورها الحاسم في استعادة المبادرة لصالح العراق وشعبه وتحقيق الانتصارات المتلاحقة وتحرير العديد من المناطق المغتصبة، ما يؤكد أن الاستجابة المشهودة من قبل أبناء شعبنا الغيارى لنداء المرجعية حفظت وحدة العراق وأجهضت مخططات أعدائه”.
وتابع رئيس مجلس الوزراء، :”تحية إجلال لنداء المرجع السيستاني بالقتال دفاعا عن العراق ضد خطر العصابات الإرهابية ودعواتها المتكررة الى كافة العراقيين إلى وحدتهم وتضامنهم من أجل حماية السيادة الوطنية وضرورة سيادة القانون وسلطة الدولة والحكومة الى المناطق المحررة من الجماعات الإرهابية وكل مكان”.