۳۱ فروردین ۱۴۰۳ |۱۰ شوال ۱۴۴۵ | Apr 19, 2024
رمز الخبر: 360556
٢ يونيو ٢٠٢٠ - ١٠:٤٨
العنصرية مرض الإنسانية القاتل بصمت

وكالة الحوزة - العنصرية مرض الإنسانية القاتل بصمت، الذي طالما سعى الإسلام حثيثًاً نحو إزالته والتخلص منه، ودعى إلى التعايشِ مع جميع الناس في شتَّى الأمم على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم.

وكالة أنباء الحوزة - العنصرية مرض عانت منه البشرية منذ أن خلقها الله تعالى على وجه البسيطة، عانت من إنكار حقوق الكرامة والاحترام، ومن تيارات التمييز بين أبناء الإنسانية الواحدة، عانت من سلب الحريات، وسياسات العزل بين الإنسان وأخيه الإنسان.

فجاءت الرسالات السماوية وعلى رأسها الرسالة المحمدية الخالدة وحاربت العنصرية بشتَّى أنواعها وأشكالها، حيث أوضح القرآن الكريم بشكل صريح أن التفاضل بين البشرلا يكون إلا بميزان التقوى لاغير؛ حيث قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" [الحجرات: 13]، وقد ارتقى بالإنسان إلى حد أن جعل الملائكة تسجد له وسخر الكون لخدمته، ورفع مرتبته فوق كل المخلوقات، وحثنا على المعاملة الحسنة وعدم السخرية من الآخرين أو إيذائهم.

لكن وللأسف، رغم كل التوصيات الرسالية على مر العصور، ورغم كل الإنجازات التي حققها رواد الحركة المدنية للقضاء على التمييز والفصل العنصري، إلا أنهما ما زالا قابعين في نفوس بعض من أصحاب البشرة "البيضاء"، وهو ما يظهر جلياً في حوادث القتل المتكررة لأصحاب البشرة السوداء في العالم عامة، وفي الولايات المتحدة وعلى أيدي رجال شرطتها الوحشيين خاصة.

فيوماً بعد يوم ترتكب الشرطة الأمريكية من الفظائع ما يجدد جراح السود ومعاناتهم، ويبدو أن جذور العنصرية والكراهية مزروعة في نفوس معظم الأمريكيين، فقد تشكلت البلد منذ البداية على أسس العنصرية بامتياز، وكان للعرق الأبيض صاحب المال الغلبة عندما شنت حملات الإبادة اللاإنسانية ضد سكان القارة الأصليين من الهنود الحمر، لتذليل الطريق بعدها أمام المستوطنين الجدد من البيض الأوروبيين، وجلب أكبر عدد من الأفارقة كعبيد يعملون بإمرة أسيادهم البيض لتعمير القارة الجديدة التي اكتشفها كريستوفر كولومبس عام 1492.

وعلى الرغم من وصول السود إلى المساواة دستورياً، ووصول البعض منهم إلى أعلى قمة الهرم السياسى، إلا أن الشرطة الأمريكية والبعض يصر على انتهاج سياسة التفرقة في المعاملة بين المواطنين على أساس اللون، وهو ما عاشته مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية بعد مقتل المواطن الأمريكى الأسود - انتهاكاً  للعرف والحقوق الذي يعتزمه الاستكبار العالمي - من أصول أفريقية على أيدي أفراد الشرطة الأمريكية أثناء اعتقاله.

بدأت الحكاية بترجل شرطي أمريكي اسمه "ديريك شوفين"، في يوم الإثنين 25 مايو / أيار ليعتقل المواطن الأمريكي من أصول إفريقية "جورج فلويد" البالغ من العمر 46 عاماً أمام أحد المحال التجارية في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا بتهمة الاحتيال، فما كان من الشرطي إلا أن اتبع وسيلة عنيفة وغير إنسانية في إيقاف فلويد، بطريقة أصابت المارة في الشارع بصدمة، واضعاً ساقه على عنق فلويد المثبّت على الأرض بكل قوته، وسط استنجادات من الأخير بأنه لا يستطيع التنفس، وأنه يشعر بأنه يموت.

واستمر المشهد لدقائق معدودة، حتى زهقت روح فلويد، بسبب الاختناق بساق الشرطي شوفين، فتم نقله للمستشفى، وهناك فارق الحياة، لتكون الحادثة بداية الشرارة لواحدة من أكبر الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة خلال 2020 ضد وحشية الشرطة، حيث تم فرض حظر تجول في أغلب الولايات الكبيرة مثل العاصمة واشنطن وكاليفورنيا وفيرجينيا، كما تم استدعاء الحرس الوطني، وقطع الإنترنت عن العاصمة الأمريكية واشنطن لعزلها عن العالم بشكل يجسد الحرية المزعومة التي طالما اتخذتها الإدارة الأمريكية صهوة تدعم بها الإرهاب في دول عارضت سياستها.

ارسال التعليق

You are replying to: .