۳۱ فروردین ۱۴۰۳ |۱۰ شوال ۱۴۴۵ | Apr 19, 2024
آية الله الفياض: لا يجوز للمكلَّف ترك الصيام لاحتمال إصابته بكورونا

وكالة الحوزة - أكد المرجع الديني آية الله إسحاق الفياض خلال جوابه على استفتاء جمع من المؤمنين، على أنه لا يجوز للمكلَّف ترك صيام شهر رمضان المبارك لمجرد بعض النصائح العامة من دون تحقق الخوف الفعلي للشخص بسبب وضعه الصحي والعملي الخاص المؤدي لاحتمال إصابته بمرض كورونا.

وكالة أنباء الحوزة - فيما يلي نص الاستفتاء الذي وجهه عدد من المؤمنين إلى مكتب المرجع الفياض جاء فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم

ينتشر بين الناس حالياً معلومات طبية حول تجنب الإصابة بمرض الكورونا المنتشر عالمياً ومحلياً، تنصح بعدة ترتيبات وإجراءات، ومن ضمن تلك النصائح تكرار شرب الماء والمحافظة على الفم والبلعوم رطبا لمنع إلتصاق الفيروس المسبب للمرض بالأغشية المخاطية المبطنة للفم وما يتبعه من المجرى في منطقة الرأس، إذ يوصي الأطباء بذلك لحر الفيروس عن طريق المجرى الهضمي إلى عصارات المعدة الحامضية حيث يتم التخلص منه هناك. ويفيد البعض أيضا بأن الصيام يسبب لكثير من الناس ضعف جهازهم المناعي مما يضاعف احتمال إصابتهم بالمرض المذكور الذي لا يعول في علاجه أو الوقاية منه إلا على قوة الجهاز المناعي. وبما أننا مقبلون على شهر رمضان الكريم، فهل يعد الاحتمال الموجود بالإصابة بالفيروس جراء الجفاف في الحلق نتيجة الصوم، كافياً في جواز الإفطار وعدم صوم شهر رمضان لهذه السنة؟  وما هي المسؤولية التي تترتب على المكلف؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيـم

1-  نطلب من الباري عز وجل أن يدفع هذا البلاء الشرس والوباء القاتل عن جميع بلاد العالم ولا سيما عن بلادنا وأن يمن على جميع المرضى بالشفاء العاجل برحمته الواسعة التي وسعت كل شيء حتى يكون الناس في شهر رمضان المبارك آمنين ومطمئنين من شر هذا الوباء الخبيث.

2- لا يخفى على المؤمنين أعزهم الله تعالى بأن صوم شهر رمضان من ضروريات التكليف الشرعية وأنه ثاني أركان الإسلام في الشريعة المقدسة وأنه فرض في كتابه تعالى، فلا يجوز ترك صيامه لمجرد بعض النصائح العامة من دون تحقق الخوف الفعلي للشخص من وضعه الصحي والعملي الخاص المؤدي لاحتمال إصابته فعلا لو بقي بلا ماء خلال فترات النهار. وليس كل الناس بإختلاف حالاتهم الصحية واستعدادات أجسامهم ونوع أعمالهم اليومية ووظائفهم الخارجية على سوية واحدة من التأثر باحتمالات الإصابة بأنواع الأمراض، وعلى كل من لديه مخاوف مراجعة الطبيب المختص وعليه فمن كان لظرفه الخاص ولو من ناحية طبيعة عمله أو وضعه الصحي يخاف من الإصابة في حال صيامه، وكان لا يستطيع اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة كلبس الكفوف والكمامات والبقاء بعيدا بمسافة آمنة ممن يحتمل احتمالا عقلائيا انتقال العدوى منه أو من بيئته إليه، بحيث لو بقي صائما ازدادت نسبة احتمال إصابته بالمرض لتلك الأسباب، ولم يكن يستطيع البقاء بعيدا أو في بيته ولو لاقتضاء عمله وكسب رزقه، جاز له ترك صيام ذلك اليوم أو الأيام التي يكون فيها في ذلك الظرف الخاص على أن لا يجاهر بالإفطار العام ويقتصر على الضروري من الطعام والشراب الذي يعتقد معه أنه في أمان من الإصابة بالمرض. وهذه ليست رخصة لإفطار كل شهر رمضان بل للأيام التي تكون حالته فيها كالوصف المذكور، فلعل البعض لا يتصف حاله بالضرورة الآنفة إلا في بعض أيام الشهر وليس كل الشهر فإن كان يستطيع الجلوس في بيته أو اتخاذ الإجراءات الآمنة بحيث لا يخاف من الصوم معها لبعض أيام شهر رمضان وجب عليه صيام تلك الأيام، وهكذا يراعي حالته بحسب الأيام. فان الضرورات تتقدر بقدرها.

3-  أهل الأمراض المزمنة أو الذين في وضع صحي خاص عافاهم الله إذا خافوا نتيجة استشارة طبيب ثقة أو نتيجة تجربة ذاتية من صيام شهر رمضان أو بعضه باعتقاد أن الصيام يضعف جهازهم المناعي فيكونون أكثر عرضة للإصابة بخصوص ذلك المرض أو غيره مما يحدث ضرراً بليغاً بأجسامهم، جاز لهم الإفطار والقضاء في وقت آخر يسعهم فيه الصيام لو تمكنوا من الصيام بعد ذلك، على أن لا يكون ذلك الخوف أمراً موهوماً، بل نتيجة لاستشارة طبيب موثوق يحصل الخوف من نصيحته عادةً أو يتحقق الخوف من نفس المكلف ولو من دون طبيب لمعرفته الخاصة بحاله كما تقدم فإن للإنسان على نفسه بصيرة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ارسال التعليق

You are replying to: .