۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024
تصاویر/ دیدار اعضای ستاد کنگره دو هزار شهید استان بوشهر با رهبر انقلاب

وكالة الحوزة ـــ شدد قائد الثورة على وجوب القيام بما يجعل الناس يشعرون بأن طريق النجاة تحصيل حاصل لنهج الشهداء وأن البلد الذي يعجز عن الجهاد والدفاع عن نفسه أمام مطامع الأعداء تُسحق عزّته وشأنيته.

وكالة أنباء الحوزة ـــ التقى القائمون على مؤتمر تكريم شهداء محافظة بوشهر بالإمام الخامنئي حيث كان مما شدد عليه قائد الثورة الإسلامية وجوب القيام بما يجعل الناس يشعرون بأن طريق النجاة تحصيل حاصل لنهج الشهداء وأن البلد الذي يعجز عن الجهاد والدفاع عن نفسه أمام مطامع الأعداء تُسحق عزّته وشأنيته.

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين.  
أرحّب بكم أيها الإخوة الأعزاء والأصدقاء الأفاضل من محافظة بوشهر المكافحة ذائعة الصيت. كما أشار السادة – سواء سماحة السيد إمام الجمعة المحترم أو جناب السيد المحافظ، أو جناب قائد الحرس الثوري – محافظة بوشهر زاخرة بالمفاخر العسكرية، وهذا هو الواقع حقاً. المنطقة هناك منطقة حساسة وتهديد الأعداء ضد إيران كان موجهاً في كثير من الأحيان ضد بوشهر خلال سنوات طويلة من تواجد الاستعمار في هذه المنطقة. يوم كانت القوات الإيرانية تكافح في شرق البلاد وأرادت استعادة بعض المناطق التي فقدتها البلاد بعث الإنجليز رسالة تقول إذا أردتم أن تتحركوا هناك فسوف ننزل قواتنا في بوشهر، فتركوا التحرك في شرق البلاد لأجل بوشهر. أي إن بوشهر كانت دوماً عرضة لمثل هذه الهجمات وقد وقفت دوماً باقتدار وهذا ما تم إيضاحه في الكلمة الحسنة جداً والجامعة لسماحة السيد بوشهري إمام الجمعة المحترم. الذي أرجوه أن تنشروا هذا الكلام الذي قلتموه ليعلمه ويدركه الجميع، فهو حسن جداً.  
وقد كانت قيادة علماء الدين في بوشهر أيضاً حالة مشهودة دون أدنى شكّ، وكان المرحوم آقا سيد عبد الله بلادي من العناصر المؤثرة جداً، ثم هناك المرحوم رئيس علي دلواري الذي كان صاحب منزلة جلية وواضحة. وكذا الحال بالنسبة لسائر الشهداء الأعزاء في هذه المنطقة. وحول هذا الشهيد نادر مهدوي الذي ذكرتم أنتم السادة اسمه هنا عدة مرات يقول أحد أصدقائنا من أصحاب الخبرة والمعرفة في هذه الأمور إنه لو كان شيوعياً لصنع منه الشيوعيون جيفارا، أي لصنعوا منه شخصية مناضلة عالمية. هذه هي شخصية هذا الشاب حدث السن، تواجده في منطقة الخليج الفارسي واشتباكه مع الأمريكيّين ثم إلقاء القبض عليه وتعذيبه واستشهاده، ثمة في بوشهر شخصيات من هذا الطراز. أو هذا الشهيد أبو تراب عاشوري الذي ذُكر (2) اسمه والذي استشهد قبل تأسيس الجمهورية الإسلامية، استشهد أثناء العمل النضالي. وهذا يعني أن الكفاح والنضال كان هناك حامياً ونشطاً وجذاباً إلى درجة أن رجل دين محترم مثل الشهيد عاشوري يستشهد هناك خلال العمل النّضالي. هذه مؤشرات جيدة تدل على عمق في الفهم الثوري والفهم الجهادي للإسلام في هذه المنطقة، وتشير إلى مثل هذا الشيء. أي من الواضح أن ما يوجد في تلك المنطقة من جهاد وكفاح ودفاع عن الإسلام وعن البلاد وما إلى ذلك ليس مجرد مشاعر سطحية عابرة بل هي حالة عميقة لأنها تكررت في أجيال متعاقبة وقام أشخاص بارزون كبار هناك بأعمال كبيرة.  
لقد سجّلت هنا أسماء إثنين أو ثلاثة من هؤلاء الشهداء، على سبيل المثال الشهيد صادق كنجي الذي أشاروا إليه والذي استشهد في لاهور. هذا بحق شيء مميز جداً أن تكون هناك في الأجواء الثقافية وفي الأجواء العسكرية وفي المناخات المتنوعة مثل هذه الشخصيات البارزة، هذه بالتالي أرصدة. ما أقوله كتوصية هو أن هذه الأعمال التي ذكرت – من قبيل التمثال النصفي والتماثيل والجلسات والتنظيمات وما إلى ذلك – أعمال جيدة جداً ولكن افعلوا ما من شأنه تخليد ذكرى هؤلاء الشهداء والأشخاص والشخصيات في أذهان الأجيال الصاعدة. لاحظوا الآن كم بالمائة من جيلنا الشاب يعرف الرئيس علي دلواري وهو إنسان بهذه العظمة وليس بالشخص القليل؟ كم بالمائة سمعوا باسمه؟ أليس من المهم بالنسبة لنا أن شخصية مناضلة مكافحة مجاهدة مدافعة عن حرمة البلاد كافح هو ورفاقه بذلك الشكل في تلك الظروف الصعبة وبذلك الضيق والنواقص، إلى أن جزع منه العدو – والحق أن الرئيس علي دلواري جعل البريطانيين يجزعون – واستشهد أخيراً بسبب خيانة بعض المنتسبين للجبهة الداخلية؟ ألا يجدر الآن في البلاد أن يعلم كل من يعيش في أي منطقة من هذا البلد بمجرّد أن يسمع اسم رئيس علي دلواري من هو هذا الإنسان ويعرفه؟ الأمر ليس كذلك، مثلاً يعرف جميع الشباب اسم لاعب كرة القدم من البلد الفلاني لكنهم لا يعرفون اسم الرئيس علي دلواري، ولم يطرق اسم نادر مهدوي أسماعهم أساساً ولا يعلمون به، فيجب إحياء هذه الأسماء فهم نماذج وقدوة.   
افترضوا مثلاً أن تطبع وتكتب صورهم وخصوصياتهم وأسمائهم على كتب الأطفال ودفاترهم وعلى الغلاف الخلفي للكتب وفي الكتب المدرسية ذاتها وعلى الملابس. وهذا الأمر لا يختص بكم، أنتم أيضاً يجب أن تقوموا بهذا الشيء لكن الأجهزة والمؤسسات الإعلامية في البلاد في كل مكان وخصوصاً في مراكز التخطيط والمراكز والمهمة يجب أن تسعى لنشر وتعميق هذه الأفكار الجهادية بإحياء وترويج الشخصيات الجهادية الكبيرة. إذاً العملية عملية على جانب كبير من الأهمية.  
 يجب أن نقوم بما يجعل الناس يشعرون أن عاقبة دربهم هي النجاة، وهذا هو الواقع. البلد الذي يمتلك النفط ويمتلك المعادن ويمتلك إمكانيات وطاقات متنوعة ويمتلك موقعاً جغرافياً حساساً وتنوعاً بيئياً عظيماً – مثل بلدنا الذي له ثمانون مليون نسمة من السكان – وتطمع فيه القوى العظمى، مثل هذا البلد إذا لم يستطع الدفاع عن نفسه ولم يستطع الجهاد ولم يستطع إبداء قدراته وإدارتها، فسوف تُسحق عزته ومكانته. يجب أن نستطيع إفشاء هذه الروح بين الجميع وهي أن يصمدوا ويقاوموا، والشعب الإيراني اليوم لحسن الحظ صامد مقاوم بفضل الثورة ولكن ينبغي تكريس هذه الحالة للمستقبل ليكون درب الجهاد ودرب الصمود ودرب المقاومة الطريق الأكيد الحاسم للأجيال المتعاقبة. وكما نكرر كل يوم في سورة الحمد من القرآن الكريم: «اهدِنَا الصِّراطَ المُستَقيم × صِراطَ الَّذينَ اَنعَمتَ عَلَيهِم» (3) هذه الـ «اَنعَمتَ عَلَيهِم» هم الشهداء بالتالي والشهداء من مصاديقها الكبري « اُولئكَ مَعَ الَّذينَ اَنعَ‍ـمَ اللهُ عَلَيهِم مِن النَّبِيّينَ وَالصِّ‍ـدّيقينَ وَالشُّهَداّْءِ وَالصالحين» (4)، هؤلاء من ضمن الذين «اَنعَمتَ عَلَيهِم».  
طبعاً الذين «اَنعَمتَ عَلَيهِم» على صنفين: صنف «اَنعَمتَ عَلَيهِم» يؤول بهم الأمر إلى عدم الشكر وإلى كفران النعمة مثل بني إسرائيل – وقد كان بنو إسرائيل أيضاً من ضمن الذين «اَنعَمتَ عَلَيهِم» لكنهم لم يشكروا و «غَضِبَ اللهُ عَلَيهِم» (5) – وهناك صنف بخلاف ذلك فهم من الذين «اَنعَمتَ عَلَيهِم» لكنهم «غَيرِ المَغضوبِ عَلَيهِم وَلَا الضّاّْ لّ‍ين‏» (6) لم يغضب الله عليهم ولم يضلوا، وشهداؤنا من هذا القبيل، ولأنهم شهداء وقد فارقوا الدنيا لذا ينبغي علينا نحن مواصلة دربهم والتعلم منهم والاستفادة منهم وأن نعلم هذا الدرب للأجيال الآتية.  
نتمنى لكم التوفيق والتسديد إن شاء الله. أقيموا المؤتمر بشكل جيد وليكن هذا المؤتمر بداية التحرك لا نهايته، وأبلغوا سلامي لأهالي بوشهر في صلاة الجمعة إن شاء الله.  
والسلام عليكم ورحمة الله.  
 
الهوامش:
1 – في بداية هذا اللقاء الذي أقيم ضمن إطار اللقاءات الجمعية تحدث آية الله غلام علي صفائي بوشهري (إمام جمعة بوشهر وممثل الولي الفقيه في محافظة بوشهر) والسيد عبد الكريم جراوند (محافظ بوشهر)، والقائد علي رزمجو (قائد حرس الإمام الصادق (ع) في بوشهر وأمين عام المؤتمر).  
2 – القائد علي رزمجو.  
3 – سورة الحمد، الآية 6 و شطر من الآية 7 .  
4 – سورة النساء، شطر من الآية 69 .
5 – من ذلك سورة الفتح، الآية 6 .
6 – سورة الحمد، شطر من الآية 7 .

ارسال التعليق

You are replying to: .