وكالة أنباء الحوزة ــ كشفت وسائل اعلام اسرائيلية أن الحاخام الرئيسي لـ"إسرائيل" شلومو موشيه عمار أنهى مساء الاثنين زيارة خاصة إلى البحرين، التقى خلالها بالملك البحريني ورجال دين من الشرق الأوسط والشرق الأقصى.
وقام شلومو عمار بزيارة إلى العاصمة المنامة في زيارة لا سابقة لها للمشاركة في مؤتمر لـ"حوار الأديان" تلبية لدعوة خاصة من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
وشارك عمار خلال الزيارة في منتدى ديني إلى جانب رجال دين من كل من الكويت ولبنان ومصر والأردن وغيرها من الدول العربية والإسلامية.
ونقلت صفحة خارجية الاحتلال على موقع "تويتر" عنه القول إن "سكان الشرق الأوسط معنيون بالسلام مع إسرائيل وبعلاقات حسنة معها"، حسب زعمه.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلي عنه القول إنه يأمل في أن يتمكن سكان فلسطين المحتلة ومواطني البحرين من زيارة الطرف الآخر بدون الحاجة لتنسيق خاص، مشيرة إلى أن "جهات سياسية إسرائيلية وأمريكية هي التي نسقت زيارته للبحرين".
بدوره قال ملك البحرين في المؤتمر: إن "بركة السلام من القدس ستؤدي إلى علاقات قوية مع إسرائيل"، حسب تعبيره.
زيارة الحاخام الاسرائيلي الكبير الى البحرين لم تثير الدهشة في الوقت الحاضر، حيث بدأت معظم دول مجلس التعاون منذ فترة - وفي مقدمتها البحرين - تطبيعا علنيا مع الاحتلال، وطوت صفحة الماضي الذي كان التطبيع أمرا مخجلا ويمارس في الخفى.
ولا تقيم البحرين علاقات دبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي، لكن مؤشرات التطبيع وصلت إلى أوجها في الفترة الأخيرة، وقد تبلورت لدى استضافة المنامة، مؤتمراً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" في حضور وفد إسرائيلي. هذا فضلاً عن اللقاء الذي جمع بين وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هامش مؤتمر وارسو.
ولا ننسى أنها استضافت في يونيو الماضي، الورشة الاقتصادية الخاصة بـ"صفقة القرن"، وقبلها زار وفد بحريني ضم 24 شخصاً من جمعية "هذه هي البحرين"، فلسطين المحتلة.
وكذلك في الأشهر الأخيرة، ثمة نشاط لافت لوزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، مطلِقاً سلسلة تصريحات يؤيد فيها حق "إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
في الحقيقة، تقود الدول العربية والخليجية في أيامنا هذه، حملة تطبيع مع كيان الاحتلال تحت ذرائع وغطاءات كثيرة منها الرياضية والدينية والثقافية والاقتصادية والفنية، وهذه المرة الغطاء هو ديني، والذريعة هي المشاركة في "موتمر حوار الأديان".
وأصبح التطبيع مع الاحتلال، أمرا عاديا بالنسبة لكثير من قادة الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي، خاصة ملك البحرين، الذي فتح أبواب المملكة على مصراعيها أمام التطبيع مع العدو الأول للعرب ومنتهك المقدسات الإسلامية وقاتل أطفال فلسطين، ويزعم أن "بركة السلام من القدس ستؤدي إلى علاقات قوية مع إسرائيل"!.
الى أين وصلت الدول الخليجية في سياساتها تجاه العلاقات مع الكيان الغاصب للقدس، كي يتمكن قادتها باطلاق مثل هذه التصريحات الخطرة والوقحة وبكل اطمئنان وثقة؟
وللاسف الشديد، لا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لباقي دول مجلس التعاون كالإمارات والسعودية، لكن البحرين أصبحت رأس حربة التطبيع في المنطقة، وانتقلت في مشوارها نحو التطبيع مع الاحتلال من السر الى العلن والتفاخر والتجاهر به.