۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024
آیت الله سید محمد تقی مدرسی

وكالة الحوزة ـــ أكد آية الله السيد محمد تقي المدرسي، أن المرجعية الدينية تعدّ امتداداً لخط النبي وأهل بيته، وفيما بين أن قوة التشيع تكمن في هذه النقطة المحورية، قال بأن بأن المجتمع اليوم يمكنه أن يغير التاريخ بفضل هذه القيادة، شريطة أن يقوم أبناء المجتمع بالاستماع إليها والأخذ منها.

وكالة أنباء الحوزة ـــ بين السيد المدرسي خلال كلمته الأسبوعية في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة، أن إصلاح الواقع الفاسد سجية كل إنسانٍ سوي، ولكن قد يخطئ البعض في سلوك الطريق الصحيح للإصلاح، مبيّناً إن وجود مذاهبٍ مختلفة في سبيل الإصلاح الشامل، بين من يرى ضرورة إصلاح الفرد، وبين من يرى ضرورة الإصلاح عبر السياسة، وبين من يتخذ الطريق الأوسط وهو الإصلاح الاجتماعي، الذي يمهّد لصلاح الواقع الاقتصادي والسياسي للمجتمع، كما أن السياسات الفاسدة لا تتمكن من إفساد المجتمع الصالح.

وأشار آية الله المدرسي إلى أن الإصلاح الاجتماعي كان الهدف الأبرز للأنبياء عليهم السلام وتعاليم الإسلام كلها في هذا الاجتماع، ولذلك فهو الطريق الأتم بين سائر الطرق رغم صعوبته، الأمر الذي يلجئ البعض إلى تركه، منتقداً الذين يتركون هذا الحمل الثقيل، ويحاولون بدلاً عن ذلك، القفز على السلطة زاعمين قدرتهم على إصلاح الفساد بالأوامر والنواهي، عازياً السبب وراء ذلك إلى النزعات الشخصية للوصول إلى الإمكانيات والامتيازات.

وأكد آية الله المدرسي أن الإصلاح الاجتماعي يعد واجباً على أحاد أبناء المجتمع، وذلك عبر تفعيل قوة الأمة في تثقيف أبناء المجتمع بالثقافة الصحيحة وإصلاح ما فسد من أمورهم، ولولا ذلك لابتلي المجتمع بإخطارٍ كبيرة، أبرزها تسلّط الظالمين والفاسدين على رقاب الناس والتصرف في مقدراتهم.

وإلى ذلك شدد آية الله المدرسي على ضرورة توفر ركيزتين أساسيتين لصلاح المجتمع، هما ركيزتا الوعي العالي، والاستماع من الحكماء، حيث أن فقدانهما يحول المجتمع إلى “أبناء القيل”، فينجر وراء الشائعات التي تصنعها مراكز مختصة بذلك، لخلق الفتن وتخريب البلد، ويتقلب المجتمع بتقلب موجة الشائعات، كما وصفهم أمير المؤمنين عليه السلام: “اتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح”.

واعتبر السيد المدرسي، السبيل إلى النجاة من هذا المصير هو التفاف أبناء المجتمع حول القيادة الربانية، التي تتمثل في المرجعية الدينية التي تعدّ امتداداً لخط النبي وأهل بيته عليهم السلام، والتي لابد أن تتصف بصفاتٍ كثيرة تؤهلها لقيادة المجتمع، مبيّناً أن قوة التشيع تكمن في هذه النقطة المحورية، كما أثبت ذلك التاريخ، حيث تمكنوا من دحر أخطر تنظيمٍ إرهابي في العالم بفضل الانضواء تحت راية المرجعية الدينية.

وبيّن بأن المجتمع اليوم أيضاً يمكنه أن يغير التاريخ بفضل هذه القيادة، شريطة أن يقوم أبناء المجتمع بالاستماع إليها والأخذ منها، وترك المصالح الشخصية والحزبية جانباً، ليكون حرب المجتمع وسلمه وحكمه، كله تحت راية المرجعية الدينية.

ارسال التعليق

You are replying to: .