وكالة أنباء الحوزة - قال ممثل المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف، اليوم الجمعة، انه" مازلنا في الحديث عن الظواهر المجتمعية التي تهدد المنظومة الأخلاقية والتعايش الاجتماعي من وظائفنا الأساسية ان نبين المعارف الالهية والمناهج الإسلام وكذلك ان نعمل على تعريف المجتمع بتلك الظواهر التي تهدد المنظومة الأخلاقية والتعايش الاجتماعي وتحصين المجتمع من هذه الظواهر".
وأضاف" من جملة هذه الظواهر المجتمعية هو الافتراء وتلفيق الاخبار ونشرها والقول بغير علم ان الوسيلة الأكبر لدى الانسان للتعريف بالعلوم والمناهج المعرفية والعلوم والعلمية والثقافات ونشر ونقل المناهج المعرفية والعلوم والثقافات بين أبناء البشر ونقل حقائق التاريخ والاحداث التي يمر بها البشرية ماضيا وحاضرا وكذلك نقل سير وتراجم العظماء والصلحاء والوسيلة للتفاهم والتخاطب والنقاش كل هذه الأمور التي نحتاجها حاجة ضرورية من الأمور المهمة التي لا يمكن ان يعيشها الانسان فردا ومجتمعا من دونها وهي الوسيلة الأساسية انما هو اللسان او مايقوم مقامه".
وتابع الشيخ الكربلائي انه" من الضرورات الاجتماعية التي يحتاج اليها فردا ومجتمعا للوصول الى الأهداف التي ننشدها لاستقرار المجتمع انما التفاهم فلا يمكن لاي مجتمع ان يقوم بوظائفه الا من خلال الحوار والتكافل للوصل الى هذه الأهداف، ولا يمكن ان يقوم الا اذا كانت هناك ثقة متبادلة، فمن دون ان يكون ثقة متبادلة لا يمكن الوصول الى الأهداف التي يريدها المجتمع".
وزاد ان" كان اللسان او القلم صادقا في لهجته وامينا في نقل الحقائق امكن ان يكون رائد لخير وصلاح المجتمع، واما ان كان وسيلته الخداع والكذب والتزوير سواء في نقل الحقائق حين اذ سيكون رائدا للشر"، مبينا انه" من السلوكيات واخلاقيات التي انتشرت في الفترة الأخيرة هي ظاهرة {التلفيق والخداع} ونشر هذه الأمور عبر قنوات فضائية او عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هنا الخطورة ووجود هذه الظاهرة أصبحت ظاهرة مجتمعية خطيرة تهدد الكيان للفرد والمجتمع ولابد ان نكون اكثر حذرا".
وحدد ممثل المرجع السيستاني اسباب لجوء البعض الى التلفيق الى" {الحسد والحقد والعداوة} للاخرين مما يلفق ويزو الاخبار لأسباب الطمع بالجاه والتملق لاصحاب السلطة او التعصب، {وسوء الضن} الذي يفسره البعض تصرفات ذلك الشخص ويحمل عليه محمل السيء ويصدر حكماً بالإضافة الى {التسرع والحكم} على الغير ويكون قد ساهم في نشر الباطل وتسقيط الاخرين وخصوصا العلماء واهل الدين والخير والصلاح".
وأشار الى ان" اتهام الناس وخصوصا ما يتعلق منها باهل الدين والصلاح والعلماء بالباطل من وجهة نظر الإسلام {جريمة وخطيئة كبيرة} وهو ظلم لهؤلاء الأبرياء وحتى للإنسان العادي ويسبب تسقيط للشخصية المؤمنة ونتيجتها يؤدي الى نفور الناس والابتعاد عن هؤلاء وحرمان المجتمع من اهل العلم والدين".
واكد خطيب جمعة كربلاء ان" المشكلة الكبيرة ان عناوين الجهات التي تنشر نخدع بها ونضلل لانها متصفة بعناوين دينية كبيرة لدينا واحيانا يتأثر بها الانسان "، منوها الى" كم الاذى المعنوي والنفسي الذي سيعيشها هذا الانسان الذي وصف بامور باطلة وهو بريء منها"، مستدركاً ان" اخطر شيء ان نساهم من حيث لا ندري بنشر الأكاذيب عن العلماء واهل الدين والتقوى".