۱۹ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۲۹ شوال ۱۴۴۵ | May 8, 2024
السيد جعفر مرتضى العاملي

وكالة الحوزة ـ هناك سؤال يطرح: هل إتيان آصف لعرش بلقيس من فعله، أم من دعاء الله؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لسماحة السيد جعفر مرتضى العاملي.

وكالة أنباء الحوزة ـ هناك سؤال يطرح: هل إتيان آصف لعرش بلقيس من فعله، أم من دعاء الله؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لسماحة السيد جعفر مرتضى العاملي.
السؤال: هناك من يذكر بأن إتيان آصف لعرش بلقيس لم يكن من فعله، وإنما من دعاء الله، ويذكر أن الروايات صرحت بذلك. فما صحة هذا القول؟
الجواب: ليعلم قبل كل شيء أن أحداً لا يدَّعي: أن آصف بن برخيا قد جاء بالعرش بقدرته الذاتية.. بل بإقدار من الله تعالى، وفق ما نوضحه فيما يلي:
1 ـ ان آصف هو الذي تبرع بالإتيان بالعرش، حين قال النبي سليمان عليه السلام: {أَيُّكُمْ يَأتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأتُونِي مُسْلِمِينَ}([1]).
وهذا معناه: أنه واثق من قدرته على إنجاز هذا المهم..
2 ـ انه قد نسب الإتيان بالعرش إلى نفسه، وحدد له زماناً..
3 ـ ان الله تعالى قد وصف آصف بأنه: عنده علم من الكتاب، فقال سبحانه: {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي}([2]).
ولم يصفه بالزهادة، ولا العبادة، فلم يقل: قال التقي، أو العابد، أو الزاهد مثلاً.. وهذا لا يخلو من إشعار بأنه إنما جاء به بواسطة عنده، لا بمجرد دعاء!!..
4 ـ ان الروايات قد دلت على أنه إنما جاء به بواسطة معرفته بحرف من الاسم الأعظم، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:
إن اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفاً، وإنما كان عند آصف حرف واحد، فتكلم فانخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ، فتناول عرش بلقيس، حتى صيره إلى سليمان، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين، وعندنا منه اثنان وسبعون حرفاً، وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب..([3]).
وفي البرهان روايات كثيرة بهذا المضمون.. مروية: عن أبي جعفر، وعن أبي عبد الله، وعن علي أمير المؤمنين، وعن الإمام الهادي عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه..([4]).
5 ـ غير أنه قد يقال: إن حروف العلم منها إنما هي سبعة وعشرون حرفاً، وأما باقي الحروف فلها شؤون أخرى..
وقد يستظهر ذلك من الرواية التالية:
عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: العلم سبعة وعشرون حرفاً، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً، وضم إليها الحرفين، حتى يثبتها سبعة وعشرين حرفاً..([5]).
هذا إذا قلنا: إن هذه الحروف التي يظهرها عليه السلام هي من حروف الاسم الأعظم.. وأن علم الكتاب، الذي منه علم آصف داخل في جملتها. والله هو العالم..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) الآية 38 من سورة النمل.
([2]) الآية 40 من سورة النمل.
([3]) راجع: بصائر الدرجات ص231 والكافي ج1 ص230 والبرهان ج3 ص203 ـ 206.
([4]) البرهان في تفسير القرآن ج3 ص203 ـ 206.
([5]) البحار ج52 ص236 عن الخرايج والجرايح.

المصدر: موقع سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي

ارسال التعليق

You are replying to: .