وكالة أنباء الحوزة ـ ثمة سؤال يطرح: ما هي الروايات التي تدل على أن الإمام علي (ع) هو نفس رسول الله (ص)؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال بناء على ما ورد في المصادر المعتبرة.
السؤال: ما هي الروايات التي تدل على أن الإمام علي (ع) هو نفس رسول الله (ص)؟
الجواب: لقد صرح رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) أنّ عليّاً(عليه السلام) هو كنفسه صلوات الله عليه.
ففي (مجمع الزوائد) للهيثمي: قال(صلى الله عليه وآله وسلّم): (أو لأبعثن إليكم رجلاً منّي أو كنفسي يضرب أعناقكم، ثم أخذ بيد عليّ، فقال: هذا)(1).
وفي (المصنف) للصنعاني: عن عبد الله بن حنطب، قال رسول الله(صلى الله عليه [وآله] وسلّم) لوفد ثقيف حين جاءوا: (لتسلمنّ أو لنبعثن رجلاً منّي - أو قال: مثل نفسي - فليضرب أعناقكم، وليسبينّ ذراريكم، وليأخذنّ أموالكم)، فقال عمر: فوالله ما تمنيت الإمارة إلاّ يومئذ، جعلت أنصب صدري رجاء أن يقول: هو هذا. قال: فالتفت إلى عليّ، فأخذ بيده ثم قال: (هو هذا، هو هذا)(2).
وفي (المصنف) لابن أبي شيبة: (اللهم أنا أو كنفسي، ثم أخذ بيد عليّ)(3).
وفيه أيضاً: قال(صلى الله عليه وآله وسلّم): (أو لأبعثن إليكم رجلاً منّي أو لنفسي فليضربنّ أعناق مقاتليهم وليسبينّ ذراريهم، قال: فرأى الناس أنّه أبو بكر أو عمر، فأخذ بيد عليّ، فقال: هذا)(4)، وذكر ذلك أبو يعلى في مسنده(5)، والحاكم في (المستدرك) وقال: هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه(6).
ثم إنّ الثابت عند الفريقين أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) لم يخرج للمباهلة سوى عليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)، وقد أشار إلى فاطمة بكلمة (( نِسَاءَنَا ))، وإلى الحسن والحسين بـ(( أَبنَاءَنَا ))، ولم يبق لعليّ(عليه السلام) سوى كلمة (( أَنفُسَنَا )).
ولا يصح أن يقال أنّ المراد بـ(( أَنفُسَنَا )) هو رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)؛ لأنّه لا معنى لأن يدعو نفسه، بل المدعو لابد أن يكون غيره؛ إذ لا يمكن اتحاد الداعي والمدعو.
(1) مجمع الزوائد 9: 163 كتاب المناقب، باب فضائل أهل البيت.
(2) المصنف للصنعاني 11: 226 الحديث (20389).
(3) مصنف ابن أبي شيبة 7: 499 كتاب الفضائل، فضائل عليّ بن أبي طالب الحديث (30).
(4) نفس المصدر 8: 498 كتاب الفضائل، فضائل عليّ بن أبي طالب الحديث (23).
(5) مسند أبي يعلى 2: 166 من مسند عبد الرحمن بن عوف الحديث (859).
(6) المستدرك 2: 120 - 121 كتاب الجهاد، قصة فتح مكة والطائف وهجر.
* المصدر: مركز الأبحاث العقائدية